دعت «الجبهة الثورية»، التي تضم حركات مسلحة في السودان، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى رفض قوائم المرشحين والمرشحات للمناصب الوزارية والمجالس المتخصصة التي يفترض أن تعلن خلال اليوم، وطالبت بضرورة إجراء مشاورات واسعة قبل تشكيل الحكومة الانتقالية التي تأخر إعلانها بسبب إجراءات مع المجلس السيادي. وكشف قيادي في هذا التحالف المسلح عن اتصالات تجرى لعقد اجتماع بين الجبهة الثورية والمجلس السيادي، محذراً من خطورة الوضع الراهن في السودان.
وقال فصيلا الجبهة الثورية في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء، وبتوقيع رئيسيها، مالك عقار ومني أركو مناوي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنها تدعو حمدوك إلى رفض قوائم المرشحين والمرشحات التي قدمت إليه لشغل المناصب الوزارية والمجالس المتخصصة وضرورة إجراء مشاورات واسعة قبل تشكيل الحكومة الانتقالية وعمرها ثلاث سنوات. كما طالبت بإعادة هيكلة الدولة وعدم العودة إلى النظام القديم، وشدد التحالف المسلح على أنه طرف أصيل ومؤسس لقوى الحرية والتغيير، مشيراً إلى أنه لم يُجر اتصالا بقيادتها.
ووصفت الرسالة ما يجري من ترشيحات لتشكيل الحكومة الانتقالية بالمحاصصة، وقالت: «لا علاقة للجبهة الثورية بتشكيل الحكم الانتقالي في الخرطوم كما أنه تم تغييب قضايا السلام والمواطنة بطريقة متعمدة من أجل انفراد النخب بالحكم»، وقالت: «ما يحدث ما هو إلا توظيف تجارب النخب في الاستيلاء على الثورات للوصول إلى الحكم، وما يحدث محاولة للاستيلاء على حصاد ثلاثين عاماً من نضال الشعب السوداني».
وقالت الجبهة الثورية في رسالتها إن «سياسة إقصاء الهامش المتعمدة ستمزق صف الثورة، وإن الفصل بين قضايا الديمقراطية والسلام تكرار لتجارب الماضي المريرة»، مضيفة أن «ما يجري حالياً في الخرطوم من تشكيل لمؤسسات الفترة الانتقالية فيه خلل كبير». وكانت الجبهة الثورية بشقيها قد رفضت التوقيع على الوثيقة الدستورية التي وقعت عليها قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في 17 من الشهر الحالي، وبررت رفضها التوقيع بحجة تجاوز الوثيقة تضمين قضايا السلام في نصها.
إلى ذلك، قال نائب رئيس «الحركة الشعبية - شمال»، ياسر عرمان، في تصريحات نقلها عنه موقع «سودان تربيون»، إن هناك اتصالات تجري بين الجبهة والحكومة الانتقالية، ولكنه وصف الوضع الحالي في بلاده بأنه خطير. وأضاف أن ما يجري في الخرطوم حالياً هو استعادة بالكامل لكل تجارب الانتقال السابقة التي فشلت في ربط الديمقراطية والسلام، قائلاً إن «الوضع حالياً أخطر من كل فترات الانتقال السابقة التي جرت في السودان بعد ثورتي أكتوبر (تشرين الأول) 1964 وأبريل (نيسان) 1985». وأوضح عرمان أن القطاع الأمني في الوقت الراهن ليس كما كان في عامي 1964 و1985 لأن الحروب اتسعت حالياً وبلغ عدد النازحين واللاجئين 6 ملايين، كما أن الاقتصاد السوداني أصبح مدمراً بالكامل.
«الجبهة الثورية» طالبت رئيس الوزراء بالتشاور معها قبل تشكيل الحكومة
مساعٍ لعقد اجتماع بين «السيادي» والحركات المسلحة السودانية
«الجبهة الثورية» طالبت رئيس الوزراء بالتشاور معها قبل تشكيل الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة