احتمالات «بريكست بلا اتفاق» تهبط بثقة المستهلك البريطاني لأدنى مستوى في 6 سنوات

«سيتي غروب» يتوقع تراجع أرباح البنوك 25 % حال الخروج العشوائي

احتمالات «بريكست بلا اتفاق» تهبط بثقة المستهلك البريطاني لأدنى مستوى في 6 سنوات
TT

احتمالات «بريكست بلا اتفاق» تهبط بثقة المستهلك البريطاني لأدنى مستوى في 6 سنوات

احتمالات «بريكست بلا اتفاق» تهبط بثقة المستهلك البريطاني لأدنى مستوى في 6 سنوات

تراجعت ثقة المستهلك البريطاني خلال أغسطس (آب) الجاري، إلى أدنى معدلاتها خلال ست سنوات، في ظل مخاوف البريطانيين من تأثير خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من دون اتفاق على أوضاعهم المالية.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر (جي إف كيه) لقياس ثقة المستهلك البريطاني تراجع إلى سالب 14، وتتساوى هذه القراءة مع معدلات ثقة المستهلك في مطلع العام الجاري، عندما أعلنت رئيس وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي رفض اتفاقية الخروج للمرة الأولى.
ونقلت «بلومبرغ» عن جوي ستاتون، مدير قسم التحليلات الاستراتيجية للعملاء في (جي إف كيه) قوله: «إذا استمر هذا التراجع في ثقة المستهلك بشأن الأوضاع المالية في المستقبل، فمن الممكن أن نشهد قريبا انهيارا ضخما يصل إلى الأرقام المقلقة التي شهدناها خلال الأيام السيئة من الأزمة المالية في عامي 2008 و2009».
وذكرت الوكالة أن هذه الأرقام تشير إلى مزيد من المشكلات بالنسبة للاقتصاد البريطاني الذي يعاني بالفعل، بعد أن سجل خلال الربع الثاني من العام الجاري أول انكماش ربع سنوي منذ العام 2012.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وهدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالخروج من التكتل دون اتفاق إذا لم يتسن إعادة التفاوض بشأن الشروط الحالية.
وقال محللون لدى سيتي غروب في مذكرة بحثية، إن البنوك البريطانية تواجه هبوطا قد يصل إلى 25 في المائة في أرباحها في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وقال المحللون في المذكرة، إن التباطؤ الاقتصادي الذي سينتج عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق واحتمال انخفاض أسعار الفائدة وتعثر المقترضين عن سداد القروض، سيؤثر على ربحية السهم بنسبة بين 15 و25 في المائة.
كان رويال بنك أوف سكوتلند قال في الثاني من أغسطس آب إن تدهور الأوضاع الاقتصادية قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من المرجح أن يؤثر على ربحيته في العام المقبل وإن بعض العملاء تأثروا بالفعل.
وقال محللو سيتي غروب إن تأثير عدم التوصل لاتفاق على أسهم البنوك البريطانية الكبرى مثل باركليز وإتش.إس.بي.سي ولويدز قد يكون أقل حدة حيث إن مخاطر هذه النتيجة قد تم بالفعل حسابها جزئيا في أسعار الأسهم.
وانخفض مؤشر فوتسي للبنوك في بريطانيا 7 في المائة هذا العام حيث يواجه المقرضون ضغوطا على الأرباح من المنافسة في قطاع الرهن العقاري وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية للبنوك المركزية والتكاليف الثابتة العالية.
على صعيد مواز، تعتزم شركة تويوتا موتور اليابانية للسيارات إغلاق مصنعها في مدينة بيرنستن البريطانية يوم الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للاستعداد لحدوث أي عرقلة لعمليات الإنتاج جراء خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن كريس أوكيف، مسؤول العلاقات الخارجية، بشركة تويوتا موتور في أوروبا قوله، في مقابلة عبر الهاتف، إن الشركة تعتزم استئناف الإنتاج في المصنع الذي ينتج السيارة كورولا سيدان يوم الاثنين الموافق 4 نوفمبر المقبل. وأكد أوكيف إن إنتاج المصنع لن يتأثر جراء الإغلاق لأن تويوتا ستقوم بتوفير مخزون يوازي يومين من الإنتاج.
وتقول شركات السيارات البريطانية منذ إجراء الاستفتاء على الخروج في العام 2016، إن الانفصال عن الكتلة الأوروبية من دون اتفاق سيكون بمثابة الكارثة.
وتراجع إنتاج السيارات في بريطانيا خلال يوليو (تموز) الماضي للشهر الـ14 على التوالي، فيما تراجعت الصادرات بنسبة 15 في المائة، حسب بيانات رابطة مصنعي وتجار السيارات البريطانية.



صندوق النقد الدولي: نمو الإمارات يظل قوياً ويستمر عند 4 % عام 2025

منظر عام لوسط مدينة دبي يظهر برج خليفة (رويترز)
منظر عام لوسط مدينة دبي يظهر برج خليفة (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي: نمو الإمارات يظل قوياً ويستمر عند 4 % عام 2025

منظر عام لوسط مدينة دبي يظهر برج خليفة (رويترز)
منظر عام لوسط مدينة دبي يظهر برج خليفة (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي إن النمو في الإمارات العربية المتحدة يظل في الأمد القريب قوياً، ومن المتوقع أن يحافظ على استدامته عند نحو 4 في المائة عام 2025، على الرغم من انخفاض إنتاج النفط عن المتوقع نتيجة لقرارات «أوبك بلس».

وأشار في بيان عقب اختتام زيارة فريقه إلى الإمارات برئاسة علي العيد، إلى أن السياحة والبناء والإنفاق العام واستمرار النمو في الخدمات المالية تعزز النشاط غير الهيدروكربوني. وتظل تدفقات رأس المال قوية، تجذبها الإصلاحات الاجتماعية والصديقة للأعمال، مما يعزز الطلب على العقارات ويؤدي إلى زيادة نمو أسعار المساكن في عدد من القطاعات والمناطق. ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الهيدروكربوني بأكثر من 2 في المائة هذا العام، نتيجة لتخفيضات الإنتاج التي قررتها «أوبك بلس»، مع تنفيذ الإمارات لزيادة تدريجية في حصصها ضمن الاتفاقية. من المتوقع أن يظل التضخم محصوراً عند نحو 2 في المائة عام 2025، رغم ارتفاع تكاليف الإسكان والمرافق.

وبحسب الصندوق، من المتوقع أن تنخفض عائدات الهيدروكربونات وسط تقلبات أسعار النفط وانخفاض إنتاج النفط، لكن من المتوقع أن تظل الفوائض المالية والخارجية مريحة. كما يُتوقع أن يتباطأ الفائض المالي إلى نحو 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، مقارنة بنحو 5 في المائة بالعام الماضي. ومع ذلك، من المرجح أن تزداد الإيرادات غير الهيدروكربونية بشكل مستمر في السنوات المقبلة مع استمرار تنفيذ ضريبة دخل الشركات. ويظل الدين العام عند حدود 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يُتوقع أن يبلغ فائض الحساب الحالي نحو 7.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. كما تظل الاحتياطيات الدولية قوية، وتغطي أكثر من 8.5 شهر من الواردات.

وأضاف: «تستمر البنوك في الحفاظ على مستويات كافية من رأس المال والسيولة بشكل عام، بينما تحسنت جودة الأصول بشكل أكبر في عام 2024. وقد دعمت المتانة المحلية والطلب المستمر على الائتمان ربحية البنوك في ظل أسعار الفائدة المرتفعة. وانخفض تعرض البنوك لقطاع العقارات بنسبة 4 نقاط مئوية إلى 19.6 في المائة خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2021 إلى سبتمبر (أيلول) 2024. ومن المهم الاستمرار في مراقبة المخاطر المرتبطة بالارتفاع المستمر في أسعار المساكن».

ورحب صندوق النقد بتحسينات إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك التقدم المحرز في إطار مجلس الاستقرار المالي، لافتاً إلى ضرورة الاستمرار في تعزيز هذه الجهود، فضلاً عن تطوير التنظيم والإشراف على الأنشطة المرتبطة بالعملات المشفرة بما يتماشى مع تطورات السوق. كما رحب بالمزيد من الشفافية والتواصل بشأن الإطار النقدي والعمليات، مما يدعم إدارة السيولة وتطوير أسواق رأس المال المحلية.

ووفقاً للبيان، تظل التوقعات عرضة لزيادة حالة عدم اليقين العالمي. وقد تؤدي الظروف الخارجية المضطربة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية والسياسية، إلى تشديد الظروف المالية العالمية، ما يضعف النمو العالمي ويزيد من تقلب أسعار النفط، مما يؤثر على التوازنات المالية والخارجية لدولة الإمارات ويزيد من المخاطر على النشاط المحلي والأسواق المالية. ومع ذلك، فإن الاحتياطيات المالية الكبيرة تسهم في التخفيف من المخاطر قصيرة الأجل، في حين أن الإصلاحات الجارية والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والذكاء الاصطناعي ستعزز الإنتاجية، مما يشكل فرصة إيجابية للنمو في الأمد المتوسط.

وتابع: «تستمر جهود الإصلاح في الإمارات في دعم النمو على المدى المتوسط، مع انتقال سلس في مجال الطاقة، حيث يتم تحديد الأولويات والتسلسل لضمان تحقيق نتائج فعالة. الاستثمارات الجارية في البنية التحتية ستعزز السياحة والنشاط المحلي، بينما سيسهم تحرير التجارة، بدعم من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، في تعزيز التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر. كما سيعزز تعزيز إطار مالي متوسط الأجل من التنسيق المالي الوطني، ويعزز الاستدامة طويلة الأجل، ويساعد في مواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ. ويُعد التقدم المستمر في تحسين جمع البيانات الاقتصادية ونشرها عنصراً مهماً في تعزيز هذه الجهود».