هل أصبحت صفقة التعاقد مع ويلشير عبئاً على وستهام؟

المدرب بيليغريني منح ثقته للاعب لكن نجم الوسط الدولي يجب أن يعمل على إعادة اكتشاف نفسه مجدداً

ويلشير (في المنتصف) شارك مع وستهام أمام نيوبورت كاونتي في كأس الرابطة الإنجليزية لكن عليه أن يكافح للعب أساسياً (رويترز)
ويلشير (في المنتصف) شارك مع وستهام أمام نيوبورت كاونتي في كأس الرابطة الإنجليزية لكن عليه أن يكافح للعب أساسياً (رويترز)
TT

هل أصبحت صفقة التعاقد مع ويلشير عبئاً على وستهام؟

ويلشير (في المنتصف) شارك مع وستهام أمام نيوبورت كاونتي في كأس الرابطة الإنجليزية لكن عليه أن يكافح للعب أساسياً (رويترز)
ويلشير (في المنتصف) شارك مع وستهام أمام نيوبورت كاونتي في كأس الرابطة الإنجليزية لكن عليه أن يكافح للعب أساسياً (رويترز)

لم يستغرق الأمر طويلاً بالنسبة لبعض الأفراد داخل وستهام يونايتد كي تتنامى بداخلهم شكوك حول مدى حكمة قرار ضم جاك ويلشير. وسرعان ما تلاشت مشاعر التفاؤل المبكرة لتبدأ أصوات التذمر تزداد وضوحاً بحلول منتصف الموسم السابق، وتجلى الأمر في تساؤل أحد الأشخاص حول الفترة المتبقية في عقد ويلشير، وتساءل حول ما إذا كان هناك سبيل لرحيل اللاعب عن النادي بعد أن وقع معه تعاقداً لمدة ثلاث سنوات بأجر يقترب من 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً.
في ذلك الوقت، كان ويلشير بعيداً عن المشاركة بسبب تعرضه لإصابة في الكاحل، وشارك بديلاً لفترة وجيزة منذ خروجه المبكر من المواجهة أمام وولفرهامبتون واندررز التي انتهت بهزيمة فريقه بنتيجة 1 - 0 والدفع بلاعب بديل، وذلك في الأول من سبتمبر (أيلول). وبحلول ذلك الوقت، كانت الضجة التي صاحبت انضمام لاعب خط الوسط إلى وستهام يونايتد قادماً من آرسنال الصيف الماضي، قد بدأت تبدو وكأنها مبالغ فيها بعض الشيء. وقد شارك اللاعب الدولي الذي يشارك في صفوف المنتخب الإنجليزي، في التشكيل الأساسي عندما خسر وستهام يونايتد المباريات الأربع الأولى له. واللافت أن مستوى أداء الفريق تحسن فقط بعدما جرى استبعاد اللاعب من التشكيل الأساسي، ووجد مانويل بيليغريني نفسه مضطراً لبث مزيد من النشاط والقوة في خط الوسط لديه.
وكان بيليغريني هو من ضغط من أجل منح ويلشير عقداً لمدة ثلاث سنوات، رغم أن آخرين شعروا بأن إبرام عقد لمدة عام واحد سيكون أفضل بالنسبة للاعب لم يفلح في تقديم أداء مرضٍ خلال مباراة المرحلة الأولى بالموسم الجديد أمام برايتون وجرى الدفع بلاعب آخر بدلاً عنه لأسباب تكتيكية. ولهذا، نظر مجلس إدارة وستهام يونايتد إلى ويلشير، الذي ربما يجلس على مقعد البدلاء خلال المباريات المقبلة، باعتباره صفقة تنطوي على مخاطر كبيرة. وحتى الآن، لا توجد مؤشرات كافية لدحض الانطباع بأن المقامرة التي خاضها النادي بضمه ويلشير قد فشلت.
لكن بيليغريني دفع باللاعب في مباراة وستهام منتصف الأسبوع الماضي التي فاز فيها الفريق 2 - صفر على نيوبورت كاونتي في كأس الرابطة الإنجليزية، وأعرب المدرب عن سعادته من أداء اللاعب الذي سجل هدفه الأول مع الفريق...
وقال بيليغريني: «يواصل جاك العمل اليومي ولعب المباريات وسيواصل التحسن، لا يمكن توقع أن يصبح في قمة مستواه بعد المشاركة في دقائق قليلة بالموسم الماضي لكن الأداء في الملعب يشير إلى براعته».
لكن هذه الدقائق لم تقنع جماهير وستهام بقيمة ويلشير ليظهر هنا التساؤل: لماذا أقدم النادي على المقامرة في المقام الأول؟ ربما كان المرء ليميل للاعتقاد بأن نادياً سبق وأن تضرر من أزمة الإصابات التي عصفت بآندي كارول طوال ست سنوات، سيتحرك بحذر أكبر، لكن في الوقت ذاته كانت هناك رغبة لدعم بيليغريني في أول موسم انتقالات يخوضه وهو مدرب لوستهام يونايتد. والواضح أن المدرب التشيلي يميل للاعبين المبدعين. وعندما تعرض خط الوسط لديه للانتقادات بعد هزيمته أمام بورنموث بنتيجة 2 - 1. أغسطس (آب) الماضي، أثار بيليغريني دهشة الجميع بعقده مقارنة بين ويلشير والإيطالي أندريا بيرلو.
أيضاً، أصر بيليغريني على أنه لا يشعر بالقلق إزاء مشكلات الإصابة التي يعانيها ويلشير، وكشف النقاب عن أن وستهام يونايتد صاغ برنامجاً تدريبياً من أجله. إلا أن هذه التعليقات بدت فارغة عندما خضع لاعب المنتخب الإنجليزي لجراحة في الكاحل في سبتمبر من العام الماضي.
وعاد ويلشير إلى الملاعب بديلاً في اللحظات الأخيرة أثناء المباراة التي جرت خارج الأرض أمام نيوكاسل يونايتد، مطلع ديسمبر (كانون الأول)، والتي انتهت بفوز وستهام يونايتد بنتيجة 3 - 0. لكنه غاب عن المشاركة في المباراة التي جرت على أرض ناديه أمام كارديف بعد ثلاثة أيام. وبرر بيليغريني غيابه بتعرضه لمشكلة جديدة في الكاحل. وشارك ويلشير باعتباره لاعباً بديلاً في ثلاث مباريات أخرى قبل انتهاء الموسم.
وينقلنا ذلك إلى الموسم الحالي وعزم بيليغريني على منح ويلشير دوراً مهماً في الفريق. كان اللاعب البالغ 27 عاماً قد قدم أداءً جيداً خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد ويتولى الاضطلاع بنفقات معالج طبيعي خاص كي يأتي إليه جواً من آيرلندا كي يقدم له جلسات لياقة خاصة مرتين أسبوعياً، لكن ما يزال واضحاً السبب الذي دفع المدرب الإسباني أوناي إيمري إلى عدم بذل مجهود كبير لإبقائه في آرسنال لدى انتهاء تعاقده.
وفي ظل غياب مارك نوبل بسبب تعرضه لشد في الفخذ، تعاون ويلشير مع ديكلان رايس خلال أول مباراتين لوستهام يونايتد. وخرج مبكراً من الملعب بسبب إصابة في القدم أثناء المواجهة التي خاضها فريقه أمام مانشستر سيتي على أرضه وانتهت بهزيمته بخمسة أهداف دون مقابل. كما جاء أداء ويلشير رديئاً أمام برايتون في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل جانب. خلال المباراة، أنجز ويلشير 10 تمريرات فقط قبل أن يخرج ليفسح المجال أمام مايكل أنطونيو. والملاحظ أن ما يفتقده أنطونيو على صعيد التكنيك يعوضه على صعيد السرعة والقوة، وهي سمات تجعل منه لاعباً فاعلاً في بيئة تتطلب مجهوداً بدنياً قوياً مثل بطولة الدوري الممتاز. وأدى الدفع به بالفعل إلى تحسين مستوى أداء الفريق.
وما تزال هناك فرصة أمام ويلشير كي ينفض عن نفسه الغبار من خلال العمل على المشاركة في عدد أكبر من المباريات. وما تزال هناك فرصة لظهور مهاراته المؤكدة، وبالتأكيد نتمنى له من قلوبنا كل التوفيق. في الواقع، في كل مرة ينزل ويلشير أرض الملعب يبدو عليه تفاؤل طفولي يجعل من المستحيل على المرء يتمنى أن يراه يعيد اكتشاف نفسه ويعاود التألق على النحو الذي جعل له مكانة بارزة في فريق برشلونة العظيم الذي كان يقوده بيب غوارديولا خلال المباراة الشهيرة ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2011.
جرت هذه المباراة منذ أكثر من ثمانية سنوات ماضية. واليوم هناك أحلام وواقع فاتر. ومن عام لآخر، يزداد الدوري الممتاز سرعة، مثلما اعترف ويلشير في أعقاب مباراة مانشستر سيتي، في وقت ما يزال دفاع وستهام يونايتد هشاً مثلما كان الحال الموسم الماضي.
ويثير هذا الأمر القلق بخصوص التوجه الذي يتبعه بيليغريني، فهو يرغب في الهجوم، لكن في الوقت ذاته يجري طرح تساؤلات حول السبب وراء إنفاقه جزءاً كبيراً من ميزانية صفقات الصيف على بابلو فورنالز، لاعب خط وسط مهاجم آخر، في وقت يستجير وستهام يونايتد، طلباً لمزيد من التعزيز في خط الوسط. الواضح أن الفريق بحاجة إلى لاعب قادر على الفوز بالكرة لإزالة بعض العبء عن كاهل رايس، في أعقاب بيع النادي بيدرو أوبيانغ.
بدلاً عن ذلك، وجد وستهام يونايتد نفسه يكرس وقتاً ومالاً كبيرين لمحاولة دفع مسيرة ويلشير نحو الأمام. في تلك الأثناء، أخفق النادي في توجيه استثمارات نحو تحسين الوضع في المراكز التي تسبب مشكلات للفريق، مثل الظهير الكامل وقلب خط الوسط. ويبدو هذا الوضع رفاهية مكلفة لنادٍ يأمل في الارتقاء من وسط جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز نحو القمة. وإذا كنت تتساءل إلى متى سيظل النادي يحمل عبء ويلشير، ليس عليك سوى النظر إلى عقده، فهو مستمر حتى صيف 2021.


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

رياضة عالمية إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر أرنولد بات في مرحلة فارقة لحسم موقفه للاستمرار مع ليفربول أو المغادرة الى ريال مدريد (ا ب ا)

كيف وصلت الأجواء المشحونة في أنفيلد تجاه ألكسندر آرنولد إلى ذروتها؟

جماهير ليفربول الغاضبة استهدفت ألكسندر آرنولد بصيحات الاستهجان والسخرية سجل تاريخ كرة القدم كثيراً من لحظات القوة الاستثنائية لجمهور ليفربول على ملعب أنفيلد

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بات لوبيتيغي خامس مدرب يُقال من منصبه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

أقال وست هام الإنجليزي مدربه الإسباني خولن لوبيتيغي من منصبه، بعد 22 مباراة على تعيينه، كما أعلن الأربعاء، في حين يبدو غراهام بوتر مدرب برايتون مرشحاً لخلافته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا ممسكاً بالكرة التي قال إنها سبب خسارة فريقه (رويترز)

كأس الرابطة: المنظمون يسخرون من أرتيتا بسبب الكرات المستخدمة

سخر منظمو مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، بعدما ألمح إلى أن الكرات المستخدمة بالمسابقة لعبت دوراً في خسارة فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».