نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية يثير جدلاً في المغرب

TT

نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية يثير جدلاً في المغرب

أقدمت السلطات المغربية، مساء أول من أمس، على هدم نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية (الهولوكوست) كان في طور البناء بإقيلم الحوز القريب من مراكش، بعد الجدل الكبير الذي أثاره المشروع باعتباره تطبيعاً مع إسرائيل.
ونفت وزارة الداخلية المغربية أن تكون السلطات المحلية ببلدة «آيتفاسكا» في إقليم الحوز (جنوب) قد منحت رخصة بناء لإقامة مشروع من قبل مواطن أجنبي، على أن يضم متحفاً ومرافق عدة، بالإضافة إلى نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست على شكل لوحات فنية. وقالت إن الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن «لا أساس لها من الصحة». وأوضحت الوزارة أن السلطات المختصة في الإقليم، لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل.
وكانت المنظمة الألمانية «بيكسل هيلبر» تستعد في أوّل تجربة لها في شمال أفريقيا، لبناء أكبر نصب تذكاري للهولوكوست في بلدة «آيتفاسكا» الواقعة على بُعد 26 كيلومتراً من مراكش في اتجاه مدينة ورزازات.
ونشر أوليفير بينكوفسكي، مؤسّس ورئيس المنظمة الألمانية، مقاطع فيديو على صفحته بموقع «فيسبوك» تظهر تدخل السلطات لهدم مشروعه، وفقاً لما أوردته أمس صحف ومواقع إلكترونية مغربية. وقال بينكوفسكي في تصريح لموقع «إسرائيل 24» الإخباري أمس: «أدير مشروع النصب التذكاري، عن منظمة غير حكومية ألمانية تعمل في هذا المشروع منذ سبتمبر (أيلول) 2018، حيث قمنا بنشر الصور للمشروع على موقعها الإلكتروني. ومشروع آيتفاسكا، الذي ينبغي أن يكون أول ذكرى للمحرقة في شمال أفريقيا، يهدف إلى تكريم الأشخاص الذين قضوا في المحرقة والانتهاكات» التي قام بها النازيون. وأضاف: «من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والأشكال المسرحية الحية حتى يفهم الناس وحشية المحرقة. ونأمل أن يدفع هذا النصب التذكاري للمحرقة إلى تعزيز أواصر الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود».
وأدان نشطاء وحقوقيون مغاربة اعتزام المنظمة الألمانية تشييد النصب التذكاري للمحرقة، واعتبروه «عملية اختراق خطيرة وغير مسبوقة». وقال عبد الحميد أمين، الناشط الحقوقي وعضو الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الداخلية نفت أن تكون السلطات المحلية في إقليم الحوز قد منحت رخصة لبناء هذا النصب التذكاري للهولوكوست وبالتالي يتعين التحقق من المعلومات بهذا الشأن.
وأضاف: «إذا ما ثبت ذلك فإننا لا يمكن إلا أن ندين هذا المشروع. إن إقامة نصب تذكاري للهولوكوست مدان من طرف جميع أنصار الشعب الفلسطيني وجميع المناهضين للتطبيع في بلادنا». ووصفه بأنه «عملية تطبيع من النوع الخطير وغير المقبول»، موضحاً أن «الهولوكوست حدث في ألمانيا وفي بلدان أخرى، أما في المغرب فلم يحدث أي صراع عنيف بين المسلمين واليهود، وبالتالي هذه عملية سياسية من أجل دفع المغرب إلى التطبيع حتى النهاية»، بحسب تعبيره.
وكان أوليفير بينكوفسكي كشف أيضاً في تصريحات صحافية أن النصب التذكاري وضع على الطريق المؤدية إلى استوديوهات مدينة ورزازات السينمائية على بعد 26 كيلومتراً من مدينة مراكش، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح. وأضاف: «بصفتي ألمانياً من جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع، حتى أظهر للعالم ما قد يفعله الناس بالآخرين إذا خضعوا لمنطق الديكتاتورية، مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».