الحكومة اللبنانية ومجلس الدفاع يبحثان التصعيد الإسرائيلي

المجلس الأعلى للدفاع مجتمعاً أمس برئاسة الرئيس ميشال عون (دالاتي ونهرا)
المجلس الأعلى للدفاع مجتمعاً أمس برئاسة الرئيس ميشال عون (دالاتي ونهرا)
TT

الحكومة اللبنانية ومجلس الدفاع يبحثان التصعيد الإسرائيلي

المجلس الأعلى للدفاع مجتمعاً أمس برئاسة الرئيس ميشال عون (دالاتي ونهرا)
المجلس الأعلى للدفاع مجتمعاً أمس برئاسة الرئيس ميشال عون (دالاتي ونهرا)

كان التصعيد الإسرائيلي على لبنان وحادثة الطائرتين الإسرائيليتين محوراً أساسياً في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت، أمس، وبنداً رئيسياً في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون. وبعد اجتماع المجلس الأعلى، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: «ليس هناك ما يخيف، ونحن لا نخاف إلا من الله».
وفي بيانه، أكد المجلس الأعلى للدفاع على حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل، لمنع تكرار الاعتداء الإسرائيلي ضد الأراضي اللبنانية، مشدداً على الوحدة الوطنية التي تبقى أهم سلاح ضد العدوان.
وأعلن المجلس، في بيانه، أن «رئيس الجمهورية ميشال عون شدد على ضرورة الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة أفاد أنه تم تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين».
وكان وزير الإعلام جمال الجراح أعلن بعد جلسة الحكومة ظهراً عن توجه الحكومة إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، لافتاً إلى اتصالات كثيفة تجري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكداً في الوقت عينه أن الوقت ليس مناسباً لبحث الاستراتيجية الدفاعية.
وقال الجراح إن الحريري افتتح الجلسة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، واعتبرها خرقاً فاضحاً للقرار 1701 وتهديداً للاستقرار في لبنان، وقال إن هذا العدوان مرفوض ومدان، وهناك اتصالات كثيفة تجري لوقف هذه الاعتداءات وردع العدو الإسرائيلي عن الاستمرار في اعتداءاته على لبنان.
وأضاف: «يجري كل هذا في ظل احتقان وتوتر كبير في المنطقة، مضافاً إليه التوتر والتأزيم الاقتصادي في الداخل اللبناني، وهذا يستدعي أن نكون على درجة عالية من الحكمة والهدوء والمعالجة الرصينة للأمور وضبط النفس، وهذا أساس في هذه المعالجة للخروج من الأزمة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وحول مطالبة وزير «القوات اللبنانية» ريشار قيومجيان خلال الجلسة بأن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة ومجلس الوزراء حصراً، أجاب: «هذا مطلب دائم لـ(القوات اللبنانية) ولمعظم القوى السياسية، وهو متروك لحين البتّ بالاستراتيجية الدفاعية التي يعمل عليها فخامة الرئيس ميشال عون والحكومة اللبنانية، وهي ستناقش على أنها سلة متكاملة، ولكن ليس في هذا الجو، حيث تمارس الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. علينا انتظار أن تهدأ الأجواء وزوال خطر العدوان الإسرائيلي عن لبنان لمناقشتها بهدوء».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.