حقق فريق العدالة الأول لكرة القدم الكثير من المكاسب بعد مضي جولتين من مشاركته التاريخية في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بعد أن كسر في المباراة الأولى رهبة مواجهة الكبار من خلال التعادل المستحق الذي عاد به من مدينة جدة أمام الأهلي ومن ثم الفوز بنتيجة كبيرة أمام رفيق دربه في الصعود فريق ضمك بأربعة أهداف نظيفة.
ولم تقتصر المكاسب على كسب 4 نقاط من أول جولتين يمكن أن تساعده في الوجود مبكرا في منطقة الدفء في الدوري والبقاء موسما جديدا بين الكبار وهو الهدف الرئيسي لإدارة النادي وأنصاره بل إنه كسب احترام الجميع بعد أن أعتلى الصدارة لمدة 24 ساعة ونال الإشادات الواسعة بتحقيقه أول نتيجة كبيرة في دوري هذا الموسم من حيث الفارق التهديفي من خلال التمكن من تسجيل رباعية نظيفة في شباك ضمك.
كما أنه كسب مبلغ مليون ريال وهو المكافأة التحفيزية للفرق التي يصل عدد الحضور الجماهيري لها على أرضها أكثر من «10» آلاف متفرج، أو من خلال تحقيق نسبة عالية للملاعب التي لا تحمل مدرجاتها هذا الرقم من الجماهير.
العدالة الواقع في قرية «الحليلة» وهي إحدى أكبر القرى الشرقية في محافظة الأحساء شرق السعودية يحظى بدعم كبير من أبناء مجتمعة المترابط حيث شهدت مباراته الماضية حضور الشباب والسيدات والشيوخ والأمهات والأطفال وكل شرائح المجتمع تلبية لنداء إدارة النادي برئاسة المهندس عبد العزيز المضحي بشأن الرغبة في الحضور الكثيف وتحقيق النادي دخلا ماليا حسب القرارات الجديدة المحفزة من قبل الهيئة العامة للرياضة بشأن رفع الأندية مساعيها لتحقيق أرقام مميزة في حضور المباريات لأقوى دوري عربي وواحد من أقوى الدوريات على مستوى القارة الآسيوية.
ورغم أن العدد المعلن لدخول المدرجات من الجماهير لمتابعة المباراة بلغ قرابة «12» ألف مشجع إلا أن المئات بقوا خارج استاد مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية بالأحساء نتيجة الخلل الذي حصل في أجهزة القراءة الإلكترونية للتذاكر وسط أجواء حارة ورطبة وهذا ما استدعى الاعتذار من قبل رئيس النادي على ما حصل واعد بتلافي ذلك مستقبلا من خلال المتابعة الدقيقة مع الشركة المكلفة بذلك.
ولا يعد الحضور لفريق العدالة أمام ضمك استثنائيا بل سبقه حضور قد يكون أكبر في مباراة جمعت نفس الفريقين كانت محطة لإعلان «فخر الأحساء» صعوده الرسمي لدوري المحترفين قبل قرابة ثلاثة أشهر.
هذا الحضور يعطي صورة إيجابية كبيرة بأن هذا الفريق سيزيد من حجم الحضور الجماهيري وخصوصا في مبارياته في الأحساء وسيعطي الدوري نكهة مميزة خصوصا أن هناك فرقا كبيرة ستزور الأحساء لمواجهة هذا الفريق الذي أثبت أنه من الفرق الجماهيرية.
أما على الصعيد الفني فقد نجح نادي العدالة في أن يسجل اسمه ضمن الأندية التي تخرج العديد من المواهب الشابة بشكل دائم حيث إن أصغر اللاعبين في دوري المحترفين ممثلا في اللاعب «حسين العيسى» يقدم عطاء فنيا مميزا وهو لم يتجاوز سن «18» عام حيث سجل الهدف الرابع لفريقه بعد دخوله بدقائق في مواجهة ضمك ليؤكد هذا اللاعب الذي انضم في وقت قريب للمنتخب السعودي لدرجة الشباب أنه يستحق الثقة التي نالها من المدرب التونسي الكسندر القصري.
وبالعودة قليلا إلى تاريخ نادي العدالة في صناعة المواهب وتصديرها للأندية الأخرى فهناك اللاعب يسري الباشا الذي ساهم قبل قرابة «10» أعوام في إعادة الاتفاق لمنصات التتويج بعد أن سجل الأهداف الحاسمة لفريقه في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، وحاليا يشغل المدير الإداري للفريق.
كما أن هناك اللاعب مشتاق المكلف الذي انتقل للقادسية ومحمد السعيد الذي انتقل للفتح ولعب في الفترة الشتوية للعدالة وساهم في الصعود قبل أن يعود لناديه.
إلا أن أبرز الأسماء حسين المقهوي الذي يلعب للأهلي حاليا عن طريق نادي الفتح وكذلك أحمد المبارك الذي لعب لأندية النصر والاتفاق والخليج والفتح واستقر حاليا كمدير للكرة بالفريق الفتحاوي.
ولا يبدو أن العدالة سيتوقف عن صناعة النجوم والمواهب إلا أنه سيكون أكثر حرصا على الاستفادة الفنية منهم أو بيع عقودهم بمبالغ أكبر مما كان عليه سابقا حيث كان التنازل عن اللاعب بأرقام متواضعة.
من الجانب المادي يحتاج النادي إلى مداخيل كبيرة من أجل مقارعة الكبار والاستمرار في حصد أفضل النتائج في دوري يحتاج إلى نفس طويل إلا أن رئيسه يثق أن فريقه يمكنه عمل الشيء الكثير من خلال الدعم الذي سيقدم من قبل الهيئة العامة للرياضة المقرر بـ«50» مليون ريال حيث بين المضحي أن نادي جهز فريقه بمبلغ «10» ملايين حتى الآن تم صرفها على كافة الصفقات المحلية والأجنبية وأن الإدارة تعمل وفق الإمكانيات المتاحة وتبعد نفسها عن «الديون» التي سيكون لها أثر سلبي معتبرا أن الدعم الكبير الذي لقيته الأندية من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مثل طوق نجاة للرياضة السعودية بشكل عام.
يقول رئيس النادي لـ«الشرق الأوسط» منذ الخطوة الأولى التي بدأنا فيها مشوار الصعود لدوري المحترفين ركزنا على الجودة وفق الإمكانيات المتاحة، وبحثنا عن اللاعبين المتلهفين للمنجزات وليس المتشبعين، لأننا كنا ندرك أن اللاعب المتشبع يمكن أن يحصل على مميزات عالية دون أي مردود وطموح، وإن كانت هناك مساعٍ لضم نجوم مشهود لهم بالعطاء ولكن وفق الإمكانيات الضعيفة التي نملكها وبعضهم لم يوافق وقد يكون ذلك خيرا لنادينا».
وبين أن نادي العدالة تلقى اهتماما خاصا من قبل الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي قدم دعما محفزا وأكد متابعته الشخصية لأزمة التعثر في مشروع منشأة النادي وهذا الشيء غير مستغرب على قادة الرياضة في هذا الوطن المعطاء، ومع اكتمال منشأة العدالة سيكون الطموح أعلى والأهداف أكبر من خلال السعي في رفع المردود المالي الذاتي.
وحول مباريات فريقه المقبلة بدوري المحترفين قال المضحي «بكل تأكيد يجب أن نحفظ شخصيتنا القوية داخل أرض الملعب ونجعل الأندية التي تزورنا في الأحساء تحسب الكثير لفريقنا وتضع في الاعتبار أننا لم نصعد من أجل أن نكون محطة للتزود بالنقاط وهذا ما تم إبلاغه للاعبين الذي يستحقون كل الشكر والتقدير على الجهود التي بذلوها في المباراتين الماضيتين وننتظر منهم المزيد».
وعبر عن شكره الخاص لجماهير العدالة بشكل خاص والأحساء بشكل عام على الحضور الكثيف والمساندة معتبرا أنه بدون هذا الجمهور لا يمكن أن يقدم الفريق الشيء الكثير داخل أرض الملعب حيث يمثلون الوقود الحقيقي.
بقيت الإشارة إلى أن العدالة تنتظره مواجهة صعبة جديدة ضد فريق التعاون أحد أفضل الفرق وبطل كأس الملك الموسم الماضي حيث سيحل ضيفا عليه في القصيم بعد التوقف لبدء تصفيات كأس العالم 2022. وكأس آسيا 2023.
رئيس نادي العدالة: تركنا اللاعبين المتشبعين وركزنا على «المنجزين»
أبناء قرية الحليلة رسموا لوحة جميلة للنادي بالحضور الجماهيري الكبير
رئيس نادي العدالة: تركنا اللاعبين المتشبعين وركزنا على «المنجزين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة