بري يدعو أنصار «أمل» إلى الجهوزية التامة في حال نشوب الحرب

قال إن إسرائيل تسعى إلى {تصفية حساباتها} عبر لبنان

الرئيس نبيه بري يلقي خطابه في النبطية أمس (موقع المجلس النيابي)
الرئيس نبيه بري يلقي خطابه في النبطية أمس (موقع المجلس النيابي)
TT

بري يدعو أنصار «أمل» إلى الجهوزية التامة في حال نشوب الحرب

الرئيس نبيه بري يلقي خطابه في النبطية أمس (موقع المجلس النيابي)
الرئيس نبيه بري يلقي خطابه في النبطية أمس (موقع المجلس النيابي)

دعا رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس «حركة أمل» نبيه بري، أنصار الحركة للبقاء على الجهوزية التامة لمواجهة إسرائيل في حال شنت حرباً على لبنان، قائلاً إن تل أبيب «تسعى لتصفية حساباتها في المنطقة عبر لبنان»، وشدد: «إننا لن نسمح لإسرائيل أن تثبت معادلاتها على حسابنا».
وفي خطاب ألقاه في احتفال حاشد أقامته «أمل» في الذكرى الـ41 لتغييب مؤسسها الإمام موسى الصدر في النبطية في جنوب لبنان، أشاد بري «بالوحدة التي أظهرها اللبنانيون في وجه الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت» فجر الأحد الماضي، عندما اخترقت المنطقة طائرتان إسرائيليتان مسيرتان وانفجرت إحداهما في المكتب الإعلامي لـ«حزب الله»، وأثنى بري في الوقت نفسه على موقفي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري.
وشدد رئيس المجلس النيابي على «أننا لن نسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا»، مشيراً إلى أن «تل أبيب بعد التأكد أنه لا حرب على إيران وباب التفاوض مع طهران وعبر الأقنية الأوروبية، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل لمصلحتها لم يبق لها إلا جبهة لبنان لتعديل ميزان القوى»، مشيراً إلى أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو «يحتاج لنصر معنوي قبل الانتخابات»، مشدداً على أن «عبارات الإدانة وحدها لم توقف ولن توقف استباحة إسرائيل وعدوانيتها المتواصلة». وقال: «وحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة التي تعيد للأمة اعتبارها». وتوجه بري إلى مناصري «أمل» بالقول: «كما كنتم مبتدأ المقاومة وحجر الزاوية، أنتم مدعوون للبقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد لإفهام العدو بأنّ أرض لبنان وكل شبر منه مقاوم». واعتبر بري أن «الجيش والشعب والمقاومة هي المعادلة التي تحمي لبنان».
وفي الشأن المحلي، دعا بري إلى إعلان حالة طوارئ اقتصادية لتنفيذ ما تم التفاهم عليه في لقاء بعبدا، مشيراً إلى أن «الاجتماع الاثنين هو لإقرار هذا البرنامج كما آمل وأتمنى»، إضافة إلى «تنفيذ القوانين الصادرة التي تجاوزت الخمسين، والتي تلبي الكثير من متطلبات الشعب حالياً». كما دعا «لتنفيذ القوانين الصادرة في شتى الحقول من مشاريع بيئية وكهربائية وبخاصة منع الفساد».
كما دعا إلى «تنفيذ اتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يدخلنا حتماً ويضعنا على مشارف الدولة المدنية التي تربط المواطن بوطنه من دون سماسرة».
ولفت إلى أن «كتلة التنمية والتحرير» البرلمانية التي يرأسها «تقدمت باقتراح قانون للانتخابات النيابية يُعتبر خطة متقدمة ونأمل التعاطي معه بإيجابية»، كما دعا أنصار «أمل» للاقتراع لصالح مرشح «حزب الله» في الانتخابات الفرعية في صور، المزمع إجراؤها في منتصف هذا الشهر - سبتمبر (أيلول) - عملاً بالاتفاق الانتخابي بين الحزب و«أمل».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.