طهران تحذّر من اتخاذ خطوة ثالثة الخميس لوقف التزاماتها النووية

ظريف يهاجم منتقديه في الداخل ويرفض ثنائية «المقاومة والتفاوض»

قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد يكشف عن الدرون «كيان» في طهران أمس (أ.ف.ب)
قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد يكشف عن الدرون «كيان» في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

طهران تحذّر من اتخاذ خطوة ثالثة الخميس لوقف التزاماتها النووية

قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد يكشف عن الدرون «كيان» في طهران أمس (أ.ف.ب)
قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد يكشف عن الدرون «كيان» في طهران أمس (أ.ف.ب)

حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الدول الأوروبية من أن بلاده في المراحل الأخيرة من اتخاذ القرار حول تنفيذ الخطوة الثالثة من مسار خفض الالتزامات النووية مشيرا إلى أن طهران ستعلن تنفيذ ثالث خطوة الخميس «في حال لم تنفذ الدول الأوروبية الإجراءات المطلوبة»، وبموازاة ذلك، دافع ظريف في حوار مع صحيفة إيران الناطقة باسم الحكومة عن أسلوبه الدبلوماسي، منتقدا من وصف بـ«الثوريين الجالسين تحت المكيفات» ومن يرددون «شعارات الموت لأميركا» على «الاستهزاء» من الجهاز الدبلوماسي.
وأفاد التلفزيون الإيراني عن ظريف قوله على هامش مشاورات مع لجنة السياسة الخارجية والبرلمان الإيراني أن إيران «ستواصل المفاوضات مع الأوروبيين» لافتا إلى أن الحكومة تقترب من تنفيذ الخطوة الثالثة من مسار خفض التزامات الاتفاق النووي.
وقال ظريف إن طهران ستوجه رسالة حتى يوم الخميس لإبلاغ الخطوة الثالثة في حال لم تنفذ الإجراءات المطلوبة مشيرا إلى أن الحكومة ستعلن طبيعة الإجراءات التي ستقوم بتعليقها من الاتفاق النووي «بعد اتخاذ القرار بشأن مقترحات الخطوة الثالثة».
وأشار ظريف إلى مفاوضات يجريها مساعده للشؤون السياسية عباس عراقجي في باريس اليوم، وقال «يجب أن نتحدث مع الأوروبيين لكي يتضح كيف يريدون تنفيذ التزاماتهم» مشددا على أن «طريقة تنفيذ التزامات الأوروبيين» موضوع المفاوضات بين طهران وباريس اليوم. وحرص أن يوجه رسائله إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا دون أن يشرك روسيا والصين بقوله إن «لن نضع روسيا والصين إلى جانب الأوروبيين إطلاقا لأن أوروبا قطعت العلاقات التجارية مع إيران».
ويتوجّه ظريف إلى موسكو ويلتقي نظيره سيرجي لافروف لبحث مستجدات الاتفاق النووي.
قبل ذلك بساعات، دافع ظريف في حوار مع صحيفة إيران الناطقة باسم الحكومة عن أسلوبه الدبلوماسي، منتقدا من وصف بـ«الثوريين الجالسين تحت المكيفات» ومن يرددون «شعارات الموت لأميركا» على «الاستهزاء» من الجهاز الدبلوماسي. وقال بأن عدم تبعيته لـ«ثنائية المقاومة والتفاوض» ودفاعه عن سياسات إيران بما فيها سياساته في سوريا حالت دون حصوله على جائزة نوبل للسلام بعد ترشحه لعامين.
ونشرت صحيفة إيران صورة ظريف على صفحتها الأولى تحت عنوان «سأتحمل لكي لا تكون ثنائية» وذلك في أول رد على انتقادات طالته بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن محادثات متقدمة قد تتوج بقمة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الإيراني حسن روحاني، وذلك عقب مفاوضات مفاجئة بين ظريف والمسؤولين الفرنسيين في بياريتز، على هامش المجموعة السبع الأسبوع الماضي.
وفي بداية الحوار الذي وجه رسائل واضحة لمنتقدي السياسة الخارجية، حاول ظريف أن يلخص الأمر في خلاف حول الطرح الدبلوماسي وقال «بإمكاننا أن نطرح وجهة النظر الرسمية بأساليب مختلفة»، لافتا إلى أن الأساليب «من الممكن أن تلقى ترحيبا واسعا بالداخل لكن في الخارج سيوظفها الكارهون (للنظام) قبل أن تكون في صالح الناس». ووجه طعنة إلى منتقديه عندما قال إن «هذا الأسلوب مقبول داخليا لأن أصدقاءنا يستخدمونه لكن هناك أسلوب آخر من الممكن ألا يجد ترحيبا داخل البلد لكنه يؤدي إلى تأثيرك في الرأي العام».
وقال ظريف بأنه «رغم الانتقادات الداخلية»، عمل في خارج البلد وفق أسلوب «يساعد على تحقق المصالح الوطنية». وأعرب عن اعتقاده أن أسلوبه هذا «مصدر إزعاج» للأوساط الأميركية «المتشددة» و«سببا في فرض العقوبات ضده»، مضيفا «يعتقد الأميركيون أنهم بإمكانهم إسكاتي لكنهم لم ينجحوا» وتفاخر بوجود «طابور من الصحافيين ووسائل الإعلام الأميركية ينتظرون في طهران أو أوروبا لإجراء حوار» قبل أن يتفاخر باستقباله في أربع دول حليفة للولايات المتحدة على مدى الأسبوع الماضي معتبرا أن الأمر «دليل على تجاهل» العقوبات ضده من المجتمع الدولي.
وكانت الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على ظريف في 31 يوليو الماضي وذلك بعد أسبوعين من زيارة قام بها إلى نيويورك. وفي 24 يونيو (حزيران) استهدف ترمب المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» بعقوبات.
ووجه ظريف ضمنا لوما لأطراف داخلية دفعت الولايات المتحدة إلى تطبيق العقوبات ضده بعدما وقفت القرار لفترة. وقال «شعروا أن العقوبات ضدي لن تواجه ردود في داخل إيران».وصرح في هذا الصدد «إذا تلقيت أوامر من المسؤولين سأقوم بذلك (التفاوض) رغم أنه كان سيؤدي إلى ضغوط داخلية مكثفة» وأشار إلى ضغوط سابقة تعرض لها بعد العمل بأوامر المسؤولين. ولفت إلى أنه «لم يكن يتهرب من التفاوض لو أنه لم يعارض سياسات النظام والبلد».
ولتأكيد فاعلية الدبلوماسية ضد الانتقادات الداخلية، لجأ ظريف إلى أسلوب التهكم وتساءل في هذا الصدد ما إذا كانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أشخاص يرددون شعار «الموت لأميركا» واعتبر أن «عدم فرض عقوبات على أشخاص يهتفون بالموت لأميركا يظهر أن الولايات المتحدة ليست لديها مشكلة معهم وأن عملهم لن يسبب مشكلة».
ويعد «شعار الموت لأميركا» من الشعارات الأساسية التي يرددها الإيرانيون قبل المناسبات الرسمية وخاصة خطابات المرشدين الأول (الخميني) والثاني علي خامنئي وصلاة الجمعة في عموم إيران واجتماعات البرلمان. وتراجع الشعار في المناسبات الخاصة بحكومة حسن روحاني عقب التوصل للاتفاق النووي.ومن المرجح أن تستفز انتقادات ظريف لشعار «الموت لأميركا» منتقدي سياساته الخارجية.
وانتقد ظريف ثنائية «المقاومة والتفاوض» في إشارة للحملة التي أطلقتها وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» ووسائل إعلام محافظة عقب الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق قبل أسبوعين.
وركزت الحملة على المقارنة بين «المقاومة» وسعي الحكومة الإيرانية للتفاوض مع الدول الغربية.
وقال ظريف «أخشى الثنائية في البلد وتحملت حتى الآن لكي لا تبرز هذه الثنائية لكني أقول لكم بأن أصدقاءنا من المؤكد مخطئون. إذا لم تكن الدبلوماسية وجهود زملائي من المؤكد أن السفينة الإيرانية لم يتم إطلاقها كما أن لولا مقاومة الشعب الإيراني لم تكن للدبلوماسية أسس».
كما حذر «الأصدقاء» من أن «من يستهزئ بأحد أركان الأمن القومي في النظام لن يقدم خدمة للبلد والمقاومة». واستند ظريف برأي قاسم سليماني قائد الذراع الخارجي لـ«الحرس الثوري» وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله للدفاع عن دبلوماسيته قبل أن يصف منتقديه بـ«الثوريين الجالسين تحت المكيفات».
وقال في هذا الصدد، «هل نصر الله يمثل المقاومة أم الحضرات الجالسون في غرفهم تحت المكيفات ويرددون شعارات؟ على الثوريين الجالسين تحت المكيفات أن يتعلموا من الثوريين الحقيقيين».
وعن تعاون الخارجية الإيرانية والذراع الخارجي لـ«الحرس الثوري»، قال ظريف «كلنا نعمل من أجل مصالح البلد ومسؤولون عن أجهزة بلد واحد. نستخدم المقاومة تارة من أجل الدبلوماسية وتارة من الضروري أن نستخدم الدبلوماسية من أجل المقاومة وهذا واجبنا أن نقوم بهذا الشيء».
وبدا ظريف غاضبا من اعتبار إطلاق الناقلة نتيجة «المقاومة وليس التفاوض». كما انتقد مسلسل تلفزيوني «غاندو» الذي بثه التلفزيون الرسمي في مايو الماضي ويوجه انتقادات لوزارة الخارجية في زمن المفاوضات النووية، بينما يشيد بدور أجهزة الأمن مقابل «التجسس» على البرنامج النووي الإيراني.
وعن فرض العقوبات ضده بعد زيارته إلى نيويورك قال ظريف إن مسؤولين أميركيين أبلغوه بدعوته إلى زيارة البيت الأبيض للتفاوض مع ترمب وفي الوقت ذاته كشف المسؤولون عن اتخاذ قرار بفرض العقوبات ضده في غضون أسبوعين. وأعرب عن انطباعه حول عدم تعرضه للعقوبات الأميركية في حاول وافق على قبول دعوة ترمب لإجراء مفاوضات في البيت الأبيض.
وردا على سؤال حول موقع الخارجية الإيرانية من صناعة القرار في إيران وما يتردد عن إطلاعه على القرار بعد الأجهزة العسكرية قال ظريف «أي قرار يتخذ في إطار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سنطلع على مسار القرار كجهاز للخارجية. طبعا المجلس الأعلى للأمن القومي هو من يرسم خطوط التفاوض مع المسؤولين الأجانب» مشددا على أنه يطلع المجلس الأعلى للأمن القومي على ما يقوله في المفاوضات الخارجية وفي المقابل ينقل مجريات المفاوضات للمسؤولين.



أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.