توقيف أكاديمي أسترالي في الصين بتهمة «التجسس»

وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين (إ.ب.أ)
TT

توقيف أكاديمي أسترالي في الصين بتهمة «التجسس»

وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين (إ.ب.أ)

أكّدت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين اليوم (الثلاثاء) توقيف أكاديمي أسترالي في الصين بتهمة «التجسس»، في تطور جديد من شأنه أن يزيد التوتر بين البلدين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
واحتجزت السلطات الصينية يانغ هينغجون في بكين لعدة أشهر دون أن توجه له اتهامات، لكنّ باين قالت في بيان إنّ الباحث والمؤلف أوقف رسميا في 23 أغسطس (آب).
وقالت باين إنها «قلقة للغاية ولديها خيبة أمل» من عملية الاعتقال، وناشدت الصين التوصل إلى قرار عادل وشفاف، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت باين في بيان: «الدكتور يانغ محتجز في بكين في ظروف قاسية بدون تهمة لأكثر من سبعة أشهر، ومنذ ذلك الوقت، لم تفسر الصين أسباب اعتقال الدكتور يانغ، ولم تسمح له بالاتصال بمحاميه أو بزيارات من عائلته».
وقال روب ستاري محامي يانغ، لوكالة أنباء «أستراليان أسوشييتد برس» إنه يعتقد أن الاعتقال يتعلق بأنشطة يانغ المؤيدة للديمقراطية، مشيرا إلى أنه صدم من اتهامه بالتجسس، وهي جريمة تنطوي على عقوبة الإعدام.
وتابع ستاري: «نعتقد أن الأمر يتعلق بالتجسس لصالح أستراليا»، مشددا على أن هذه الاتهامات لا تستند إلى أي أساس.
يشار إلى أن يانغ، البالغ من العمر 53 عاما هو دبلوماسي صيني سابق وأكاديمي مرموق وأصبح مواطنا أستراليا في عام 2002.
وقد كتب مقالات ومدونات مؤيدة للديمقراطية وحقوق الإنسان على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحظى بمتابعة الكثيرين في الصين.
واختفى يانغ في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما وصل إلى قوانجتشو قادما من نيويورك حيث كان يعمل باحثاً زائراً في جامعة كولومبيا.
واستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تعترف الصين بأنها تحتجز يانغ. وتمكن المسؤولون القنصليون الأستراليون من زيارة يانغ سبع مرات في السجن.
وقالت باين إن المسؤولين الأستراليين يتوقعون زيارته مرة أخرى اليوم (الثلاثاء).
ونقلت وكالة أنباء «أستراليان أسوشييتد برس» عن وزارة الخارجية الصينية قولها إن بكين تجري تحقيقاً قانونياً كما حثت أستراليا على التوقف عن التدخل في القضية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث الصيني قوله «ستتعامل السلطات الصينية مع القضية طبقا لأحكام القانون وستحظى حقوقه القانونية بحماية كاملة».
وكانت عائلة موظف في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ كان قد أُوقِف في الصين، أكدت أنه عاد إلى المستعمرة البريطانية السابقة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان شينغ قد فقد في الثامن من أغسطس بعد توجهه إلى مدينة شينزن الواقعة على حدود هونغ كونغ. وأعلنت الحكومة الصينية بعد ذلك أنه موقوف لمدة 15 يوماً لخرقه قانوناً يتعلق بالأمن العام دون تحديد التهمة بدقة.
وكانت بريطانيا قد أعربت عن قلقها بشأن تقارير وسائل الإعلام في هونغ كونغ التي تفيد باختفاء أحد أفراد قنصليتها في البر الرئيسي الصيني، وإمكانية اعتقاله.
يُذكر أن تشينغ هو مسؤول معني بالتجارة والاستثمار في قسم التنمية الاسكوتلندية الدولية بالقنصلية. ومن غير المعلوم ما إذا كان يحمل جواز سفر دبلوماسياً أم لا، وما الوثائق التي استخدمها لدخول الصين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».