الوفد المصري يعرض تسهيلات على «حماس» تشمل إدخال بضائع عبر رفح

نقل استعداد تل أبيب لتطبيقها مقابل الهدوء على الحدود

الوفد المصري يعرض تسهيلات على «حماس» تشمل إدخال بضائع عبر رفح
TT

الوفد المصري يعرض تسهيلات على «حماس» تشمل إدخال بضائع عبر رفح

الوفد المصري يعرض تسهيلات على «حماس» تشمل إدخال بضائع عبر رفح

عرض الوفد الأمني المصري على حركتي «حماس» و«الجهاد» رزمة تسهيلات جديدة تشمل أيضاً إدخال بضائع عن طريق معبر رفح البري.
ونقل الوفد الأمني المصري رسالة من إسرائيل حول استعداد تل أبيب لتطبيق رزمة من التسهيلات مقابل الهدوء على الحدود ووقف التصعيد، وتتضمن إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، والمباشرة في إدخال تحسينات على الكهرباء والوقود، والسماح بإدخال مواد كانت ممنوعة تحت تصنيف «مزدوجة الاستعمال»، وزيادة كميات البضائع المصدرة.
وعرض المصريون على «حماس» أيضاً دراسة إدخال مزيد من البضائع للقطاع المحاصر، عبر معبر رفح البري الواصل بين غزة والأراضي المصرية. وتطلب إسرائيل مقابل ذلك وقف أي هجمات عبر غزة، بما في ذلك المسيّرات والصواريخ والبالونات الحارقة، إضافة إلى وقف الأساليب الخشنة المعتمدة في مسيرات العودة التي تجري أسبوعياً يوم الجمعة.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن حركة «حماس» طلبت ضمانات من أجل التزام إسرائيل بالاتفاق الذي تباطأت في تنفيذه عدة مرات. والتسهيلات التي طرحتها إسرائيل هي التسهيلات نفسها التي يجري الحديث حولها من أعوام.
وأخبر مسؤولو «حماس» المسؤولين المصريين، أنه لا يمكن لهم إقناع بقية الفصائل بالاستمرار في الدوران في الحلقة المفرغة نفسها.
وكان الوفد الأمني المصري الذي رأسه اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، التقى في ساعة متأخرة من يوم الأحد، قيادة حركة «حماس» ممثلة برئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وعدد من قيادات الحركة بغزة.
وقال بيان لحركة «حماس» إن الطرفين بحثا «أهمية واستراتيجية تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة لكل من مصر والشعب الفلسطيني، وبالخصوص في قطاع غزة، ومراكمة البناء على ما تم في المرحلة الماضية».
وأكدت الحركة موقفها الثابت من بناء علاقات استراتيجية مع مصر، وعلى أهمية ومحورية الدور المصري في المنطقة بكاملها.
كما ناقش الطرفان سبل تخفيف معاناة الشعب وكسر الحصار عن قطاع غزة. وأكدت «حماس» أهمية الجهد الذي تبذله مصر في هذا الجانب، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود على هذا الصعيد.
وبخلاف مرات سابقة، ناقش المصريون مع «حماس»، «استعادة الوحدة الوطنية». وقالت «حماس» إنها أبدت استعدادها التام للمضي قدماً في إتمامها، و«بناء النظام السياسي على أساس الشراكة وتمثيل جميع أبناء شعبنا، وطي صفحة الانقسام لمواجهة التحديات التي تتعرض لها قضيتنا».
وتطرق الجانبان لآليات العمل في معبر رفح، وأكدت الحركة على ضرورة وأهمية تخفيف معاناة المسافرين أثناء المغادرة والعودة، وكذلك إنهاء ملف الممنوعين من السفر.
وقبل لقاء قادة «حماس» أجرى الوفد المصري زيارة تفقدية للحدود المشتركة بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، ومن المقرر أن يلتقي الوفد قادة الفصائل الفلسطينية اليوم الاثنين، لإطلاعهم على تطورات ملف التفاهمات.
هذا وقد وصل الوفد المصري إلى قطاع غزة، الأحد، في محاولة لنزع فتيل التوتر واحتواء حادثة الطائرة المسيرة التي انطلقت من غزة السبت، وألقت عبوة ناسفة على موقع عسكري إسرائيلي قرب الحدود وعادت. وكان يفترض أن يصل الوفد نهاية الأسبوع؛ لكن التطورات الأخيرة أجبرته على الوصول مبكراً. وآخر زيارة للوفد الأمني المصري للقطاع كانت قبل شهرين.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن مهمة الوفد تتركز على تهدئة الموقف في الوقت الحالي، بعد أسبوع شهد قصفاً متبادلاً وتصعيداً في المظاهرات، خلّف قتلى وجرحى.
وتعتقد المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن «حماس» بدأت في فقدان السيطرة على «الشبان المارقين» في قطاع غزة، ومن بين أولئك الناشطون البارزون في المظاهرات الأسبوعية الحدودية، والذين أصبحوا غير راضين عن السياسة المتبعة من «حماس» تجاه إسرائيل.
ورصدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عدداً من الهجمات الأخيرة التي نفذت على السياج الحدودي، ومحاولات التسلل إلى المستوطنات القريبة، قائلة إن الشبان الذين يقفون وراء ذلك يشعرون بالإحباط، بسبب عدم وجود إنجازات على الأرض.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في غزة، أن هؤلاء الشبان شعروا بالإحباط من طريقة تعامل «حماس» مع إسرائيل، وتخليها عن الفعل العسكري، رغم أن الوضع الاقتصادي لم يتحسّن، ولم يتحقق أي إنجاز حتى الآن، لذلك خلصوا إلى أن الحركة لم تعد قادرة على تمثيلهم. وبعض أولئك الشبان هم من أفراد وحدات الإرباك الليلي وإطلاق البالونات الحارقة.
ويعتقد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن «حماس» فوجئت بالهجمات الانتحارية التي وقعت في أغسطس (آب) الماضي، ووضع الهجوم قادتها في أكبر اختبار منذ الاستيلاء على غزة عام 2007، وأن «حماس» أدركت أن اتجاه الشبان لمنظمات متطرفة في غزة، يشكل تهديداً كبيراً لحكمها.
ورغم الخلافات الفعلية بين «حماس» و«الجهاد»، وتورط عناصر من الأخيرة في الهجمات؛ لكن التقييم الإسرائيلي يشير إلى أن «حماس» ستختار توجيه أصابع الاتهام للسلطة وإسرائيل، من أجل خفض التوتر مع حركة «الجهاد» والعودة إلى مربع الهدوء.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».