فتحت الشرطة الألمانية تحقيقاً بحق 11 شخصاً، معظمهم من سوريا، يشتبه بأنهم أرسلوا أموالاً إلى تنظيم «داعش»، بحسب ما أعلن مكتب الادعاء العام في فلانبيرغ بولاية شليسفك هولستاين.
واعتقلت الشرطة رجلين يحملان الجنسية السورية، يبلغان من العمر 34 عاماً و37 عاماً، في حين نفذت غارات استهدفت 16 منزلاً موزعة بين شليسفك هولستاين وماكلنبيرغ فوربوميرن ومدينة هامبورغ، جميعها تقع في الشمال الألماني.
ومن بين المتهمين 10 رجال وسيدة واحدة، وتعود الاتهامات الموجهة إليهم إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي ويوليو (تموز) من العام الحالي. ويتهمهم الادعاء بتشكيل عصابة لتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى تنظيم «داعش» في سوريا من دول أخرى وجمع عمولة على المبالغ المحولة.
وقالت المدعية العامة أولريك شتالمان ليبلت، إن مصدر الأموال ما زال غير معروف، لكن يعتقد أنه تم جمعه من دول عدة. وأكدت مصادرة مبالغ مالية كبيرة خلال المداهمات التي نفذتها الشرطة.
من ناحية أخرى، رفضت محكمة في برلين طلب والد مقاتل ألماني انضم إلى «داعش»، بإجبار الحكومة الألمانية على استعادة ولده من سوريا. وكان الوالد تقدم بطلب أمام المحكمة الإدارية لإجبار الحكومة على استعادة ابنه الذي يعتقد أنه معتقل لدى الأكراد. واستندت المحكمة، في حكمها، إلى افتقار طلب الوالد لتعليمات واضحة من الابن بأنه يرغب في العودة، وأيضاً إلى أن مكانه غير مؤكد. وغادر الشاب المولود عام 1992، إلى سوريا عام 2014 للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.
ورغم أن المحاكم تصدر قرارات فردية بناءً على كل حالة منفصلة فيما يتعلق باستعادة مقاتلي «داعش» الذين يسعون إلى العودة، فإن الأسباب التي استندت إليها المحكمة يمكن تطبيقها على الكثير من الحالات الأخرى.
ورغم أن المحكمة رفضت إجبار الحكومة الألمانية على استعادة المقاتلين، فإنها كانت قد أصدرت قبل أسابيع حكماً يجبر برلين على استعادة عائلات المقاتلين من نساء وأطفال من مخيمات الأكراد في سوريا بسبب إمكانية تعرضهم للخطر هناك.
وغالباً ما تجد المحاكم الألمانية صعوبة في محاكمة زوجات عناصر «داعش» لافتقارها للأدلة التي تثبت وقائع المشاركة الفاعلة بالقتال وارتكاب جرائم حرب. وتلجأ المحاكم أحياناً لمقاضاة النساء بتهم لا تتعلق بجرائم حرب. وقد بدأت محاكمة إحدى العائدات في الصيف بتهمة اختطاف أولادها بعد أن تركت زوجها خلفها في ألمانيا وسافرت لتتزوج من مقاتل في «داعش».
وفي كثير من الحالات، تبقى النساء العائدات طليقات بعد عودتهن من العراق وسوريا لافتقار الادعاء لأي أدلة تسمح بتوجيه اتهامات للعائدات. وقد شكلت قصة ألمانية من أصل تونسي تدعى أميمة، فضيحة عندما كشفت صحافية لبنانية عن أنها تقيم مع أطفالها الـ4 في مدينة هامبورغ بشكل طبيعي بعد عودتها من سوريا، حيث كانت متزوجة من مقاتلَين، أحدهما مغني راب ألماني شهير يعرف بـ«ديزو دوغ» قتل في المعارك. وفي أبريل (نيسان) الماضي، عثرت الصحافية على هاتف أميمة لدى الأكراد في سوريا وعليه صور لها تحمل أسلحة. وبعد 3 سنوات من عودتها إلى ألمانيا، ألقت السلطات القبض عليها مطلع الأسبوع تحضيراً لمحاكمتها بتهم متعلقة بالحرب في سوريا.
حملة ضد شبكة تمويل لـ«داعش» في ألمانيا
حملة ضد شبكة تمويل لـ«داعش» في ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة