الذهب يخترق سقف 1550 دولاراً للمرة الأولى في 6 سنوات

الذهب يخترق سقف 1550 دولاراً للمرة الأولى في 6 سنوات
TT

الذهب يخترق سقف 1550 دولاراً للمرة الأولى في 6 سنوات

الذهب يخترق سقف 1550 دولاراً للمرة الأولى في 6 سنوات

قفز الذهب بما يزيد على واحد في المائة مخترقاً مستوى 1550 دولاراً للأوقية (الأونصة) أمس (الاثنين)، وذلك للمرة الأولى في أكثر من 6 سنوات مع تهافت المستثمرين على الأصول الآمنة بفعل تنامي النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وسط توقعات باستمرار صعود المعدن الأصفر النفيس.
وزاد الذهب في السوق الفورية 0.3 في المائة إلى 1531.20 دولار للأوقية بحلول الساعة 11:53 ت. غ، بعدما سجل أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2013 عند 1554.56 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.1 في المائة إلى 1538.90 دولار للأوقية.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن يوم الجمعة فرض رسوم إضافية نسبتها 5 في المائة على سلع صينية مستهدفة بقيمة 550 مليار دولار، وذلك بعد ساعات من إعلان بكين فرض رسوم انتقامية على منتجات أميركية بقيمة 75 مليار دولار.
وقال كارستن مينكي المحلل لدى جوليوس باير، وفق «رويترز»: «ما يحدث بسبب التوترات التجارية وما يرتبط بها من خطر تباطؤ عالمي أو ربما ركود عالمي، وهو ما يدفع المستثمرين صوب الملاذات الآمنة للاستثمار».
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، قفزت الفضة 1.2 في المائة إلى 17.61 دولار للأوقية، وكانت قد سجلت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2017 عند 17.77 دولار. وارتفع البلاتين 0.9 في المائة إلى 860.90 دولار للأوقية، وصعد البلاديوم واحداً في المائة إلى 1475.10 دولار للأوقية.
في غضون ذلك، توقع محللون في مجموعة «يو بي إس غروب» المصرفية السويسرية استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية مع تراجع نمو الاقتصاد العالمي على خلفية تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما سيدفع البنوك المركزية إلى تخفيف سياساتها النقدية.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مذكرة أعدها جيوفاني ستاونوفو وواين جوردون المحللان الاقتصاديان في وحدة إدارة الثروات التابعة لمجموعة «يو بي إس» القول إن «الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى مستوى جديد... الذهب أظهر مكانته ملاذاً استثمارياً آمناً ونحن ما زلنا نراهن على المعدن (الأصفر) منذ بدأنا ذلك في منتصف مايو (أيار) الماضي».
وقد أثبت الذهب قيمته ملاذاً استثمارياً خلال العام الحالي مع اشتعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وتصاعد هذه الحرب بصورة كبيرة يوم الجمعة الماضي، في أعقاب التصريحات المتشددة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الصين في بداية الأسبوع الحالي.
وبحسب تقديرات «يو بي إس»، فإن الذهب سيتداول خلال 3 أشهر بسعر يتراوح بين 1450 و1600 دولار للأوقية ثم بسعر 1600 دولار للأوقية خلال 6 أشهر ثم بسعر 1650 دولاراً للأوقية خلال 12 شهراً. وكان البنك يتوقع في تقديراته السابقة أن يكون السعر في حدود 1500 دولار خلال 6 أشهر ثم خلال 12 شهراً.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.