«الجيش الوطني» الليبي يتهم تركيا باستهداف المدنيين في مدينة الأصابعة

وزير خارجية الحكومة المؤقتة يتحدث عن الدور المستقبلي للشركات المصرية في إعمار البلاد

مهاجرون أنقذتهم البحرية الليبية أمام سواحل الخمس أمس (رويترز)
مهاجرون أنقذتهم البحرية الليبية أمام سواحل الخمس أمس (رويترز)
TT

«الجيش الوطني» الليبي يتهم تركيا باستهداف المدنيين في مدينة الأصابعة

مهاجرون أنقذتهم البحرية الليبية أمام سواحل الخمس أمس (رويترز)
مهاجرون أنقذتهم البحرية الليبية أمام سواحل الخمس أمس (رويترز)

اتهم «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تركيا باستهداف المدنيين في مدينة الأصابعة بواسطة الطيران المسير، مساء أول من أمس، لصالح القوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، الذي سعى خلال لقائه وفداً أميركياً رسمياً إلى الإيعاز بتغير موقف الإدارة الأميركية تجاه الحرب، التي يشنّها حفتر لـ«تحرير» العاصمة طرابلس.
وقال السراج، في بيان أصدره مكتبه مساء أول من أمس، إنه جدد خلال اجتماعه في تونس الاثنين الماضي مع الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، ورتشارد نورلاند السفير الأميركي لدى ليبيا، تأكيده باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، على «الاستمرار في الدفاع عن العاصمة ومدنية الدولة، والتصميم على دحر العدوان»، وأثنى على التعاون المستمر مع الولايات المتحدة في كثير من المجالات، خاصة مكافحة الإرهاب. ونقل البيان عن السفير الأميركي قوله خلال اللقاء الذي حضره بعض قادة حكومة السراج ومستشاريه، تأكيده بأنه «لا حل عسكري للأزمة الليبية، والولايات المتحدة تسعى لوقف العمليات العسكرية، وإيجاد حلول دبلوماسية لتحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية».
بدورها، قالت «أفريكوم» إن قائدها الجديد شارك في تونس في اجتماعات تركز على الأمن الثنائي الأميركي - التونسي، والمصالح الأمنية الأميركية في ليبيا المجاورة، موضحة أن الاجتماع التمهيدي مع السراج كان بمثابة «فرصة لبناء علاقات جديدة وتقييم الوضع في ليبيا». ونقلت عنه قوله: «نحثّ السراج على أهمية دعم الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع الحالي... ونحن ملتزمون بإجراء حوار مفتوح وشفاف حول هذه القضية الأمنية العاجلة».
من جهتها، قالت البعثة الأممية أمس إن رئيسها غسان سلامة أطلع أمس في تونس الوفد الأميركي على آليات وآفاق العملية السياسية، مشيرة في بيان لها إلى «تأكيد الجميع على أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لضمان أمن ليبيا».
ميدانياً، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع للجيش الوطني، أول من أمس، إن الطيران التركي المسيّر، الذي تجلبه حكومة السراج، قصف مدينة الأصابعة، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، ما أدى إلى مقتل 4 موظفين مدنيين كانوا يوجدون بمقر أعمالهم بمخازن السلع التموينية. ولفت إلى أنه «كالعادة... الأتراك الذين يقودون هذه الطائرات من غرف العمليات بطرابلس لا تهمهم دماء الليبيين الأبرياء»، وأضاف: «لن تذهب دماء الأبرياء سدى، وسينال المجرمون عقابهم».
في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، إن قواتها عزّزت من مواقعها في محور القربولي - الزطارنة، وتحديداً في القويعة بمنطقة تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، مشيرة في بيان لها إلى «سيطرتها على تمركزات لقوات الجيش بعد أن أرغمت فلوله على الانسحاب تحت ضربات المدفعية الثقيلة لقواته».
في سياق قريب، قال عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية الليبي، التابع للحكومة المؤقتة بـ«شرق البلاد» إن «الجيش الوطني» يخوض «معركة حاسمة لا تقبل الحياد من أجل إعادة هيبة ليبيا، والقضاء على الإرهاب وميليشياته». وأضاف الحويج في ندوة نظّمها «اتحاد عمال مصر» بالقاهرة، أمس، إن «القوات المسلحة الوطنية تمكنت من السيطرة على 90 في المائة من أراضي الدولة الليبية»، وأرى أنها «باتت على تخوم طرابلس بمقدار 7 كيلومترات فقط». مضيفاً: «كان من الممكن دخول العاصمة منذ اليوم الأول، لكن نظراً لكثافتها السكانية، فإن القوات المسلحة أعطت مهلة للدخول المنظم، حفاظاً على أرواح الليبيين»، وذهب إلى أن «الهدف مما تقوم به القوات المسلحة ليس حكم الشعب بالقوة، ولكن استعادة الدولة من إرهاب الميليشيات، والاحتكام لإرادة الليبيين عبر صناديق الانتخابات».
كما تحدث الحويج عن الدور المستقبلي، الذي يجب أن تلعبه العمالة والشركات المصرية في إعادة إعمار بلاده، وقال بهذا الخصوص: «من المعيب ألا تكون العمالة المصرية في مقدمة العمالة، التي تأتي إلى ليبيا من أجل إعمارها». ولفت إلى أن المصريين الذين دخلوا إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير المشروعة، ومعهم أوراقهم، ولا يعانون من أمراض، وُفقت أوضاعهم من قبل الحكومة الليبية ووزارة خارجيتها. متابعاً: «نأمل في زيادة العمالة المصرية ودخولها إلى ليبيا بالطرق المشروعة، عن طريق اتحاد عمال مصر، لتجنب وقوعها فريسة للتنظيمات الإرهابية وجماعات الاتجار بالبشر».
على صعيد متصل، ذكرت مؤسسة خيرية إيطالية، أمس، أن قارب إنقاذ تابعاً لها انتشل نحو 100 مهاجر، من بينهم نساء حوامل وأطفال «عانوا بشدة» في ليبيا. وقالت مؤسسة «ميديتيرانيه» الخيرية، في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، إن السفينة «ماري جونيو» أنقذت المهاجرين من زورق مطاطي «كان مكتظاً وتتقاذفه الأمواج بعد فراغ الهواء من أحد الأنابيب بالفعل». مبرزة أنه من بين هؤلاء 26 امرأة، بينهن «8 على الأقل» حوامل، و22 طفلاً أقل من 10 سنوات، و«6 قصر آخرين على الأقل».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.