حرب التجارة والضبابية الاقتصادية تلقيان بظلالهما على أسعار النفط في آسيا

حرب التجارة والضبابية الاقتصادية تلقيان بظلالهما على أسعار النفط في آسيا
TT

حرب التجارة والضبابية الاقتصادية تلقيان بظلالهما على أسعار النفط في آسيا

حرب التجارة والضبابية الاقتصادية تلقيان بظلالهما على أسعار النفط في آسيا

قال مسؤولون تنفيذيون في مؤتمر نفطي رئيسي إنه من المتوقع أن تضغط الضبابية التي تكتنف الاقتصاد العالمي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وزيادة الإمدادات الأميركية، على أسعار النفط هذا العام. جاءت تعليقاتهم في مؤتمر آسيا والمحيط الهادي للنفط، وهو تجمع سنوي لكبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة، أكثر هدوءاً مقارنةً مع العام الماضي، حينما توقع التجار أن يصل سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل في بداية 2019.
وبدلاً من ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 86 دولاراً للبرميل في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، ثم تراجعت إلى نحو 50 دولاراً في ديسمبر (كانون الأول) وتعافت إلى نحو 62 دولاراً حالياً.
وقال بن لوكوك المدير المشارك لتداول النفط في «ترافيجورا»: «السعر حقق أفضل ما يمكنه تحقيقه هذا العام، نراهن على انخفاض السعر حتى نهاية السنة. من المأمول أن تساعدنا المنظمة البحرية الدولية في التعافي على مدى 2020».
وكان يشير إلى معيار جديد لخفض نسبة الكبريت في وقود السفن تفرض المنظمة العمل به بدءاً من 2020.
وضغط النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكَين للنفط في العالم، على أسعار الخام، لكن خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة «أوبك» وروسيا أسهم في دعم السوق.
وقال جيوفاني سيريو الرئيس العالمي للبحوث لدى «فيتول لتجارة السلع الأولية»: «التوازن الحالي بين مصادر متعددة يمنح أسعار النفط بعض الاستقرار... قد تقفز الأسعار في اتجاه أو آخر بناءً على مدى تفشي أحد مصادر الضبابية. لكن ليس هناك شك في أننا نعيش في فترة انعدام يقين، ربما غير مسبوقة».
ورغم تخفيضات إنتاج «أوبك»، فإن الإمدادات جيدة في سوق النفط، مع زيادة الإنتاج الأميركي 1.4 مليون برميل يومياً وتلبيته الزيادة في الطلب، حسبما قال شونيشي تاناكا رئيس «كوزمو أويل» اليابانية.
وتابع: «لو لم تخفض (أوبك) الإنتاج لكان هناك فائض. من المتوقع أن ينفرج ميزان العرض والطلب النفطي في 2020 ليضغط على أسعار الخام».
في غضون ذلك، قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أمس، إن بلاده تقترب من الوصول إلى طاقة إنتاجية للنفط عند 5 ملايين برميل يومياً، ويتطلع لإضافة مليوني برميل خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف الوزير أن العراق لا يزال يحرق نصف إنتاج الغاز المصاحب، وذلك حتى نهاية العام الماضي، لكن المشروعات الجديدة لتحويل الغاز إلى سائل ستسهم في حل المشكلة.
وعلى هامش المؤتمر، قال وزير البترول المصري طارق الملا إن خططاً للبدء في تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر تمضي قدماً لكن ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات قبل انطلاق الصادرات. وأبلغ الملا الصحافيين: «تم الاتفاق على كل شيء... البلدان أعطيا مباركتهما بالفعل. لا مشكلة في ذلك... هو اتفاق متعدد الأطراف، اتفاق غاز واتفاق خط أنابيب ولذا العملية طويلة بعض الشيء. لهذا السبب تستغرق بعض الوقت».
وسيجري توريد الغاز عن طريق خط أنابيب تحت البحر لشركة «غاز شرق المتوسط» عقب إبرام اتفاق تصدير تاريخي قيمته 15 مليار دولار العام الماضي. وقّعت الشركة المشغّلة لخط الأنابيب اتفاقاً لاستخدام مرفأ لشركة خط أنابيب أوروبا - آسيا الإسرائيلية، مما يذلل إحدى العقبات الأخيرة أمام بدء التصدير، حسبما ذكرت الشركتان أول من أمس (الأحد).
وقال الوزير إن إنتاج مصر من الغاز سيزيد العام القادم إلى نحو 7.5 مليار قدم مكعبة يومياً من 7 مليارات قدم مكعبة يومياً في السنة الحالية، مع إعطاء الأولوية لتلبية الطلب المحلي لا للصادرات.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.