«بي بي سي» تلوم هيئة تنظيم البث في بريطانيا على خسارتها المعركة مع {نتفليكس}

«بي بي سي» تلوم هيئة تنظيم البث في بريطانيا على خسارتها المعركة مع {نتفليكس}
TT

«بي بي سي» تلوم هيئة تنظيم البث في بريطانيا على خسارتها المعركة مع {نتفليكس}

«بي بي سي» تلوم هيئة تنظيم البث في بريطانيا على خسارتها المعركة مع {نتفليكس}

اضطرت إدارة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى الاعتراف بأن خدمة «آي بلاير» التي تقدمها لتوفير مشاهدة برامجها بعد بثّها على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية داخل بريطانيا قد خسرت المعركة عملياً أمام خدمات بث الفيديو الأخرى، مثل «نتفليكس»، بسبب القيود المفروضة على الخدمة.
وتقدمت الإدارة بالتماس إلى هيئة مراقبة وتنظيم البث التلفزيوني في بريطانيا (أوفكوم)، من أجل تعديل القيود المفروضة على الخدمة والسماح ببث البرامج على «آي بلاير» لمدة عام كامل بدلاً من أسبوع فقط في الوقت الحاضر.
وحذرت «بي بي سي» من أن البقاء على الوضع الحالي يهدد مستقبل الخدمة ومستقبل «بي بي سي» نفسها، بعد هجر المشاهدين صغار السن لها. وكانت «بي بي سي» قد بدأت خدمة «آي بلاير» في عام 2007. وكانت خطوة ثورية في ذلك الوقت فتحت الطريق أمام خدمات أخرى مدفوعة الثمن، مثل «نتفليكس».
ولكن القيود التي فُرِضت على «آي بلاير» حدَّت من فاعليتها، وأدَّت إلى هجرة المشاهدين إلى خدمات أخرى لبث الفيديو، وكانت أهم الأسباب المواد القليلة المتاحة على «آي بلاير» والفترة المحدودة التي تتاح فيها مواد «بي بي سي» على شبكة البث.
وقالت «بي بي سي» في التماسها لهيئة «أوفكوم» إن المشهد العام للإعلام التلفزيوني اليوم يختلف عن الماضي، ولا يفهم المشاهدون لماذا تختفي البرامج على «آي بلاير» بعد 30 يوماً من وجودها، ولماذا لا يستطيعون مشاهدة الحلقات الأولى من بعض البرامج المسلسلة، لأن تاريخها تعدى الشهر الواحد. وترى «بي بي سي» أن المشاهدين يشعرون بالإحباط لعدم وجود أداة لتخزين البرامج، وبالحيرة لوجود بعض البرامج على «آي بلاير» واختفاء برامج أخرى.
ومنذ خمس سنوات فقط كان نصيب «آي بلاير» من سوق مشاهدة الفيديو في بريطانيا نحو 40 في المائة. ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 15 في المائة الآن، بعد انتشار خدمات بث الفيديو الأخرى، وأهمها «نتفليكس». وتتوقع «بي بي سي» استمرار تراجع نسبة المستخدمين لخدمات «آي بلاير» ما لم تتغير القيود المفروضة على الخدمة من هيئة «أوفكوم». وقالت «بي بي سي» في بيان لها إن «الوضع الحالي يهدد قدرة الهيئة على توصيل رسالتها لخدمة المشاهدين وتوفير قيمة لهم مقابل تكاليف رخصة المشاهدة التي يدفعونها سنوياً».
وتطالب «بي بي سي» بتغييرات جذرية، مثل بقاء البرامج على «آي بلاير» لمدة عام كامل، ولكن هيئة «أوفكوم» طالبت أولاً بإجراء مسح شامل على مستخدمي «آي بلاير» من أجل التأكد من عدم مساس التغييرات المقترحة بمصالح شركات البث التلفزيوني التجاري الأخرى، مثل «آي تي في» والقناة الرابعة. ومن المقرَّر أن تصل هيئة «أوفكوم» إلى قرارها النهائي بشأن التعديلات المطلوبة من «بي بي سي» خلال شهر أغسطس (آب) المقبل.
ووفقاً لمقترحات «بي بي سي»، فسوف تبقى برامجها على «آي بلاير» لمدة عام كامل، وبعدها تنتقل البرامج إلى خدمة أخرى مدفوعة اسمها «بريت بوكس». واعترفت «بي بي سي» صراحة بأنه لن يكون في استطاعتها اللحاق بخدمة «نتفليكس» في بث خدمات الفيديو داخل بريطانيا، حتى لو تم السماح لها بوضع برامجها على «آي بلاير» لمدة عام كامل. ولكن «بي بي سي» تأمل أن تحدّ التغييرات المقترحة من نزف المشاهدين إلى خدمات أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة.
وترى «بي بي سي» أن المشاهدين حالياً يذهبون إلى «نتفليكس» بحثاً عن أفكار للمشاهدة ولكنهم لا يستعينون بخدمة «آي بلاير» إلا إذا كانت مشاهدة أحد البرامج قد فاتتهم. وترى «بي بي سي» أن المشاهدين الصغار الذين يتحولون إلى «نتفليكس» قلما يعودون لمشاهدة البرامج التلفزيونية التقليدية حتى مع تقدمهم في العمر. ولذلك فإن مستقبل الهيئة يعتمد على إحياء الاهتمام بخدمة «آي بلاير».
يُذكر أنه بلغ عدد مشاهدي «نتفليكس» في الولايات المتحدة وحول العالم في آخر إحصاء جرى هذا العام نحو 132 مليون مشترك، منهم 59 مليون مشاهد أميركي، و73 مليون مشاهد حول العالم. وفي عام 2012 لم يكن عدد المشاهدين حول العالم يزيد على 20 مليون مشاهد. وتحتل خدمة «نتفليكس» المركز الأول في كثير من المناطق.
ومؤخراً دخلت خدمات «نتفليكس» إلى الشرق الأوسط، وبدأت في التعاون مع مخرجين وشركات إقليمية من أجل إنتاج أفلام وحلقات تلفزيونية خاصة بالمنطقة وباللغة العربية. وأثبتت الشبكة حضورها في المنطقة بإطلاق أول مسلسل عربي منتج لصالحها اسمه «جن» مكون من ست حلقات، وبدأ تصويره في نهاية عام 2018.
وتتنافس الشركة مع خدمات البث التلفزيوني العربية، ويصل عدد مشاهدي «نتفليكس» في المنطقة حالياً إلى نحو 1.5 مليون مشاهد. ودفع هذا الاهتمام شركات عالمية مثل «فوكس القرن العشرين» التي دخلت أيضاً الأسواق العربية بأول قناة عربية تحمل اسم «فوكس» منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويبدو أن مجال قنوات الفيديو العالمية، مثل «نتفليكس»، يمثل المستقبل الذي تخشى منه «بي بي سي» بخدماتها المحدودة، فالمؤسسة البريطانية العريقة تواجه الآن منافسة من شركات عالمية لا تكتفي بعرض المحتوى المحلي والأخبار، مثل «بي بي سي»، وإنما تتوجه إلى الأسواق الإقليمية مثل الشرق الأوسط باستثمارات هائلة وشراكات مع قنوات أخرى ومنتجين محليين لإنتاج محتوى حصري لمشاهديها سواء باللغة الإنجليزية التي تبث بها عالمياً، أو باللغة العربية.
وربما تمثل مخاوف «بي بي سي» من «نتفليكس» الخطر المقبل على قنوات البث التلفزيوني في المنطقة أيضاً التي قد تتوارى بقدراتها المحدودة أمام التيار الجديد للشركات العالمية التي تغزو المنطقة تلفزيونياً بمحتوى حصري قد تنافس به في المستقبل مسلسلات رمضان المشهورة. وقد لفت نجاح «نتفليكس» في المنطقة انتباه شركات أخرى، مثل «ديزني»، لدخول المنطقة وتقديم خدمات خاصة بها بأسعار أقل.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.