موسكو وواشنطن نحو استعادة «التنسيق العسكري» في سوريا

موسكو وواشنطن نحو استعادة «التنسيق العسكري» في سوريا
TT

موسكو وواشنطن نحو استعادة «التنسيق العسكري» في سوريا

موسكو وواشنطن نحو استعادة «التنسيق العسكري» في سوريا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة فاليري غيراسيموف، أجرى مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، محادثات هاتفية تركزت حول «الوضع في سوريا وآليات التنسيق لمنع وقوع حوادث في إطار عمليات الطرفين لمكافحة الإرهاب».
ويعدّ هذا الاتصال الأول على هذا المستوى منذ شهور، وأعقب السجالات التي تسببت فيها الضربة الأميركية على مواقع في إدلب قبل أيام، واتهامات موسكو لواشنطن بـ«تعريض الهدنة في إدلب للخطر».
وكانت قنوات الاتصال بين موسكو وواشنطن حول الوضع في سوريا توقفت كلها خلال السنوات الماضية، باستثناء اللقاءات المحدودة التي جرت على مستوى مجلسي الأمن القومي في البلدين، في حين ظلت «قناة التنسيق العسكرية» الوحيدة التي واصلت العمل منذ الإعلان عن تشغيلها بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا خريف عام 2015 وهدفت إلى تجنب الحوادث غير المقصودة أو الاحتكاكات خلال تحركات قوات البلدين في الأجواء السورية. ويعد الاتصال، وفقاً لمصادر وزارة الدفاع، مؤشراً على «رغبة البلدين في تجاوز الوضع الذي أعقب الضربة الأميركية على إدلب، واستئناف نشاط قناة التنسيق العسكرية لمنع تكرار مواقف قد تسفر عن احتكاكات لا يرغب فيها الطرفان».
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن الطرفين «ناقشا الوضع في سوريا في سياق الجهود الرامية إلى منع وقوع الحوادث أثناء عمليات مكافحة الجماعات الإرهابية». وكانت موسكو نددت بالضربة الأميركية السبت الماضي، وقالت واشنطن في حينها إنها استهدفت مواقع تنظيمات مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى بين المسلحين.
لكن وزارة الدفاع الروسية انتقدت عدم قيام واشنطن بإبلاغ الجانبين الروسي والتركي بها، ورأت فيها «انتهاكاً لجميع الاتفاقات السابقة، لأنها عرضت نظام وقف إطلاق النار للخطر، فضلاً عن أنها خلفت دماراً وعدداً كبيراً من الضحايا».
إلى ذلك، انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، رد فعل برلين، تجاه القصف الأميركي على إدلب. وقالت زاخاروفا خلال إيجاز صحافي أسبوعي إن ألمانيا التي أعلنت أنها لا تملك معلومات عن التحرك الأميركي «كان عليها بصفتها عضواً في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أن تطلب معلومات عن الغارة ونتائجها من حلفائها، ويمكن طلب ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي، ويمكن طلب توضيح الاتحاد الأوروبي حول ما حدث هناك».
وأضافت: «نحن واثقون بأن هذه البيانات كانت ستتيح للجانب الألماني أن يستوضح بشكل أفضل الحالة التي كانت سائدة في المحافظة السورية. ومن المدهش أنه في سياق هذا الجهل في برلين، فإنهم يسمحون لأنفسهم بالهجوم غير المبرر على روسيا ويتهمون بلدنا بالقصف المتعمد للبنية التحتية المدنية والإنسانية في إدلب. لقد قدمنا مراراً لشركائنا الألمان تفسيرات شاملة قائمة على البيانات والدلائل الموضوعية بشأن الاتهامات الموجهة لروسيا». ورأت زاخاروفا أن «هذا النهج الذي تتبعه برلين لا يسهم في إجراء حوار بنّاء حول سوريا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.