نصوص استُلت من زمنها لاستدعاء قارئ جديد

«المعنى والظل» لجمال حيدر

نصوص استُلت من زمنها لاستدعاء قارئ جديد
TT

نصوص استُلت من زمنها لاستدعاء قارئ جديد

نصوص استُلت من زمنها لاستدعاء قارئ جديد

عن مؤسسة «أروقة للدراسات والترجمة والنشر» في القاهرة، صدر كتاب «المعنى والظل... في الأدب والفنون والمعرفة» للكاتب جمال حيدر. تضمن الكتاب أربعة محاور، جاءت تحت العناوين التالية: «نصوص، ومعرفة، وقراءة، ورؤية». وتتوزع مواد الكتاب تحت تلك المحاور في رحلة متعددة الأبعاد وقراءة بدلالة متقاطعة مرة، ومتوازية مرات أخرى، لملامسة حواف المعنى بغرض الوصول إلى ظلها، حيث يختبئ جوهر المعنى الحقيقي.
من عناوين محور «نصوص»: «كتابي الأول، وتشبث باللحظة يا ناجي.. لا تغادرنا، وزهور حسين... شجن عراقي شفيف». وفي محور «معرفة» تتوزع العناوين التالية: «اعتراف شاعر، ولمحة سريعة عن الثقافة الإنجليزية، والثقافة أولاً... الثقافة أخيراً، وجيل «البيت» الأميركي».
يأتي المحور الثالث تحت عنوان «قراءة»، ويتناول العناوين التالية: «كيف ولجت (آيات شيطانية) في حياتنا؟، وجان جينيه.. العاشق المنبوذ، و(البؤساء)... رواية عن الفقراء مولها أغنياء، وجون بيرجر... فطنة الوعي، ونيكوس كازانتزاكيس... المبدع الذي لا يساوم». أما المحور الرابع والأخير، فجاء بعنوان «رؤية»، وحمل جملة عناوين منها: «نصب الحرية... موقظ أحداث العراق من سباتها، و«بيكاسو... غورنيكا على امتداد الحياة».
في المقدمة كتب حيدر للتعريف بالكتاب: «لا بد من الاعتراف بأن مواد الكتاب دوّنت في مناخات وأزمنة وأمزجة مختلفة. فالكتابة بنت شرعية تخضع لتلك الشروط».
ويضيف الكاتب في مقدمة كتابه: «مواد هذا الكتاب يمكن اعتبارها سجلاً لأحداث ثقافية شهدتها عدد من مدن وعواصم خلال مسار زمني باعتبارها فواصل متميزة في أحوال الثقافة، نشر أغلبها في الصحافة العربية ضمن ملفاتها الثقافية، وتم انتقاؤها من أرشيف كبير، جمعته خلال مسار مهني من مغامرة الكتابة. ونفض الغبار عنها اليوم بفعل متجدد يمثل بالنسبة لي، على الأقل، تأويلاً متواصلاً لقراءات ماضية ورؤية مغايرة لاكتشاف ما تركته كل تلك الأعوام على ماهية المعنى وقيمة ظلاله التي تفاعلت معها في لحظة الكتابة».
إنها ولادة جديدة لنصوص استلت من زمنها، ودفعها إلى واجهة قراءة متفاعلة لاستدعاء قارئ جديد من عمر مغاير ووعي ومعرفة وتأمل مختلف تماماً عن تاريخ كتابتها الأولى، كذلك لردم الهوة بين ماضينا وما تبقى من أعمارنا.
تحت عنوان: «زهور حسين... شجن عراقي شفيف» كتب الكاتب: «كم من العقود سجل الزمان غياب المغنية التي رحلت مخلفة وراءها قمراً باكياً في ليل عراقي حزين. رحلت باكراً وكأنها تحسست المرارة الآتية، أغلقت جفنيها وتوجست العتمة التي ستلف العراق من مده إلى مداه. غابت بعدما أودعت قصائد العشق واللوعة في وجداننا. زهور حسين... غيمة صيف فوق قناديلنا، نبضة قلب تخفق في سماء تجاربنا الأليفة، عتاب شفيف يمسد أعوام غيابنا».
زهور حسين ماريا كالاس العراقية، أو فيروزتهم، تنحدر دموعهم وترقرق في الأحداق حين ينكأ صوتها جراحهم ويقص عليهم حكايتهم، يذرفون الدموع كأنهم يتلمسون تلك الحكايا... حكايتهم لأول مرة...
جمعت زهور العراقيين حين فرقتهم الأشياء المضببة... وما أكثرها، لملمت أحزانهم ونقشتها فوق أرصفة الانتظار. أبكتهم كأنها كانت ترى نهايتهم القريبة؛ تلك النهاية التي ظلت ساكنة في الصدور».
ويسعى الكاتب لإكمال مشروعه بإصدار الجزء الثاني من الكتاب. ويقع الجزء الأول في 232 صفحة من القطع الوسط.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.