نتنياهو يرفع شعبيته في الانتخابات على خلفية التوتر مع لبنان

حسابات مشبوهة على شبكات التواصل لتخفيض التصويت في المجتمع العربي

TT

نتنياهو يرفع شعبيته في الانتخابات على خلفية التوتر مع لبنان

أظهرت نتائج آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل، أن المعسكر اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، استفاد من جولة التوتر على الحدود مع لبنان، وزاد شعبيته بما يعادل مقعدين أو ثلاثة مقاعد في البرلمان، ما يعني أنه إذا أُجريت الانتخابات اليوم فسيصبح لدى معسكر نتنياهو 58 مقعداً، بحيث سيحتاج إلى 3 مقاعد فقط حتى ينفرد بالحكم ويقيم حكومة من دون الاضطرار إلى التحالف مع حزب أفيغدور ليبرمان، الذي قد يرجح كفة أي من الجانبين في معركة تشكيل الحكومة.
وجاء في نتائج الاستطلاع الذي أجري لصالح صحيفة «يسرائيل هيوم» وقناة I - 24»» المقربتين من نتنياهو، أن حزب الليكود عاد ليتفوق على حزب الجنرالات «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس بالنتيجة 31:30 مقعداً. وأن حزب اليمين المتطرف «عتصماه يهوديت»، إيتمار بن جبير، زاد من قوته كثيراً، وسيتجاوز نسبة الحسم ويحصل على 4 مقاعد، لأول مرة منذ افتتاح المعركة الانتخابية. فإذا أضيف إليهما تحالف أحزاب اليمين «يمينا» (8 مقاعد) والحزبان الدينيان، الشرقي «شاس» 8، والغربي «يهدوت هتوراه» 7، فإن مجموع نواب هذا المعسكر يصل إلى 58 نائباً من مجموع 120. ويبقى له ثلاثة نواب حتى يشكل حكومة بأكثرية 61 نائباً. وبالمقابل، هبط حزب غانتس من 32 نائباً في الاستطلاع السابق إلى 30. وأصبح معسكر الوسط واليسار ومعه حزب ليبرمان والعرب بأقلية 59 نائباً.
وهكذا، فإن نتنياهو يكرس كل جهوده في الأيام العشرة المتبقية من المعركة الانتخابية، لكي يزيد رصيده ويخفض رصيد الأحزاب الباقية. وهو يبني خطته على البنود التالية: أولاً تخفيض نسبة المصوتين العرب، حتى لا تحصل «القائمة المشتركة» على 11 مقعداً، وثانياً أن يخفض من رصيد حزب الجنرالات باعتباره «حزب يسار ضعيفاً إذا فاز سيعين أيمن عودة وزيراً في حكومته»، وثالثاً أن يخفض عدد نواب حزب ليبرمان، الذي يستمد قوته بالأساس من اليهود الروس، الذين يدير نتنياهو حملة خاصة في صفوفهم كي يتحولوا لصالحه.
ويرفع نتنياهو شعاراً انتخابياً بعنوان «يمين قوي بقيادة رئيس حكومة قوي، بنيامين نتنياهو». وفي هذا يدير معركة على الساحة الدولية يظهر فيها رئيس حكومة مشهوراً عالمياً، يلتقي رئيس وزراء بريطانيا، ويفاوض الأميركيين على حلف دفاع مشترك، ويسعى للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وينتظر أن يحصل على هدية سياسية كبيرة وذات وزن خاص من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
وفي سبيل تخفيض أصوات العرب، يسعى نتنياهو إلى سن قانون جديد خلال الأسبوع المقبل، يتيح نصب كاميرات مراقبة في الصناديق، بدعوى محاربة ظاهرة التزوير في البلدات العربية. وقد قوبل اقتراحه بمعارضة شديدة لدى العرب؛ لكن حزب «الليكود» يصر على رأيه.
وقالت مصادر في حزب الجنرالات «كحول لفان»، إنه في حال تم التصديق على القانون فإنهم سيتوجهون إلى المحكمة العليا ضد القانون، بسبب الإجراءات المتعجلة لسنه، ولإسقاطاته على قدرة لجنة الانتخابات على إدارة يوم التصويت كما يجب.
في المقابل، قالت مصادر في حزب «يسرائيل بيتينو»، إنه رغم رفضهم الدخول في ائتلاف ما أدى إلى حل الكنيست، فإنهم ينوون دعم مبادرة «الليكود»، في حال عرضت للتصويت عليها.
الجدير بذكره أن الإعلام الإسرائيلي ينشر شبهات بأن عمليات تزوير الانتخابات تتم في صفوف الناخبين العرب، وكذلك في صفوف اليهود المتدينين واليهود الشرقيين والمستوطنين؛ لكن نسبة التصويت عند هؤلاء اليهود تصل إلى 80 و90 في المائة، بينما هي عند العرب أقل من 50 في المائة. وكشفت مصادر سياسية، أمس الجمعة، عن تحرك مكثف وتعليقات ذات طابع يميني، شوهدت في الأسابيع الأخيرة من قبل حسابات مشبوهة على شبكات التواصل الاجتماعي، تقوم بطرح نقيض مطلق للحملات الدعائية والمبادرات التي تسعى لدعم التصويت في المجتمع العربي، والمتوقع أن تكون قد أطلقت من حسابات مزيفة. كما تبين أن قسماً منها هو جزء من حملة مضادة تقودها أحزاب اليمين عموماً و«الليكود» على وجه التحديد ضد المواطنين العرب، تسعى إلى إخماد لهيب التفاعل الاجتماعي، والتأثير الذي تثيره حملات الإعلام والمبادرات لرفع نسبة التصويت.
وتبين أن أحد هذه الحسابات يحمل اسم «عودة» بالعبرية، والذي يتابع ويتفاعل مع حساب نجل رئيس الحكومة يائير نتنياهو، وآخر يدعى «محمد سعود» يتفاعل ويشارك هو أيضاً منشورات نجل رئيس الحكومة. وهذه ليست المرة الأولى، إذ اتبع الأسلوب نفسه في الانتخابات الماضية. ففي تقرير لجمعية حقوقية كشف أن «الليكود» قام بتفعيل 154 حساباً مزيفاً مع أكثر من مليوني مشاهدة، نشرت فيها أخبار كاذبة ودعاية انتخابية يمينية، بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.