الداخلية العراقية تعلن تفكيك خلية كبيرة لـ«داعش» في تكريت

TT

الداخلية العراقية تعلن تفكيك خلية كبيرة لـ«داعش» في تكريت

أعلنت «خلية الصقور» التابعة لوزارة الداخلية العراقية تفكيك «أكبر شبكة إرهابية مكونة من 75 عنصراً من عصابات «داعش» كانت تنوي تنفيذ عمليات في محافظة صلاح الدين».
وقال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إن «خلية الصقور واستخبارات صلاح الدين فككتا أكبر شبكات الإرهاب في المحافظة»، مبيناً أن «هذه الشبكة كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية داخل محافظة صلاح الدين... وما يميز هذه العملية هو أنها استباقية وإجهاضية بمعنى أن المتهمين لم يستطيعوا تنفيذ مخططهم الإرهابي». وأوضح أن «الشبكة تضم 75 عنصراً إرهابياً بينهم ناقلون للانتحاريين وشرعيون وإداريون».
وكانت قوة تابعة للاستخبارات العسكرية فجرت 7 مضافات لتنظيم داعش في منطقة مطيبيجة بصلاح الدين. وقالت مديرية الاستخبارات في بيان: «بعملية استخبارية نوعية، داهمت مفارز الاستخبارات العسكرية في فوج المغاوير الأول لقيادة عمليات صلاح الدين وبالتعاون مع فوج مغاوير الفرقة الثامنة، 7 مضافات للدواعش تتخذ أماكن لاختبائهم وتجهيزاتهم لتنفيذ عمليات إرهابية». وأضاف أن «القوات دمرت تلك المضافات مع ما تحتويه من أدوات للمعيشة».
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع العراقي حازم الشمري، أمس، استعداد الجيش للانسحاب من المناطق الآمنة وتسليمها إلى وزارة الداخلية بصورة كاملة، مشيراً إلى أن «هناك استعدادات كاملة داخل وزارة الدفاع لتسليم الملف الأمني في المناطق والمدن الآمنة إلى قوات الداخلية لتتحمل مسؤولية تأمينها».
وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن أن وزارته «أنهت كافة استعداداتها بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة من ناحية الموارد البشرية واللوجيستية والتقنية والفنية، لتسلم الملف الأمني بشكل كامل من وزارة الدفاع». وأشار إلى أن «هناك جدولة لتسلم الشرطة الاتحادية الملف الأمني في أربع محافظات».
ويعكس هذا الإعلان مقدار ثقة الأجهزة الرسمية بتحسن الوضع الأمني في بغداد والمحافظات التي كانت تعد ساخنة. إلا أنه تزامن مع سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة في عدد من مناطق العاصمة استهدفت مسارات وطرقاً تسلكها مواكب زوار عاشوراء التي تستمر لنحو 40 يوماً بدءا من غدٍ في مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد).
وكانت مصادر أمنية أعلنت مساء أول من أمس عن وقوع سلسلة تفجيرات لم تسفر عن وقوع ضحايا، استخدمت فيها عبوات ناسفة كانت مزروعة على جوانب الطرق، وهي من النوع البسيط محلي الصنع. غير أن وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة عمليات بغداد تجاهلت تماماً تلك التفجيرات.
وأكد مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطط الأمنية التي ترافق طقوس عاشوراء والتي تسلك عشرات الطرق ومن كل المحافظات العراقية باتجاه مدينة كربلاء تسير بانسيابية عالية بعد القضاء على الغالبية العظمى من خلايا «داعش» النائمة، بما في ذلك في المناطق القريبة من العاصمة التي كان يستخدمها لصناعة العبوات والأحزمة الناسفة وحتى السيارات المفخخة».
وأوضح أن «بغداد وعلى مدى مواسم عدة من عاشوراء لم تشهد اختراقات نوعية لهذا التنظيم الإرهابي، وهو ما ينطبق على هذا الموسم، لا سيما أن الجهد الاستخباري نجح في اختراق التنظيم وهزيمته معاً».
وحول التفجيرات التي وقعت مساء أول من أمس، قال المسؤول الأمني إن «هذه التفجيرات تعكس حجم الهزيمة والإحباط لدى هذا التنظيم، إذ أن العبوات زُرعت في أماكن عند حافات الطرق وهي عبوات بسيطة جداً ولم تؤد إلى جرح أي مواطن، بعكس ما حاول التنظيم التهليل له في وسائل إعلامه وهو يعرف جيداً أنه لم يعد قادراً على فعل شيء، خصوصاً في العاصمة التي فتحت كل طرقها بما فيها المنطقة الخضراء ومطار بغداد كما رفعت كل صباتها الكونكريتية التي كانت تخنقها على مدى أعوام طويلة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.