الجنرال جواد الغفاري أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قالت إنه المسؤول عن إرسال طائرات مُسيّرة مفخخة

جنود إسرائيليون في نقطة مراقبة بكيبوتس «مسكاف عام» قرب الحدود اللبنانية أمس (رويترز)
جنود إسرائيليون في نقطة مراقبة بكيبوتس «مسكاف عام» قرب الحدود اللبنانية أمس (رويترز)
TT

الجنرال جواد الغفاري أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا

جنود إسرائيليون في نقطة مراقبة بكيبوتس «مسكاف عام» قرب الحدود اللبنانية أمس (رويترز)
جنود إسرائيليون في نقطة مراقبة بكيبوتس «مسكاف عام» قرب الحدود اللبنانية أمس (رويترز)

وضعت الأجهزة الأمنية في تل أبيب علامة على صورة للجنرال الإيراني، جواد غفاري، بدعوى أنه أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا، وإنه كان ولا يزال يخضع للقيادة المباشرة لقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وقالت في معلومات مسربة للإعلام، إن هذا الجنرال هو المسؤول عن مخطط إرسال طائرات مُسيّرة مفخخة من سوريا، إلى إسرائيل.
وجاء في تقرير نقلته وسائل الإعلام العبرية عن هذه الأجهزة الأمنية، أن «غفاري هو أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية»، واعتبرته «أحد كبار القادة في (فيلق القدس)، المعروف كوحدة قتالية سرية مختارة للحرس الثوري الإيراني وينشط في جميع أنحاء العالم». وأوضح التقرير أن غفاري يعمل حاليا قائدا للقوات الإيرانية في سوريا ويتولى قيادة مشروع تعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية. وأضاف أن «غفاري يقود عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من قوميات وجنسيات مختلفة في أرجاء سوريا، وبضمن ذلك (حزب الله) اللبناني». وأشار إلى أنه أشرف بنفسه على تجنيد العناصر التي أنيط بها تنفيذ العمليتين الانتحاريتين بطائرات مُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، والتي قالت إسرائيل إن القصف الأخير قرب دمشق هو الذي أجهض الخطة.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد كشف أن «القائدين في (حزب الله)، حسن يوسف زبيب وياسر أحمد ضاهر، اللذين تم اغتيالهما بالإضافة إلى عنصرين إضافيين، أجروا دورة تدريبية على تشغيل طائرات مُسيّرة في إيران». وحسب التقرير المذكور فإن العملية كانت عبارة عن محاولة فيلق القدس شن هجوم بعدد من الطائرات المسيرة الصغيرة والمفخخة من بلدة عرنة التابعة لمحافظة ريف دمشق والقريبة من المناطق الحدودية، وذلك انتقاما من إسرائيل على قصفها المواقع الإيرانية في العراق، في الشهر الأخير. وكان يفترض أن يتم إرسال الطائرتين المسيرتين ليلة الخميس الجمعة 22 أغسطس (آب) الحالي، حيث يتبعهما هجوم آخر بعد يومين.
يشار إلى أن مصادر أخرى كانت قد ذكرت في الماضي أن غفاري قاد في سنة 2016 ميليشيات يقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، شاركت في فرض الحصار على مدينة حلب السورية. وفي شهر أبريل (نيسان) من سنة 2018، ذكرت مواقع للمعارضة السورية أن «غفاري يقوم بنقل وتوزيع عناصر الميليشيات الموالية لإيران القادمة من دول المنطقة، خصوصا العراق ولبنان، بالإضافة إلى أفغانستان، حيث يقوم بتنفيذ مخطط الحرس بإنشاء طريق بري رابط بين طهران وبيروت».
وفي السياق، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إطلاق صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية. وقال: «لقد اتخذنا القرار قبل بضعة أشهر، ولكن لا شك أن هذه فرصة جيدة لإطلاق الحسابات وأيضا لإخبار الإيرانيين بالفارسية قليلاً عما يفعله قاسم سليماني في سوريا ولبنان وغزة بأموالهم».
وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال في بيان صدر عنه ليل السبت - الأحد، إن مقاتلات إسرائيلية «أغارت على عدد من الأهداف في قرية عقربا جنوب شرقي دمشق». وأضاف أنه أحبط عملية خطط لتنفيذها ‎«فيلق القدس» الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية من سوريا. وقال نتنياهو، في تغريدة عبر «تويتر»: «أحبطنا هجوما من جانب فيلق القدس والميليشيات. إيران ليس لها حصانة في أي مكان. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».