منذ 40 يوماً حل بورخا باستون محل أولي ماكبيرن ليشارك في الثلث الأخير من معاناة سوانزي سيتي خلال فترة الإعداد للموسم الجديد. وشهد استاد سانت جيمس بارك عملية «إعادة إحياء» اللاعب الإسباني مجدداً بعد 805 أيام قضاها في التأهيل من إصابته والإعارة لأندية أخرى ليعود بشكل استثنائي يشبه إعادة البعث، ويقود فريقه بإحرازه خمسة أهداف في خمس مباريات إلى المركز الثاني في بطولة دوري الدرجة الأولى، ويتحول من كونه لاعباً غير كفء إلى قوة لا يمكن تعويضها.
ومنذ توقعيه لسوانزي قبل 3 أعوام في صفقة قياسية قدرت بنحو 15.5 مليون جنيه إسترليني تصدر بورخا عناوين أخبار ناديه، ولكن للأسباب الخاطئة، لا بوصفه هدافاً، ولكن بوصفه تمثيلاً لفشل سوانزي المخزي في إحراز هدف واحد في عشرين مباراة، مما قادهم للهبوط. وعندما سجل بورخا في أول مباراة هذا الموسم، كان ذلك هو هدفه الأول منذ 1022 يوماً والخامس منذ أن انضم للفريق قبل 3 أعوام، فضلاً عن أن تلك المباراة كانت الأولى التي يكمل فيها الـ90 دقيقة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 عندما كان الأميركي بوب برادلي مديرا فنياً للفريق.
ويمكن أن تعطي الأرقام الجديدة انطباعاً حول لاعب حصل على فرصة جديدة تحت قيادة ستيف كوبر، الذي لم يتذوق طعم الهزيمة حتى الآن كمدير فني لسوانزي، حيث حقق الفريق أفضل انطلاقة له في دوري الدرجة الأولى منذ 41 عاماً، فقد واجه الفريق منافسين أقوياء مثل ليدز يونايتد وكامبريدج يونايتد، وشكل ملعبه عقدة مستعصية أمام كافة الأندية حتى أن مانشستر سيتي كان آخر نادٍ يستطيع الفوز عليه منذ بدايات العام الحالي.
وجاءت «إعادة بعث» بورخا مفاجئة للعديد من مشجعي النادي، حيث أمضى بورخا الموسمين الأخيرين معاراً في الدوري الإسباني وتم عرضه للبيع الصيف الماضي، ولم يسافر مع الفريق لرحلته الإعدادية إلى أندلسية قبيل الموسم، بل تدرب مع فريق النادي تحت 23 عاماً.
«لقد كان بعيداً عن مركز الاهتمام وعن الأنظار خلال آخر عامين، والحقيقة أنه لم يقم بأي شيء في إسبانيا يجعل الاهتمام يتجه إليه»، هذا ما يقوله ستيف كارول محرر مجلة «سوانزي أو سوانزي» لمناصري النادي. ويضيف: «لم يتوقع أحد ما فعله ولذلك فقد كان مفاجأة للجميع، كان قليلون هم من لديهم قناعه بقدرته على النجاح ولكنهم أيضاً كانوا متشككين في إمكانية رؤيتهم لذلك يتحقق في سوانزي».
وعندما تم التفريط في ماكبيرن والذي اعتبر بمثابة تميمة حظ لسوانزي، تم منح بورخا القميص رقم 9. ويمضي بورخا عامه الأخير في تعاقده مع سوانزي، ويبدو أن صاحب الأجر الأعلى في النادي، مع المهاجم الغاني أندريه أيوا، غير مستعد للرحيل في هدوء خاصة مع تقدير موهبته حالياً بقرابة 33.5 مليون جنيه إسترليني. ويبدو من المستبعد تماماً في هذه المرحلة أن يغادر أياً من بورخا أو أندريه أيوا النادي قبل نهاية موسم الانتقالات في أوروبا 2 سبتمبر (أيلول)، خاصة أن بيع ماكبيرن إلى شيفليد يونايتد ودانيال جيمس، والذي جاء توقيعه إلى مانشستر يونايتد بمثابة منح النادي قوة مالية كبيرة تمكنه من الاحتفاظ ببقية نجومه.
من جهته، قال نيجيل ديفيدز، محرر مجلة «إيه تاتش فار فتشيد»: «لقد كنا نأمل يائسين في أن يأتي نادٍ ليخلصنا منهم نهائياً، في إشارة إلى بورخا وأيو، والآن نتساءل كيف كنا سنشعر إذا حدث ذلك بالفعل وفقدناهما».
وجاء تحول بورخا الدرامي مُكلفاً بالنسبة لديفيدز بالذات، الذي تعاهد هو والمشجع الذي يحرص على شراء التذاكر الموسمية لدعم الفريق باستمرار، آرون أوشيه، على التبرع بجنيه إسترليني لأعمال الخير مقابل كل نقطة يحققها سوانزي وكل هدف يحرزه لاعبوه. ويقول ديفيدز: «في كل مرة يحرز فيها هدفاً يكون الأمر مدعاة للاحتفال، وفي نفس الوقت نتذكر أننا فقدنا جنيها آخر»، ويضيف ضاحكاً: «أتمنى فقط ألا يحرز هاتريك حتى موعد تقاضي الراتب المقبل».
وفي سوانزي واصل كوبر العمل على الاستفادة من ناشئي ولاعبي النادي الصاعدين. وكوبر هو مدير سابق لأكاديمية ليفربول وربح كأس إنجلترا تحت 17 عاماً قبل عامين، حيث انضم للنادي وأكمل ما بدأه غراهام بوتر، ليمنح عدداً من اللاعبين الصغار الفرصة للتألق ويضعهم أمام مسؤولية اللعب في أعلى المستويات وآخرهم الجناح الجامايكي المولد جوردان جاريك الذي أكمل بعثة فريق تحت 23 عاماً التي أثرت فريق سوانزي الأول، وفي هذا الصدد تألق لاعبون عدة مثل جيمس، وكونر روبيرتس، وجو رودن. وساهمت سرعة جاريك الصاروخية ومهاراته الاستثنائية في حصوله على ضربة جزاء أمام «كوينز بارك رينجرز»، ويحقق صاحب الـ21 عاماً نتائج استثنائية منذ عودته من التدرب مع فريق الرجبي قبل 18 شهراً.
وقال ديفيدز بخصوص جاريك: «لديه سرعة خارقة وصندوق ممتلئ بالمهارات والخدع أينما ذهب». مضيفاً: «بالنسبة للمشجعين فقد ملأ جاريك جزءاً من الفراغ الذي خلفه رحيل دان جيمس عن الفريق، بينما استطاع بورخا تعويض ماكبيرن، بإحراز الأهداف وبذل الجهد الكبير. لقد كان الأمر يبدو كما لو كان بورخا سيبدو بمثابة كارثة غير مسبوقة في تاريخ سوانزي، ولكن ما حدث يبدو وكأنه في طريقه ليكون أفضل عودة للقمة منذ الحدث التاريخي الذي حققه الممثلان الكوميديان موركمبل ووايز بعد 9 سنوات من الصمت التام بعودتهما إلى تلفزيون «إي تي في».
وبدأت بعض المقارنات بين بورخا وميتشو المهاجم الإسباني الذي حقق نجاحات لافتة مع سوانزي قبل 5 أعوام، غير أن الكثيرين يأملون في المزيد، فمع استقراره في سوانزي مع زوجته وابنه ذي السبعة أشهر أصبح من الممكن لبورخا التركيز على الكرة بشكل أكبر. في هذا الصدد، أعرب لي تراندل مهاجم سوانزي السابق عن اعتقاده بأن: «أول مرة جاء إلى هنا كانت الظروف صعبة مع سعي الفريق إلى الهرب من الهبوط، بما جعله لا يشعر بالحب في الفريق، ولكن أعتقد أن كوبر استطاع استيعابه داخل الفريق واحتواءه وإشعاره بأهميته في النادي، ليصبح متيقناً من أنه مرغوب به في سوانزي أكثر من أي شيء آخر».
واستطرد موضحاً أن: «هذا أعطاه الحرية، اذهب والعب، ولا يهمني من أنت، كمهاجم تحتاج لمثل هذا النوع من الحب من جانب المشجعين، ومن مديرك الفني، وعندما تحصل على مثل هذا الدعم فإنك عقلك يعمل بطريقة مختلفة تماماً، فأحياناً أجرب المراوغة أو التسديد بطريقة معينة ولا تفلح، ولكن عندما يكون الجمهور في ظهرك فإنك لا تخاف من الإخفاق وارتكاب الأخطاء أو من أن تذهب تسديداتك سدى، وبورخا يستفيد حقاً من هذه اللحظة».
7:57 دقيقة
بورخا باستون من لاعب منبوذ إلى مهاجم سوانزي الأول
https://aawsat.com/home/article/1878441/%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%AE%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D9%85%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%B0-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
بورخا باستون من لاعب منبوذ إلى مهاجم سوانزي الأول
عاد ليثبت جدارته بعد 1022 يوماً دون تسجيل أي هدف للنادي
- لندن: بن فيشر
- لندن: بن فيشر
بورخا باستون من لاعب منبوذ إلى مهاجم سوانزي الأول
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة