دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، «مجموعة السبع»، إلى ضرورة العمل لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه أفريقيا، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، والنهوض بالقارة، ومكافحة الإرهاب.
وأشار السيسي، خلال كلمته أمام جلسة الشراكة مع أفريقيا، في إطار «مجموعة السبع»، التي تنعقد في مدينة بياريتز الفرنسية، إلى «تطلعات شعوب القارة في تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وإرساء شراكة عادلة ومتواصلة ترتكز على مبدأ المصلحة المشتركة، وتبني على الجهود السابقة في ذلك الشأن».
ونوه السيسي بالتحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف التي تتمثل في الأزمات الدولية والإقليمية القائمة، وتسارع أحداثها وتشابكها.
وقال الرئيس المصري: «لسنا في حاجة لاستعراض التحديات التي تواجه القارة الأفريقية تفصيلاً، وإنما نحتاج للعمل سوياً لإيجاد حلول لها، وفق أولويات دول القارة، واستناداً للعلاقة العضوية بين تحقيق التنمية بكافة أبعادها من جهة، والحفاظ على الأمن والاستقرار من جهة أخرى». وخص السيسي الوضع في ليبيا، باعتبار أنه «من الجسامة والخطورة، بما يستوجب التطرق إليه بشكل خاص».
وأشار الرئيس السيسي إلى «تفاقم الأوضاع في ليبيا، وأثر ذلك على أمن واستقرار مواطنيها، بل وعلى دول الجوار، جراء التهديد الذي تشكله المنظمات الإرهابية، والسيولة الأمنية المتمثلة في انتشار الميليشيات المسلحة، مما يقتضي تضافر الجهود الدولية لوضع حد لهذه الأزمة وهذا التهديد، بما يضمن سلامة الشعب الليبي، ويحفظ له مقدراته وموارده». وشدّد على أن «الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة تعالج كافة جوانب الأزمة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى الميليشيات، وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي». وتابع: «اتصالاً بذلك، فإن الحديث عن النهوض بأفريقيا ينبغي أن يؤسس على إرادة جماعية تستهدف تسوية أزمات القارة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، لتأثيراته المدمرة على جميع الأصعدة، لا سيما على جهود التنمية، وهو ما يجب أن تستتبعه مساءلة حقيقية لداعميه ومموليه، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وكل ذلك من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وينأى بالشباب عن التطرف والهجرة غير الشرعية، ليتسنى التركيز على وضع آليات فعالة للقضاء على الفقر، وخفض البطالة، ومكافحة الأمراض المتوطنة».
وأردف: «إذا كانت تلك التحديات تفرض علينا مسؤولية التعاون لمواجهتها، فإن دولنا الأفريقية تمتلك، بنفس القدر، فرصاً واعدة وإمكانات متنوعة، تؤهلها لتكون شريكاً موثوقاً للمجتمع الدولي، فلدينا سوق كبيرة وموارد بشرية غنية، وغيرها من العناصر الجاذبة، لعل أهمها جهود تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تنفيذ المشروعات القارية ومشرعات الطاقة بكافة صورها، بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاندماج القاري، وتتلاقى معها مساعي تحرير التجارة البينية، عبر تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وخطوات تعزيز الدور الاقتصادي للقطاع الخاص».
وبخصوص جهود القارة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أشار إلى أن «النتائج المأمولة لن تتأتى دون توفير البيئة المواتية، من خلال توفير التمويل المنشود، والنفاذ إلى الأسواق والتكنولوجيا الحديثة، بما يسمح بإطلاق إمكانات المرأة الأفريقية عبر التعليم، وبناء القدرات، ويمكّنها من الانخراط بفعالية في أسواق العمل على قدم المساواة مع أقرانها من الرجال». وتشارك مصر في قمة «مجموعة السبع» بصفتها رئيساً للاتحاد الأفريقي عام 2019.
السيسي يدعو «مجموعة السبع» لإيجاد حلول لتحديات الإرهاب والأمن في أفريقيا
قال إن طريق الخروج من الأزمة الليبية معروف ولا يحتاج سوى الإرادة
السيسي يدعو «مجموعة السبع» لإيجاد حلول لتحديات الإرهاب والأمن في أفريقيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة