سينما «الأكشن» والغموض تهزم أفلام «المقاولات» في موسم الأضحى

«أولاد رزق 2» و«الفيل الأزرق 2» تصدرا قائمة الإيرادات

بوستر فيلم «الفيل الأرزق 2»
بوستر فيلم «الفيل الأرزق 2»
TT

سينما «الأكشن» والغموض تهزم أفلام «المقاولات» في موسم الأضحى

بوستر فيلم «الفيل الأرزق 2»
بوستر فيلم «الفيل الأرزق 2»

للعام الثاني على التوالي، تحقق أفلام الأكشن والغموض ذات الإنتاج الضخم في السينما المصرية، نجاحاً جماهيرياً كبيراً، تسبب في هزيمة «أفلام المقاولات» ذات المستوى المتردي على المستوى الفني والإنتاجي.
وحققت الأفلام القوية أرقاماً قياسية في شباك التذاكر، إذ وصلت إيرادات فيلم «الفيل الأزرق 2» في موسم الأضحى السينمائي الحالي، إلى 95 مليون جنيه، (الدولار الأميركي يعادل 16.5 جنيه مصري) وهو رقم يتحقق للمرة الأولى، وفي المقابل اختار الجمهور العزوف عن أفلام «المقاولات» ذات الإنتاج المحدود، التي تعتمد بشكل أساسي على خلطة تجارية تضم راقصة ومطرباً شعبياً دون تقديم مضمون جيد، حسب وصف النقاد، وهو ما انعكس بشكل لافت في إيرادات فيلم «انت حبيبي وبس» الذي لم تصل إيراداته هذا الموسم إلى 3 ملايين جنيه.
الناقد السينمائي خالد محمود، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الأفلام الصغيرة أو التي يمكن وصفها بأفلام «المقاولات»، لن تعود مرة أخرى لصدارة شباك التذاكر، مؤكداً أن هناك عدة أسباب لذلك، في مقدمتها، اختلاف مناخ المشاهدة والتذوق، فوجود أفلام عالمية طوال العام في دور العرض غيّر من مزاج الجمهور المصري، وجعله يفضل الذهاب إلى نوعيات الأفلام ذات الجودة العالية مثل «الفيل الأزرق 2» و«ولاد رزق 2»، وهذا التغير في مزاج الجمهور يمثل خطراً حقيقياً وجرس إنذار لكل نجم لا يطوّر من نفسه، وليس فقط للأفلام الصغيرة، خصوصاً أن فيلم مثل «الجوكر» الذي عُرض مؤخراً في مهرجان «فينيسيا»، سيُطرح في مصر يوم 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أي قبل طرحه في أميركا بيومين.
ويرى محمود أن استحواذ الأفلام الكبيرة على معظم مجمعات دور العرض ذات أسعار التذاكر المرتفعة في المولات، انعكس بشكل أساسي على مجمل الإيرادات، يضاف إلى ذلك أن عدداً من نجوم الشباك عادوا للمنافسة فاستحوذوا على اهتمام الجمهور، مثل كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد عز، فلم يعد السوق مقتصراً على أفلام أحد المنتجين المشهورين بإنتاج تلك الأفلام، كما كان الحال في سنوات ما بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وتنافَست في موسم عيد الأضحى 5 أفلام، تصدر إيراداتها «الفيل الأزرق 2» بطولة كريم عبد العزيز، بإيرادات بلغت 95 مليون جنيه، وجاء في المركز الثاني فيلم «ولاد رزق 2»، بطولة أحمد عز، بإيرادات بلغت 86 مليون جنيه، واحتل المركز الثالث فيلم «خيال مآتة» بطولة أحمد حلمي بـ34 مليون جنيه، وجاء في المركز الرابع فيلم «الكنز 2» بطولة محمد سعد ومحمد رمضان، بإيرادات بلغت 6 ملايين جنيه، بينما تزيل القائمة فيلم «انت حبيبي وبس» بطولة المطربين الشعبيين محمود الليثي وبوسي والراقصة صوفينار، بإيرادات بلغت 3 ملايين جنيه فقط.
ويؤكد نقاد سينمائيون أن الإنتاج الضخم لم يكن وحده سبب نجاح أفلام الأكشن والغموض هذا الموسم، من بينهم الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسألة ليست مرتبطة بالإمكانات الضخمة، بدليل أن فيلم مثل (حملة فرعون) فشل وسقط في موسم عيد الفطر الماضي رغم أن المنتج وفّر له كل الإمكانات، ولكن الفشل جاء لعدم قدرة مخرجه رؤوف عبد العزيز على أن يكون على نفس موجة الجمهور»، موضحاً في الوقت نفسه «أن جمهور السينما حالياً لديه ثقافة الصورة المرئية بحكم الزمن الذي نعيشه، فمن يذهب لمشاهدة الأفلام حالياً هو جيل الكومبيوتر والمحمول، أبناء العشرينات».
وأوضح الشناوي أن فيلمي «الفيل الأزرق 2» و«ولاد رزق 2» حققا إيرادات كبيرة ليس فقط لأن إنتاجهما ضخم، ولكن لأن مخرجيهما مروان حامد وطارق العريان، نجحا في اللعب بشكل صحيح على توجهات هذا الجمهور، فقدما له صورة مبهرة، كانت أبعد من خياله وأكبر من حجم توقعاته للسينما المصرية، فالأفلام لعبة بين المخرج والجمهور، وأساس النجاح يتلخص في قدرة المخرج على التواصل مع هذا الجمهور وفك شفرته، أما مسألة الميزانية الضخمة، فربما تمثل عاملاً مساعداً في تقديم جودة تقنية أفضل.
وعن تراجع فيلم «انت حبيبي وبس» في قائمة الإيرادات، قال الشناوي إن مشكلة أفلام «المقاولات» تعود إلى تشبع الجمهور من «الطبخة» التي تقدمها، ومنتج هذه الأفلام لم يفهم أن زمن هذه الأفلام انتهى، والجرعة التي يقدمها زادت على الحد، وبالتالي أصبح مطالباً بتغيير الخلطة التي يعمل بها في السينما خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.