حمدوك يدفع بأسماء جديدة لقائمة مرشحي الوزراء في السودان

حمدوك يدفع بأسماء جديدة لقائمة مرشحي الوزراء في السودان
TT

حمدوك يدفع بأسماء جديدة لقائمة مرشحي الوزراء في السودان

حمدوك يدفع بأسماء جديدة لقائمة مرشحي الوزراء في السودان

تأجل من جديد الإعلان عن تشكيلة الحكومة السودانية الأولى في مرحلة ما بعد عمر البشير، فيما تستمر المباحثات بشأن الوزراء الذين سيتولون إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية لمدة 3 سنوات. وكان من المقرر أن يعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الخبير الاقتصادي السابق في الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي أسماء الوزراء الرئيسيين في حكومته وفق خريطة الطريق المعلنة. لكنّه لا يزال يجري مباحثات لاختيار أعضاء حكومته ما تسبب في تعطيل أول لقاء بين الحكومة والمجلس السيادي.
وتوافق رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، على عدد الوزراء المرشحين، واعترض على اسمين من بين القائمة المكونة من 65 مرشحاً، والذين دفع بهم التحالف، فيما تقدمت مقترحات بأسماء جديدة للتوافق عليها مع الحرية والتغيير. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن رئيس الوزراء اقترح عدداً من المرشحين لإضافتهم للقوائم الوزارية، وينتظر أن تنظر «قوى الحرية والتغيير» في مدى استيفاء مرشحي حمدوك للمعايير التي حددتها.
وبحسب المصدر فإن حمدوك اعترض على ترشيح «مدني عباس مدني» لوزارة مجلس الوزراء، وبكري علي أحمد لوزارة الصناعة والتجارة، وطلب توسيع فرص النساء والشباب، وزيادة تمثيل بعض أقاليم البلاد مثل الشرق والنيل الأزرق، بيد أنه أكد تمسك الحرية والتغيير بالرجلين، باعتبارهما يمثلان شباب الثورة. ولمح المصدر إلى أشخاص وأحزاب سياسية لم يسمها تحاول التأثير على قرارات رئيس مجلس الوزراء فيما يتعلق ببعض المرشحين تأييدا ورفضاً. ويتوقع أن ترد قوى الحرية والتغيير على آراء رئيس الوزراء، بشأن مقترحاته الجديدة، عقب اجتماع حاسم للمجلس المركزي يعقد اليوم.
وأكدت قوى الحرية والتغيير، استمرار النقاشات مع رئيس الوزراء، بشأن التشكيل الوزاري للحكومة في أسرع وقت، بحيث يستوفي المعايير التي تتسق مع تطلعات الشعب السوداني. وقالت إن لجنة الترشيحات، عقدت أول من أمس اجتماعا مهما مع رئيس الوزراء، لمواصلة المشاورات بشأن القوائم المرشحة لتولي الوزارات بالحكومة الانتقالية، وأضافت أن «الاجتماع ناقش الخيار الأمثل لكل موقع، بما يحقق معايير الكفاءة العلمية والعملية والإدارية، ويحقق التوازن النوعي ويجسد التعدد السوداني». كما وافقت الحرية والتغيير على طلب رئيس الوزراء بتعديل هيكل السلطة التنفيذية، والاستغناء عن اسم المجالس العليا لتصبح وزارات، على أن يتم تشكيل مجالس متخصصة بعد تشكيل الحكومة. وأشار مصدر في لجنة الترشيحات في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مقترحات رئيس الوزراء بشأن تمثيل النساء والشباب، وبعض أقاليم البلاد غير الممثلة لن يواجه صعوبة داخل الحرية والتغيير.
وأضاف المصدر أن رؤية رئيس الوزراء حول تمثيل المرأة والشباب وأقاليم مثل شرق السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان لا تعكس التمثيل الصحيح لهذه المناطق في مجلس الوزراء، وتابع: «لاحظنا أن أقاليم مثل شرق السودان والنيل الأزرق غير ممثلة في مجلس الوزراء، وأن تمثيل إقليم جنوب كردفان لا يعكس حجم الإقليم تماماً». وتوقع المصدر أن تحسم قوى إعلان الحرية والتغيير مقترحات رئيس الوزراء في غضون اليوم وأن تكتمل عملية اعتماد الوزراء في غضون 48 ساعة.
وكان من المقرر أن يكون الوزراء المختارون قد أدوا اليمين الدستورية يوم 31 أغسطس (آب) المنصرم، وأن يعقد مجلسا السيادة والوزراء اجتماعاً مشتركاً أمس، بيد أن المشاورات الجارية بين أطراف العملية السياسية عطلت الالتزام بالخريطة الزمنية لإكمال هياكل السلطة الانتقالية الملحقة بوثيقة الإعلان الدستوري. ووقع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير مع المجلس العسكري الانتقالي، اتفاقاً لتقاسم السلطة في 17 أغسطس، رسم الهياكل الانتقالية في تكوين مجلس سيادة، ومجلس وزراء، ومجلس تشريعي، وتقاسما فيه مناصفة مقاعد مجلس السيادة، وتوافقا على تشكيل الوزارة من قبل الحرية والتغيير، مع حصة 67 في المائة من عضوية المجلس التشريعي المزمع تشكيله قبل مرور 90 يوماً من توقيع وثائق الفترة الانتقالية.
وأدى الخبير الأممي عبد الله حمدوك اليمين الدستورية رئيساً للوزراء في 21 أغسطس المنصرم، أمام رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس القضاء، إيذاناً ببدء الحكومة الانتقالية التي ستحكم البلاد لمدة 39 شهراً تبدأ من تاريخ توقيع وثائق الفترة الانتقالية «الإعلان الدستوري، والإعلان السياسي».



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.