تشرذم المعارضة وسيطرة الثنائي الشيعي حسما فوز مرشح «حزب الله»

TT

تشرذم المعارضة وسيطرة الثنائي الشيعي حسما فوز مرشح «حزب الله»

حسم مصير المقعد النيابي عن قضاء صور الذي كان يشغله نائب «حزب الله» المستقيل نواف الموسوي لمرشح الحزب حسن عز الدين، بفعل انسحاب المحامية بشرى الخليل وقبلها دينا حلاوي من معركة غير متكافئة.
وانعدمت أجواء المنافسة في صور والقرى المحيطة بها، انطلاقاً من كون المرشحتين المنسحبتين معروف أساساً «انتماؤهما المعنوي» إلى «المقاومة»، كما تبين تصريحاتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فالمرشحة بشرى الخليل انسحبت بعد لقائها، أول من أمس، نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، «تلبية لرغبة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله»، كما صرحت، رغم تأكيدها أنها تحتل المرتبة الثانية في حب الناس لها بعد نصر الله.
أما المرشحة الثانية دينا حلاوي، فهي ترفض مبدأ منافسة مرشح الحزب، وأشارت قبل انسحابها إلى أنها تخوض المعركة باستقلالية تامة، وبررت على صفحتها الخاصة على «فيسبوك» سبب انسحابها بـ«الأحداث التي حصلت أخيراً، لا سيما العدوان الإسرائيلي وبرغبة من عائلتها منعاً لإتاحة أي فرصة للعب على وتر الانقسام الداخلي».
في المقابل، لم يَحْتَج مرشح الحزب إلى الترويج وحملات الدعاية، ويجمع أهالي المنطقة على فوزه لغياب المعركة المتكافئة والمنافسة الفعلية.
ولعل هذا الإجماع أسهم في لامبالاة الناخبين وسهل الفوز بالتزكية، بالإضافة إلى أسباب أخرى، أهمها سيطرة الثنائي الشيعي على الحياة السياسية في الجنوب اللبناني، سواء لجهة الخبرة في العمل الانتخابي أو لجهة القدرات المادية المتوفرة لدى الحزب وحركة «أمل»، مقابل «البدائية» لدى القوى المعارضة للثنائي الشيعي، في خوض العملية الانتخابية، والافتقار إلى القدرات المادية أو تقديم الخدمات لأهالي صور وقضائها.
ويقول أحد المعارضين للثنائية الشيعية والمتحفظ على ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ 30 عاماً اشتغل الحزب والحركة على حصر التمثيل الحزبي والبرلماني والوزاري بجماعتهم. وأجبروا الناس على عدم التدخل في الشأن العام بأساليب التخويف والتخوين. بالإضافة إلى تشرذم اليسار والتحاقه بالنظام السوري. لكن هذا لا يلغي الاعتراض الذي ظهر إلى العلن على واقع الفساد الذي تسلل إلى أوساط الحزب بعد حركة أمل».
ويوضح حسين عز الدين من «حملة صور المستقلة»، التي عجزت لأسباب مالية عن ترشيح أحد الناشطين فيها: «كنا نتمنى أن نخوض معركة موقف. فنحن لم نتمكن من توحيد القوى المعارضة وحثها للاتفاق على مرشح واحد حتى لا تمر الانتخابات بالتزكية لمرشح الحزب».
أما حسين عطايا، رئيس جمعية «انهض» الاجتماعية الذي أعلن ترشيحه ثم تراجع عنه، فيقول: «إذا توحدت المعارضة، يمكنها أن تحدث فرقاً في المجلس النيابي المقبل الذي سينتخب رئيس الجمهورية. لكن الواقع أن المعارضات لا تتوحد ولا تعمل خارج موسم الانتخابات. ولا تضع خططاً بعيدة المدى. أما نحن كمجموعة، فنعمل منذ اليوم باتجاه تحقيق اختراق في انتخابات 2022. والمفروض أن تنشط المعارضة على مستوى لبنان وليس فقط في الجنوب أو ضد حزب الله».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.