الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»: طلبنا من موسكو استئناف التفاوض مع دمشق

TT

الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»: طلبنا من موسكو استئناف التفاوض مع دمشق

حذرت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، تركيا من تحشيد قواتها العسكرية على الحدود الشمالية المتاخمة لمناطق الإدارة الذاتية، وتصعيد لهجتها العدائية ضد «قوات سوريا الديمقراطية». وقالت لـ«الشرق الأوسط» في مدينة القامشلي: «إذا نفذت تهديدها قد تنشر فوضى عارمة تتسبب بإنهاء الاستقرار في تركيا نفسها».
وتابعت أحمد: «أبدينا المرونة في التعامل مع هذه التفاهمات بهدف بناء عملية سلام مبدئية ومستدامة مع تركيا للحفاظ على أمن طرفي الحدود»، لكنها أشارت إلى أن تركيا بدلاً من أن إبعاد حشودها العسكرية عن الحدود، «بدأت بإطلاق التهديدات مرة ثانية، ما يدل على استمرارية النوايا العدائية الخفية باجتياح مناطق شمال وشرق سوريا».
وطالبت القيادية الكردية دول التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية بضرورة حماية الاستقرار في هذه المناطق التي تحررت من إرهاب «داعش»، وأشارت إلى أن هذه التفاهمات عبارة عن «آلية أمنية» لا علاقة لها بالحكم المحلي، وتابعت قائلة: «التفاهمات عسكرية بحتة ليس لها علاقة بالجانب المدني أو نظام الحكم بالمنطقة».
ونصّت التفاهمات بين أنقرة وواشنطن على إقامة ترتيبات عسكرية بطول 70 إلى 80 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين وتل أبيض في محاذاة الحدود وبعمق من 5 إلى 14 كيلومتراً. وكشفت إلهام أحمد أن هذه التفاهمات تمت بالتوافق مع «قوات سوريا الديمقراطية» ومجلسها السياسي، لتقول: «نحن مشاركون فعلياً في هذه التفاهمات. بالطبع دخول هكذا دوريات سيزيد من هواجس الأهالي لكنه سيكون ضمن الشروط التي تم الاتفاق عليها. نحن بحاجة لبناء عوامل الثقة بهدف تحقيق عملية السلام».
وعن شمال حلب، قالت: «تجربة عفرين شاهدة للعيان، فمئات الآلاف من سكانها يقطنون الخيم بالشهباء على بعد عدة كيلومترات عن بيوتهم وممتلكاتهم، هؤلاء هربوا من الاحتلال التركي»، وشدّدت على رفض تكرار التجربة في مناطق الجزيرة السورية الخاضعة لسيطرتهم، وقالت: «يومياً تصلنا تقارير تفيد عن حالات القتل العمد والخطف بدافع طلب فدية مالية عالية، كما نسمع باغتصاب النساء وإهانة الشيوخ وتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي وتتريك المنطقة بالكامل».
غير أنّ تركيا تضغط على الولايات المتحدة الأميركية بإنشاء «منطقة آمنة» على حدودها الجنوبية، تضم مدناً وبلدات كردية وأخرى عربية تمتد على مسافة 460 كيلومتراً، ونقلت إلهام أحمد إلى وجود خمسة ملايين سوري يقيمون في هذه المساحة، «يجب أن ينعموا بالسلام والاستقرار المستدام. طالبنا مجلس الأمن ودول التحالف والأطراف الفاعلة بالحرب السورية بحدود آمنة وإنهاء التهديدات التركية ضد مناطق الإدارة»، منوهة بأنهم يواجهون: «خطر (داعش) من الداخل عبر خلاياه النائمة، وتتعرض لعمليات إرهابية تنفذها قوى محلية مرتبطة بجهات إقليمية لضرب استقرار المنطقة».
والتقى وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» مع الروس في «قاعدة حميميم» منتصف الشهر الفائت، وأكدت إلهام أحمد تواصلهم حول تطورات الملف السوري، وقالت: «وجهنا دعوة عبر الروس للحكومة السورية للبدء بعملية سياسية شاملة لحل الأزمة السورية والاعتراف بالإدارة الذاتية وقواتها العسكرية، ورفضنا الخيار العسكري وتهديد النظام باستعادة جميع الأراضي عسكرياً».
وعَقَدَ ممثلو «مجلس سوريا الديمقراطية» محادثات رسمية مع الحكومة السورية منتصف 2017 بطلب من الأخيرة، سرعان ما انهارت بسبب تمسك الوفد الحكومي المفاوض باستعادة شمال شرقي البلاد وضمها لقانون الإدارة المحلية.
وأضافت: «هذه الرؤية لا تخدم الحل السياسي وعملية السلام، وتساهم في استمرارية الحرب لأعوام أخرى، وبالتالي حملات نزوح جديدة يكون الخاسر الوحيد فيها الشعب السوري وبلدنا سوريا».
واستبعدت إلهام أحمد مقايضة تركيا مدينة إدلب غرب سوريا؛ بمقابل مناطق الشهباء وبلدة تل رفعت الاستراتيجية بريف حلب الشمالي لفتح الأوتوستراد الدولي القديم غازي عنتاب - حلب، وقالت: «هناك مقايضة جديدة لكن هذه المرة ستكون من طرف واحد، لأن تركيا لم تعد تمتلك أوراقا ثانية. تل رفعت تحولت لملاذ آمن لسكان عفرين الهاربين من الفصائل الإرهابية والمحتل التركي». وزادت: «قلناها مراراً إن أسلوب المقايضة في حل الأزمة السورية يجلب المآسي والكوارث الإنسانية. فما يحدث في إدلب ونتائجها الكارثية بسبب تفاهمات مسار آستانة بين الدول الضامنة: تركيا وروسيا وإيران».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.