صفحة جديدة في علاقة «حزب الله» و«الاشتراكي» واتفاق على «تنظيم الخلاف»

لقاء مصارحة ومصالحة جمع الطرفين نتيجة جهود بري

من لقاء المصالحة أمس بين وفدي «الاشتراكي» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري (موقع البرلمان اللبناني)
من لقاء المصالحة أمس بين وفدي «الاشتراكي» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري (موقع البرلمان اللبناني)
TT

صفحة جديدة في علاقة «حزب الله» و«الاشتراكي» واتفاق على «تنظيم الخلاف»

من لقاء المصالحة أمس بين وفدي «الاشتراكي» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري (موقع البرلمان اللبناني)
من لقاء المصالحة أمس بين وفدي «الاشتراكي» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري (موقع البرلمان اللبناني)

نجحت جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تعبيد طريق المصالحة، وفتح صفحة جديدة في العلاقة بين حليفيه «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، بعد أشهر من التوتّر والخلافات بينهما بلغت مرحلة غير مسبوقة إثر حادثة الجبل بين مناصري «الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، على خلفية زيارة وزير الخارجية جبران باسيل، إلى المنطقة، ومقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.
ومع إجماع الطرفين على نيّتهما تخطّي ما حصل، عقد الاجتماع أمس في مقر إقامة بري في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، والوزير السابق غازي العريضي ووزير الصناعة وائل أبو فاعور من «الحزب الاشتراكي».
وبعد اللقاء، قال حسين الخليل: «الرئيس بري أخذ على عاتقه مسؤولية لم الشمل، ومن أجل مواجهة الاستحقاقات الكبرى التي يمر بها البلد، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، وبالفعل لقاء سابق مهد لهذا اللقاء، وحصلت تطورات عديدة تارة كانت ترفع وتيرة الاختلاف وتارة كانت تنخفض، واليوم جاء هذا اللقاء كي يتوج ما يمكن أن نسميه المصالحة والمصارحة، وكان الجو ودياً».
وأضاف: «قيادة (حزب الله) وقيادة (التقدمي الاشتراكي) فوضتا بري لوضع أسس لحل كل المشكلات التي اعترت الفترة الماضية، واتفقنا على عودة الأمور إلى مجاريها، يعني الأمور التي نتفق عليها وهي كثيرة منها في الأمور السياسية التي تشكل قاسماً مشتركاً بين الطرفين من أجل خدمة الوطن، وبالأمور التي نختلف نتفق على تنظيم الخلاف بما يفيد الاستقرار ومصلحة البلد أمنياً واقتصادياً».
بدوره، أكد العريضي أن اللقاء كان إيجابياً ومثمراً وصريحاً وودياً، على أن تعود الأمور إلى مجاريها، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على تنظيم الخلاف. وقال: «مرحلة العمل المشترك والإنجازات بيننا وبين (حزب الله) مرحلة طويلة، ونشكر الرئيس بري على ما يقوم به من جهود استثنائية، وعلى ما تحقق سابقاً في مرحلة صعبة مرت بها البلاد وما تحقق اليوم».
وأملت مصادر «الاشتراكي» أن تسلك العلاقة مع «حزب الله» التي مرّت بمطبات في الفترة الأخيرة مساراً إيجابياً، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «من الأساس كان الحوار مطلبنا، ولذا تجاوبنا مع مبادرة الرئيس بري مشكوراً، لأن العنوان الذي طالما تمسكنا به منذ الأزمة السورية عام 2011، هو تنظيم الخلاف، وفصل الأمور الداخلية عن الخارجية، لعدم اقتناعنا بالقطيعة السياسية، ليس فقط بيننا وبين (حزب الله)، إنما مع أي طرف آخر في البلاد».
من جهتها، قالت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» إن «اللقاء هو عودة إلى اللقاء الذي كانت أولى جلساته قد عقدت قبل حادثة الجبل، وتوقفت نتيجة الأحداث المستجدة». وتلفت المصادر إلى «أن بري كان يلحّ منذ فترة على استئناف الاجتماعات، لكن الحزب كان يطلب الانتظار لإنهاء مفاعيل حادثة الجبل، وتحقيق المصالحة بين (الاشتراكي) و(الديمقراطي)، وبعد إتمام المصالحة برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 8 أغسطس (آب) الماضي عاد رئيس البرلمان وحرك مبادرته تحضيراً للقاء أمس».
ونقلت قناة «lbc» عن مصادر المجتمعين قولها «إن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل الخلاف على قضية عين دارة، والملف يعالج في القضاء»، لافتة إلى أن اللقاءات الثنائية بين «حزب الله» و«الاشتراكي» ستعود، والحوار المباشر والتنسيق على المستوى القيادي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.