اجتماع أمني لبناني لمواجهة المعابر غير الشرعية

وزير الدفاع: عددها لا يتخطى 10... والحل بترسيم الحدود مع سوريا

وزير الدفاع اللبناني خلال الاجتماع مع قيادات الجيش أمس (دالاتي ونهرا)
وزير الدفاع اللبناني خلال الاجتماع مع قيادات الجيش أمس (دالاتي ونهرا)
TT

اجتماع أمني لبناني لمواجهة المعابر غير الشرعية

وزير الدفاع اللبناني خلال الاجتماع مع قيادات الجيش أمس (دالاتي ونهرا)
وزير الدفاع اللبناني خلال الاجتماع مع قيادات الجيش أمس (دالاتي ونهرا)

أعلن وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب أنه لم يتبقَ من المعابر غير الشرعية سوى ما بين 8 و10 معابر، بعد قيام الجيش بإغلاق عدد كبير منها، مشيراً إلى أنه سيقدم لائحة جديدة بها في أول جلسة لمجلس الدفاع الأعلى. وأكد أن حلّ القضية «سياسي، بترسيم الحدود مع سوريا، وتعاون جيشي البلدين».
وجاء كلام بو صعب بعد الاجتماع الأمني الذي عقد في مكتبه بوزارة الدفاع، أمس، بحضور قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لأمن الدولة طوني صليبا، والذي شهد البحث في موضوع المعابر غير الشرعية.
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد أكد قبل يومين أن هناك نحو 150 معبراً غير شرعي، خلال جولة قام بها في مرفأ بيروت. كما سبق لوزير المال علي حسن خليل أن أعلن الشهر الماضي في جلسات مناقشة موازنة عام 2019 أن هناك 136 معبراً غير شرعي.
وبعد اجتماع أمس، أكد وزير الدفاع أن «حل قضية المعابر غير الشرعية على الحدود هو الحل السياسي، أي ترسيم الحدود مع سوريا، والتعاون بين الجيش اللبناني والجيش السوري في هذا الشأن للحد من التهريب»، مشيراً إلى أن «تنفيذ هذا الأمر يتطلب متابعة، ويوجد مكتب التنسيق في الجيش اللبناني، برئاسة العميد طوني النداف، للتنسيق في هذا الأمر».
وقال: «اطلعت اليوم من قائد الجيش على أمور عدة في هذا الأمر، كما اطلعت من جهاز أمن الدولة على تفاصيل، خصوصاً أن هذا الجهاز وضع إحصاءات في الموضوع منذ عملية (فجر الجرود) وإلى اليوم، وكيف كان الوضع وقتها، وما إنجازات الجيش اليوم في أمر المعابر غير الشرعية، مع العلم أننا نتحدث عن معابر لا تتخطى العشرة فقط، والتي تعد معابر للمشاة، وهي ترابية أو مصنوعة من جسور خشبية، ويعمل الجيش على معالجتها».
ولفت إلى أن اجتماع أمس «تمهيدي لاجتماع أمني من المتوقع عقده (غداً) الأربعاء، مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وكل الأجهزة الأمنية، والوزراء الثلاثة المعنيين: وزير المالية علي حسن خليل، ووزيرة الداخلية ريا الحسن، ووزير الدفاع».
وأضاف: «أود القول إن المعابر في الدول الكبرى لا يمكن ضبطها بالشكل الكامل. وبالنسبة لموضوع الحدود، فهو أمر صعب جداً، لا سيما أن المنطقة جبلية وواسعة جداً. كما أن هناك مناطق متداخلة بين سوريا ولبنان، كمشاريع القاع، وهي منطقة غير ممسوحة ومنطقة زراعية، ونواجه فيها تهريباً للمنتجات الزراعية، ويجب اتخاذ قرارات سياسية في هذا الشأن».
ولفت إلى أن «الجيش أقفل لغاية اليوم، ومنذ (فجر الجرود)، أكثر من 140 معبراً، أي نحو 95 في المائة من هذه المعابر، وهذا يعد إنجازاً للجيش. كما أن هناك 74 نقطة حدودية للجيش لمراقبة الحدود، أنشأها بالتعاون مع مساعدات أجنبية. وطبعاً تفعيل المراقبة يستلزم أولاً قراراً سياسياً، ومن ثم تجهيزات إضافية للجيش، خصوصاً أن المنطقة جردية يصعب الوصول إليها، علماً بأن التهريب الذي يصل إلى 2.5 مليار دولار لا يتم عبر المعابر غير الشرعية. وقد رفعت منذ مايو (أيار) الماضي إلى مجلس الوزراء ملف خطة استراتيجية لضبط الحدود، ولكنها لم تدرج على جدول الأعمال، وقد طلبت مناقشتها، وهنا الدور الأكبر يجب أن تلعبه الجمارك والجيش وكل الأجهزة المعنية لضبط التهريب».
وقال: «كوزير للدفاع، قمت بثلاث زيارات للمنطقة الحدودية، ولديّ معطيات وحقائق بين يديّ، وستكون هناك لائحة جديدة بكل المعابر التي أقفلت والمعابر الموجودة حالياً، وسأقدمها في أول جلسة لمجلس الدفاع الأعلى».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».