لبنان يطالب مجلس الأمن بممارسة «الضغط اللازم» لوقف الاعتداءات

TT

لبنان يطالب مجلس الأمن بممارسة «الضغط اللازم» لوقف الاعتداءات

حض المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف كل الأطراف على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس فعلاً وقولاً»، غداة سقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتهديد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالرد على الانتهاكات الإسرائيلية. بينما طلبت بيروت من مجلس الأمن أن يمارس «الضغط اللازم والفعال» على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على السيادة اللبنانية. وجاءت هذه التطورات في خضم مفاوضات جارية حالياً في أروقة مجلس الأمن لتمديد المهمة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، التي ينتهي تفويضها الراهن في نهاية الشهر الجاري. وتضغط الولايات المتحدة من أجل منح القوة والقدرة على منع المسلحين والأسلحة في منطقة عملياتها بين نهر الليطاني والخط الأزرق. وترد دول أخرى معنية، وفي مقدمتها فرنسا، بأن تعديلاً كهذا يمكن أن يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. وتضفي التطورات الأخيرة بين إسرائيل و«حزب الله» مزيدا من الحساسية على المفاوضات الجارية في شأن التمديد لليونيفيل. ونقلت المندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة آمال مدللي رسالة مقتضبة من حكومتها في بيروت، موجهة إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة البولونية جوانا فرونيكا، تفيد بأن إسرائيل «تواصل مسلسل انتهاكاتها الفاضحة للسيادة اللبنانية». وأوردت الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بيان الجيش اللبناني عن الطائرتين المسيرتين، وقالت إن «لبنان يدين بأشد العبارات هذا الانتهاك الإسرائيلي الصارخ للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الأمن الرقم 1701»، مذكرة بأنه سبق للبنان أن خاطب مجلس الأمن مرات «محذراً من خطورة هذه الاستباحة للأجواء اللبنانية من الطيران الحربي الإسرائيلي، واستسهال خرق السيادة اللبنانية من دون رادع، ومن دون أدنى اعتبار لمبادئ وأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية». وكررت طلب لبنان من مجلس الأمن «ممارسة الضغط اللازم والفعال على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، وللامتثال للقرار 1701 بمندرجاته كافة، وتطبيقه بشكل كامل ومن دون إبطاء»، منبهة إلى أن استمرار إسرائيل في خرق القوانين والقرارات الدولية «كان ولا يزال يشكل تهديداً صارخاً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين».
ولفت ملادينوف إلى أن الرئيس ميشال عون والقادة اللبنانيين وصفوا حوادث الطائرات المسيرة بأنها اعتداء على سيادة لبنان وانتهاك لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 الصادر عام 2006. وقال إن الأمم المتحدة «أخذت علماً بتلك التصريحات والتحقيق الجاري في الحادثة من قبل السلطات اللبنانية»، مجدداً مناشدة كل المعنيين «وقف انتهاكات القرار 1701 وتطبيق بنوده بالكامل». ونقل «دعوة الأمم المتحدة إلى الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس سواء في الفعل أو القول».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.