«حماس» تتجه لاتهام المخابرات بالتخطيط لتفجيرات في قطاع غزة

TT

«حماس» تتجه لاتهام المخابرات بالتخطيط لتفجيرات في قطاع غزة

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن حركة «حماس» بصدد الإعلان عن إحباط مخطط واسع كان يستهدف تنفيذ عدة تفجيرات في قطاع غزة، عن طريق استخدام «أشخاص مغرر بهم وأصحاب فكر منحرف». وبحسب المصادر فإن الاتهام الرئيسي حول تفجيرات غزة الأخيرة قد يوّجه رسمياً إلى «عناصر من المخابرات الفلسطينية استغلت هؤلاء (الأشخاص)، بينهم أعضاء مضللون في الفصائل الفلسطينية».
وكان الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، قد أثار جدلاً واسعاً بعدما اتهم جهاز المخابرات الفلسطيني في التفجيرات التي حدثت الثلاثاء. وقال برهوم في تغريدة على «تويتر» إن «كل محاولات إثارة الفوضى في غزة كان يقف وراءها جهاز المخابرات في السلطة، التابع لماجد فرج، لصالح الشاباك الصهيوني والاحتلال». وجاءت اتهامات برهوم بعد ساعات من تفجير انتحاريين نقطتي تفتيش لقوات الأمن في قطاع غزة، في أعنف هجوم تقوم به هذه الجماعات ضد حماس ما أدى إلى مقتل 3 رجال شرطة تابعين لحماس.
وفوراً ردت حركة «فتح» باتهام «حماس» برعاية التنظيمات التكفيرية واستخدام نهج مطابق لها، قائلة إن «الفكر الذي زرعته حركة حماس في انقلاب 2007 يرتد عليها». لكن الحركة التي تحكم قطاع غزة تعتزم الإعلان عن إحباط مخطط إجرامي واسع، كان يشمل إحداث مزيد من التفجيرات، كما ستتهم المخابرات بالوقوف وراءه. وقالت المصادر إن الاعتقالات التي قامت بها حماس في الأيام التي تبعت التفجيرات توسعت وتركزت على عناصر من «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» كانوا سابقاً معتقلين لدى حماس.
وأوضحت المصادر أن مجموعة مكونة من نحو 12 شخصاً ينتمون للجهاد اعتقل بعضهم قبل شهور لدى حماس، ثم خرجوا بدافع الانتقام، مشيرة إلى أن من بينهم شخصاً كان ينوي تنفيذ تفجير ثالث. وأضافت المصادر أن هؤلاء الأشخاص «يحملون فكراً (داعشياً) بعد اعتقالهم». ولم تعقب «الجهاد الإسلامي» على تقارير متتالية حول تورط عناصرها في التفجيرات. وأكدت المصادر أن «الجهاد» رفعت الغطاء عن كل من يثبت أنه متورط في التفجيرات أو ضمن مخطط لإحداث فوضى في القطاع.
ونشر موقع 24NEWS أن التحقيقات التي أجرتها المخابرات الداخلية لحركة حماس فيما يتعلق بالعملية الانتحارية المزدوجة التي وقعت ليلة الثلاثاء كانت جزءا من سلسلة طويلة من العمليات والهجمات التي كان معداً لها أن تحدث خلال اليومين التاليين. وأوضحت المصادر أنه تم إلقاء القبض على 30 شخصاً بينهم 12 متورطا بشكل مباشر في الهجمات، كما أن بعضهم أعضاء بارزون في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويعيش معظم المعتقلين في حي الشجاعية في مدينة غزة.
وكشف التحقيق الذي أجرته حركة حماس عن أن الخلية خططت لتفجير حافلة تقود عناصر من المخابرات التابعة لحماس في طريقهم إلى عملهم. واعترف بعض المعتقلين بأنهم أعدوا خمسة أحزمة ناسفة، وقد عثر أمن حماس على أربعة منها بينما بقي الحزام الخامس مفقودا، ويخشى أن يتم استخدامه من قبل عناصر لم يتم القبض عليها بعد. وأوردت المصادر تفاصيل إضافية حول التفجيرات تبين منها أن أفراد الخلية من سكان حي الشجاعية وحي الزيتون، في غزة، وكانوا يتلقون دروسا دينية في مسجد يتبع لحركة «الجهاد الإسلامي». وأضافت أن العقل المدبر للهجوم (ث. ح) من أبرز نشطاء الوحدة الصاروخية في «سرايا القدس»، بالإضافة إلى رفيق دربه (ع. ع) الذي استقال من السرايا بسبب خلافات مع أحد قادته.
وتوجه الانتحاري الأول (ع. ح) الذي فجر دراجته النارية على حاجز للشرطة على مفترق الدحدوح فقتل شرطيين وأصاب آخرين، وتناثرت أشلاؤه، وهو من سكان حي الشجاعية، ونجل قيادي في الجهاد وكان أنهى دورة عسكرية برفقة الانتحاري الثاني قبل 5 أيام من وقوع التفجير. ولجأ إلى ميكانيكي دراجات نارية في حي الشجاعية وطلب منه تركيب زجاجة بنزين خارجية دون علم صاحب المحل، ونجح بتركيب عبوة ناسفة احتوت على مادة C4 شديدة الانفجار في مخزن البنزين.
وظهر في مكان التفجير الأول (م. ب) الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه بعد 35 دقيقة في حاجز لشرطة المرور على الطريق الساحلي بعد أن دخل إليه وكبّر قبل تفجير نفسه. واعتقلت أجهزة أمن حماس 80 ناشطاً جميعهم من «الجهاد الإسلامي»، وأبقت الاعتقال على نحو 40 منهم. وأوضحت التحقيقات أن هناك كتيبة كاملة من «سرايا القدس» متورطة في الحدث، وتم ضبط شخص يعمل في أحد مكاتب الجهاد كرجل أمن طُلب منه تخبئة العبوات والأحزمة الناسفة، كما تم العثور على حسابات بنكية وحوالات حديثة عبر بنك فلسطين لبعض المتورطين. ويتعاون «الجهاد الإسلامي» مع «حماس» في تسليم كل عنصر مطلوب، كما أن زياد نخالة في لبنان أمين عام «الجهاد الإسلامي» أمر بتسليم أي شخص متورط في الهجوم حتى لو كان مسؤولاً كبيراً.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.