الحكومة المصرية لإنهاء ملف «تعويضات النوبة» التاريخي

تستعد لتنظيم «احتفالية كبرى» لصالحهم الشهر المقبل

الحكومة المصرية لإنهاء ملف «تعويضات النوبة» التاريخي
TT

الحكومة المصرية لإنهاء ملف «تعويضات النوبة» التاريخي

الحكومة المصرية لإنهاء ملف «تعويضات النوبة» التاريخي

في محاولة لإنهاء ملف قضية تاريخية طالما أثارت الجدل محلياً ودولياً، تسارع الحكومة المصرية الخطى لتعويض أهالي قرى بمنطقة النوبة (جنوب مصر) «عن أضرار تعرضوا لها خلال فترة بناء وتعلية خزان أسوان (1902 - 1933)، وإنشاء السد العالي (بدأ تشييده 1960)».
وتعرضت قرى نوبية للغرق جراء عملية تحويل مسار نهر النيل وبناء السد العالي الذي وفر احتياجات مصر من الكهرباء وأنقذ البلاد من موجات الفيضان السنوية التي كانت تُدمر بعض الأراضي الزراعية.
وحثّ وزير شؤون مجلس النواب والمُكلف إدارة ملف تعويضات أهالي النوبة، عمر مروان، من لم يتقدموا بطلب للحصول على التعويضات بالمسارعة بتنفيذ الخطوة، خصوصاً مع حصر المتقدمين الذين مثلوا 57 في المائة من إجمالي من يحق لهم التعويض.
وطالما كانت قضية النوبة وتعويض بقية المتضررين بفقدان المسكن أو الأرض مثاراً لجدل حقوقي وسياسي في عقود مضت، وفي يوليو (تموز) الماضي، قالت الحكومة إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلّفها «حل مشكلة أهل النوبة ممن لم يسبق تعويضهم»،
وأوضح مروان، خلال مؤتمر صحافي، بمحافظة أسوان، مساء أول من أمس، أنه «سيتم تسليم سندات ملكية أراضٍ للمتقدمين والراغبين في الحصول على تعويضات الدولة خلال احتفالية كبرى يجري الإعداد لها خلال منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل».
وأفاد بأن «عدد المستحقين للتعويضات، التي أقرتها الدولة للنوبيين وتم حصرهم بلغ 3851 شخصا تقدم منهم لإبداء رغبات الحصول على التعويضات سواء المادية أو التعويض العيني أو تمليك الأراضي المقام عليها مساكنهم نحو 2196 شخصا بنسبة 57 في المائة، منهم 1317 شخصا تقدموا للحصول على التعويضات المادية من أبناء النوبة في مقابل 264 تقدموا للحصول على مساكن بديلة سواء داخل أسوان أو بالمحافظات، فيما تقدم 2150 شخصا للحصول على أراضي زراعية بديلة بمناطق خور قندي ووادي الأمل بدلا من الأراضي الزراعية التي هُجروا منها، و24 شخصا أبدوا رغباتهم للحصول على أراض بديلة ضمن خطط الدولة المستقبلية».
ونوه مروان بأنه سيتم «إعلان الأسماء النهائية للمستحقين من التعويضات يوم 6 سبتمبر المقبل، ويعقب ذلك فتح باب التظلمات لمدة 5 أيام، ثم تنظم الحكومة احتفالية كبرى لتسليم مستندات الملكية للتعويضات».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.