مسجد الحسين التاريخي لاستعادة رونقه بمشروع ترميم شامل

يشمل الواجهات الحجرية والمآذن والقبة والنجف الأثري والأسقف الخشبية

مسجد الإمام الحسين (الشرق الأوسط)
مسجد الإمام الحسين (الشرق الأوسط)
TT

مسجد الحسين التاريخي لاستعادة رونقه بمشروع ترميم شامل

مسجد الإمام الحسين (الشرق الأوسط)
مسجد الإمام الحسين (الشرق الأوسط)

يتمتع مسجد الإمام الحسين (وسط القاهرة) بشهرة لافتة، ويتمتع بمكانة رفيعة في نفوس المصريين، لا سيما بعد إقبال مئات الزوار والمصلين عليه أسبوعياً، واجتذب موقعه المميز وسط المباني والمعالم الأثرية الإسلامية النادرة في «القاهرة الفاطمية» اهتمام الكثير من المصريين به. فمئذنة المسجد التي تطل على شارع خان الخليلي السياحي الشهير وجهة مفضلة للمصورين والزائرين نظراً لطرازها المعماري الفريد، كما يحرص التلفزيون المصري على نقل شعائر صلاتي الجمعة والفجر على الهواء مباشرة منه بجانب مساجد عتيقة أخرى. وقررت الحكومة المصرية أخيراً تطوير منطقة مسجد الحسين، ضمن خطة تطوير مشروع «القاهرة التاريخية» الذي يهدف لاستعادة مدينة القاهرة لرونقها مرة أخرى، بالتزامن مع تطوير وترميم عدة ميادين وشوارع ومبانٍ تراثية وأثرية أخرى بنطاق منطقة القاهرة التاريخية.
ووصف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، مسجد الحسين، بأنه «مبنى أثري فريد، شاهد على حقب تاريخية مهمة في العصور الماضية من تاريخ مصر».
خطة ترميم وتطوير المسجد تشمل ترميم الأجزاء المتهالكة، وتوسعة ساحته والمساحات الداخلية لاستيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والحفاظ في الوقت نفسه على المظهر الجمالي والزخرفي لمبنى المسجد.
وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «قبة الضريح ومآذنه، والجزء الذي يحتضن بعض مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم أثرية وعمرها مئات السنين، أما بقية المسجد والمئذنة فتم بناؤها في عهد الملك فؤاد»، مشيداً باهتمام «الحكومة المصرية بتطويره وترميمه».
وترتكز فكرة تطوير الساحة الخارجية للمسجد التي تستقبل آلاف السياح سنوياً، على وجود ساحة مركزية مغطاة للصلاة، مع توجيه كل العناصر الممكنة من ممرات الحركة الخاصة بالمشاة، والمناطق الخضراء، ووسائل الحركة الرأسية إلى اتجاه القبلة، مع توفير ساحات أمام المداخل الخاصة بحرم المسجد من أجل تسهيل عملية الدخول والخروج. وفقاً للواء مهندس إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأضاف الفار أنه رُوعي في مُقترح أعمال تطوير المسجد أن يشمل ثلاثة أماكن للصلاة، عبارة عن داخل المسجد، وساحة خارجية (سطحي) وساحة خارجية (بدروم)، بحيث يصل عدد المصلين إلى 6 آلاف مُصلٍ من الرجال، و1450 من النساء في حالة استخدام كامل مسطح البدروم، كما يشمل هذا البدروم في الساحة الخارجية أماكن للوضوء، مع إنشاء عدد من المظلات في هذه الساحة.
أعمال التطوير تشمل أيضا إضافة عناصر معمارية داخلية، وعناصر أخرى زخرفية، مع تزويد المسجد بأنظمة إضاءة جديدة خارجية وداخلية، وأنظمة تكييف مركزي، وأنظمة أخرى لمكافحة الحرائق، مع توفير مقاعد مخصصة لكبار السن من المصلين، وإقامة تجاويف خاصة لوضع المصاحف داخل المسجد، بالإضافة إلى ترميم الأجزاء والأسقف الخشبية المتهالكة بالمسجد، وترميم الواجهات الحجرية، وترميم المآذن والقبة بجميع مكوناتها الزخرفية، وترميم النجف الأثري، والأعمدة الرخامية.
ووفقاً لخبراء الآثار فإن ولاة وحكام مصر في كل العصور الماضية اهتموا بمشهد الإمام الحسين وعمارته وتجديده وزخرفته ووقفوا عليه أوقافا كثيرة للمحافظة عليه ونظافته واحترامه. كما صوّر الأديب العالمي الكبير الراحل نجيب محفوظ، أحد أشهر أبناء المنطقة، في رواياته التي تحولت إلى أعمال سينمائية متميزة نمط حياة الكثيرين من التجار والفتوات و«الحرافيش».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.