ترمب يطالب «المركزي الأميركي» بتطبيق الفائدة السلبية

TT

ترمب يطالب «المركزي الأميركي» بتطبيق الفائدة السلبية

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بـ«تخفيض سعر الفائدة إلى الصفر أو أقل»، مشيراً إلى أن ذلك سيساعد في تخفيض قيمة الدين الأميركي، وتعد هذه المرة الأولى التي يطالب فيها ترمب بتطبيق فائدة سلبية.
وقال ترمب في تغريدة صباح أمس الأربعاء: «يجب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة لدينا إلى الصفر، أو أقل، وبعد ذلك يجب أن نبدأ في إعادة تمويل ديوننا. تكلفة الفائدة يمكن أن تصبح أقل بكثير، بينما في نفس الوقت تطول المدة بشكل كبير. لدينا أعظم عملة، وقوة، وميزانية».
وتابع في تغريدة أخري «ينبغي أن تدفع الولايات المتحدة الأميركية دائماً فائدة أقل. لا تضخم! إنها فقط سذاجة باول والاحتياطي الفيدرالي الذي لا يسمح لنا بالقيام بما تفعله بلدان أخرى بالفعل. هذه فرصة عمر نفتقدها بسبب الأشخاص الأغبياء»، في إشارة إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي وقادة البنك المركزي.
والفائدة السلبية، أي أقل من الصفر. التي يدعو إلى تطبيقها ترمب، خطوة لم تتخذها الولايات المتحدة أبداً، لكنها طبقت في اليابان وتطبق حاليا في بعض الدول الأوروبية.
وإذا وافق الاحتياطي الفيدرالي على مقترح ترمب، وهو أمر مستبعد بشكل كبير، فمن المحتمل أن تستنفذ هذه الخطوة الكثير من القوة الاحتياطية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة الركود المستقبلي، في وقت لا يزال فيه الاقتصاد الأميركي ينمو بشكل جيد.
وتأتي تغريدات ترمب أمس، في الوقت الذي يصر فيه جيروم باول رئيس البنك المركزي على استقلالية البنك وعدم خلط سياساته النقدية بخطط أو أهداف الرئيس السياسية.
وأكد باول في أكثر من مرة أنه لن يستمع إلى ما يطلبه منه ترمب بشأن تخفيض سعر الفائدة، وأن البنك سيتخذ الإجراءات اللازمة طبقا لما يراه مناسبا لحالة الاقتصاد بصرف النظر عن مدى رضا أو رفض الرئيس لهذه السياسات.
وتعهد باول، الشهر الماضي، بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي «سوف يتصرف حسب الاقتضاء» لدعم التوسع الاقتصادي الأميركي، لكنه لم يلمح إلى تخفيض وشيك في أسعار الفائدة.
وليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها ترمب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الذي اختاره قبل عامين، خلفا لجانيت يلين الذي عينها الرئيس السابق باراك أوباما. وكان ترمب قد أثار غضب وانتقاد الكثير عندما تساءل في تغريدة سابقة إذا كان باول أو الزعيم الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، هو العدو الأكبر لأميركا.
وأعرب ترمب، الأسبوع الماضي، عن أسفه بسبب قراره في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 لترشيح باول رئيساً للاحتياطي الفيدرالي، قائلاً: «أين وجدت هذا الرجل، جيروم؟ لا يمكنك أن تكسبهم جميعا». ويدعي ترمب أنه لديه السلطة لعزل باول من منصبه، بينما يؤكد الأخير أنه لن يترك منصبه. ويقول ترمب إن البنوك المركزية في الدول الغربية فضلا عن اليابان والصين، تتدخل لفرض أسعار فائدة مخفضة لتشجيع اقتصاداتها، مشيرا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «لا يمكن عقليا» مواكبة المنافسة في الخارج.
يأتي ذلك أيضا في الوقت الذي يحدق فيه الاقتصاد الأميركي بوادر التحذير المالي التي تشير إلى حدوث ركود محتمل، لكن باول أكد الأسبوع الماضي أن البنك المركزي لا يتوقع حدوث ركود اقتصادي حاليا.



فرص العمل في الولايات المتحدة ترتفع بشكل غير متوقع خلال نوفمبر

مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
TT

فرص العمل في الولايات المتحدة ترتفع بشكل غير متوقع خلال نوفمبر

مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)

ارتفعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يعكس أن الشركات لا تزال تبحث عن عمال رغم تباطؤ سوق العمل بشكل عام.

ووفقاً لوزارة العمل، سجَّلت فرص العمل 8.1 مليون في نوفمبر، مقارنة بـ7.8 مليون في أكتوبر (تشرين الأول)، على الرغم من أنها انخفضت عن 8.9 مليون في العام الماضي وذروة 12.2 مليون في مارس (آذار) 2022، في مرحلة تعافي الاقتصاد بعد جائحة «كوفيد - 19».

ومع ذلك، تظل هذه الأرقام أعلى من مستويات ما قبل الوباء. وكان الاقتصاديون قد توقَّعوا انخفاضاً طفيفاً في فرص العمل في نوفمبر، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

كما ارتفعت عمليات التسريح قليلاً في نوفمبر، بينما تراجع عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم، مما يشير إلى انخفاض ثقة الأميركيين في قدرتهم على العثور على وظائف أفضل في أماكن أخرى. وقد تباطأت سوق العمل الأميركية من ذروة التوظيف في الفترة 2021 - 2023، حيث أضاف أصحاب العمل 180 ألف وظيفة شهرياً في عام 2024 حتى نوفمبر، وهو معدل أقل من 251 ألف وظيفة في 2023، و377 ألف وظيفة في 2022، و604 آلاف وظيفة قياسية في 2021.

ومن المتوقع أن تظهر بيانات التوظيف لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستصدرها وزارة العمل يوم الجمعة، أن الشركات والوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية أضافت نحو 157 ألف وظيفة الشهر الماضي، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2 في المائة. ورغم التقلبات التي شهدتها الأرقام خلال الخريف، مثل تأثير الأعاصير والإضراب في شركة «بوينغ» في أكتوبر، فإن البيانات تشير إلى انتعاش في نوفمبر مع إضافة 227 ألف وظيفة بعد انتهاء الإضراب.

ويراقب بنك الاحتياطي الفيدرالي سوق العمل من كثب بحثاً عن إشارات حول اتجاه التضخم، حيث قد يؤدي التوظيف السريع إلى زيادة الأجور والأسعار، بينما قد يشير الضعف إلى حاجة الاقتصاد إلى مزيد من الدعم من خلال خفض أسعار الفائدة.

وفي مواجهة التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في 4 عقود في وقت سابق، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. وبفضل انخفاض التضخم من 9.1 في المائة في منتصف 2022 إلى 2.7 في المائة في نوفمبر، بدأ البنك المركزي في تخفيض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، توقفت وتيرة التقدم في السيطرة على التضخم في الأشهر الأخيرة، حيث ظلت زيادات الأسعار السنوية أعلى من هدف البنك البالغ 2 في المائة. وفي اجتماعه في ديسمبر، خفَّض «الفيدرالي» سعر الفائدة للمرة الثالثة في 2024، مع توقعات بتخفيضين إضافيَّين في 2025، وهو ما يقل عن الـ4 تخفيضات التي كانت متوقعة في سبتمبر (أيلول).