تباين بين الحكومة و«حزب الله» حول طريقة الرد على الخرق الإسرائيلي

TT

تباين بين الحكومة و«حزب الله» حول طريقة الرد على الخرق الإسرائيلي

لم يتفق المسؤولون اللبنانيون بعد على نتائج الهجوم الإسرائيلي على مركز الوحدة الإعلامية في «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ أبرز انقساماً بين الحكومة ومسؤولي الحزب حول طرق الرد على الخرق، بالطريقة الدبلوماسية، عن طريق إدانة مجلس الأمن لخرق القرار «1701» كما تريد الحكومة اللبنانية، أم بالرد العسكري المحدود ضد إسرائيل كما يريده الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وتريد الحكومة معالجة الملف باعتماد المسار الدبلوماسي عبر مجلس الأمن، بإصدار بيان إدانة بلهجة تؤكد على عدم تكرار هذا الخرق، في مقابل تهديدات «حزب الله» بالرد.
وتفيد المعلومات المتوافرة بأنه «لا ردّ للحزب في وقت قريب ما دامت قوات الجيش المعادية مستنفرة» على الضفة الثانية من حدود لبنان الجنوبية، في إشارة إلى الاستنفار الإسرائيلي على الحدود.
وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن نقطة الالتقاء الوحيدة بين موقف الحكومة والحزب من الطائرتين المسيرتين هي أنها «خرق للسيادة» لكن المعالجة تختلف.
وكان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو اتصل بالرئيس سعد الحريري طالباً منه عدم التصعيد، كما اتصل بومبيو برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤيدا الاعتداء. وفسّر المصدر أن بومبيو يحرج الحريري لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يطلب من الحزب ما يريده، إلا أن الحريري اتصل بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف داعياً أن تساعد موسكو على تهدئة الوضع، بعد أن كانت وزارة الخارجية الروسية قد أصدرت بياناً حذرت فيه من انزلاق الوضع في الشرق الأوسط إلى التدهور.
وأشار المصدر إلى أنه رغم أن رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر أن الخرق الإسرائيلي هو بمثابة «إعلان حرب»، فإن ذلك لم يدفعه إلى المطالبة بالرد العسكري بل استدعى الممثل الخاص ‏للأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان، وأطلعه على خطورة الاعتداء وخرق القرار «1701»، ودعا المنظمة الدولية لأن تلعب دورها في ردع إسرائيل.
وتلا ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، وصدر بيان عنه يشدد على عدم التصعيد والتزام الهدوء.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».