كشفت مصادر تركية عن شعور أنقرة بالقلق من توجهات الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرقي سوريا. وقالت المصار إن تركيا تعمل بشكل دقيق على منع تكرار سيناريو اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقّع مع أميركا في يونيو (حزيران) 2018 وتجنب أي مماطلة في تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة على غرار اتفاق منبج.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» استمرار الخلافات والتباين في مواقف أنقرة وواشنطن فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة من حيث عمقها ومساحتها، وكذلك فيما يتعلق بوجود الوحدات الكردية، العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في شرق الفرات واستمرار الدعم الأميركي لها، مشيرةً إلى أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيناقش الأمر وسيعيد طرح وجهة نظر تركيا التي تتمسك بمنطقة بعمق أكثر من 30 كيلومتراً وبالسيطرة المنفردة على المنطقة الآمنة، على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في لقاء محتمل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أواخر سبتمبر (أيلول) الجاري.
وعلى الرغم من بدء تسيير دوريات عسكرية تركية أميركية مشتركة في شرق الفرات، أول من أمس، أكد إردوغان أن أنقرة وواشنطن على خلاف مستمر بشأن إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا وذلك بعد ساعات فقط من تسيير الدورية الأولى.
وقال: «نتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة لكننا نرى في كل خطوة أن ما نريده وما يفكرون فيه ليس هو نفس الشيء... يبدو أن حليفتنا تبحث عن منطقة آمنة للمنظمة الإرهابية (الوحدات الكردية) وليس لنا. نرفض مثل هذا الموقف».
وأبدى إردوغان انزعاجه من إرسال الولايات المتحدة أكثر من 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى «قسد»، متسائلاً: «ضد مَن سيقاتل هؤلاء؟ هناك بلد وحيد هو تركيا، ونحن لن نتهاون معهم».
وأضاف إردوغان أنه ينبغي جعل المنطقة برمتها آمنة بشكل فعلي، بمدنها وريفها، حتى يتسنى إسكان مليون شخص في هذه المنطقة، قائلاً: «إذا لم نبدأ بتشكيل منطقة آمنة مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية سبتمبر الحالي، فلن يكون لدينا خيار سوى تنفيذ خططنا الخاصة».
وفي الوقت ذاته، أكدت وزارة الدفاع التركية أن الأنشطة المشتركة مع الولايات المتحدة لتأسيس منطقة آمنة بسوريا، متواصلة دون إتاحة المجال لأي تلكؤ. ولفتت، في بيان، إلى أن الدوريات المشتركة ستتواصل جواً وبراً، في الأيام المقبلة، بغية المضي قدماً في تأسيس المنطقة الآمنة وفق الجدول الزمني المحدد.
وأوضح البيان أن الهدف من الدوريات هو مراقبة أنشطة تأسيس المنطقة الآمنة بكل دقة وعناية، ورؤية تنفيذها على الأرض، كما هو مخطط، مشيراً إلى أن الأنشطة المشتركة مع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتدمير التحصينات والمخابئ والملاجئ العائدة للإرهابيين وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، وانسحابهم من المنطقة، تمهيداً لتهيئة الظروف اللازمة لعودة الأشقاء السوريين إلى منازلهم، متواصلة دون إتاحة المجال للتأخر.
ويقول مراقبون إن الخطة الأميركية بالنسبة إلى المنطقة الآمنة لا تتضمن سيطرة أي طرف منفرد على المنطقة الآمنة وأن الهدف من الجهود الحالية هو منع تركيا من القيام بعملية عسكرية ضد الحليف الكردي لأميركا في شرق الفرات، وأن واشنطن لن تقبل بسيطرة منفردة لتركيا في المنطقة الآمنة وإنما ستعمل على إزالة المخاوف الأمنية لها من خلال الطلعات الجوية والدوريات المشتركة في المنطقة، وهي أمور لا تضمن وجوداً مستمراً للجيش التركي في المنطقة الآمنة المفترضة.
في شأن آخر، كشفت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري عن أن عدداً من الشخصيات السورية ستحضر مؤتمراً بمدينة إسطنبول، يبحث «المسألة السورية»، بعد تلقيهم دعوات من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية.
وقال مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية التابعة لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» بسام أبو عبد الله، إن الحزب تلقى دعوة لحضور المؤتمر، قائلاً: «ستكون أول فرصة يتاح فيها للسوريين (الموالين للنظام) أن يكونوا في إسطنبول، ويقدموا مقاربتهم فيما يجري».
أنقرة تتهم واشنطن بـ«المماطلة» في إقامة المنطقة الآمنة
أنقرة تتهم واشنطن بـ«المماطلة» في إقامة المنطقة الآمنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة