بدأ «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية عسكرية موسعة لاستعادة السيطرة على مدينة مرزق في جنوب البلاد، بينما استؤنفت حركة الملاحة في مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، أمس، بعد تعرضه لقذيفة أدت إلى أضرار مادية دون تسجيل سقوط أي ضحايا. جاءت هذه التطورات، فيما قال مسؤول عسكري بارز في الجيش لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواته نجحت في إخراج طائرات (درون) تركية، تعمل لصالح الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة (الوفاق) التي يرأسها فائز السراج، من المعارك الجارية في طرابلس»، مشيراً إلى أن المعارك التي دارت أول من أمس في منطقة السبيعة جنوب طرابلس، أسفرت عن مصرع العشرات من الميلشيات، بينهم 7 ليبيين، والبقية من مرتزقة المعارضة التشادية، واعتبر أن الميليشيات «لم تعد تملك إلا الكذب بعد فشلها... الكذب هو سلاحهم الأخير».
بدورها، بثت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، لقطات مصورة لقوات الجيش وهي تتجول داخل منطقة السبيعة، بعد تطهيرها مما وصفته بـ«الحشد الميليشياوي الإرهابي». فيما أكد مقاتلون في صفوف الجيش أن المنطقة بالكامل باتت تحت السيطرة، نافين أي وجود للميلشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بالمنطقة، التي بدت خالية تماماً من أي مظاهر مدنية أو عسكرية باستثناء قوات الجيش. في غضون ذلك، أعلن سلاح الجو التابع للجيش الوطني، أنه يسيطر على كامل أجواء البلاد، التي قال: «إنها مراقبة تحسباً لأي اختراق قد يحدث من ميلشيات حكومة السراج».
بدوره، قال الجيش، في بيان أصدره في ساعة مبكرة صباح أمس، إنه وجه «ضربات مباشرة نحو مرتزقة الميلشيات» في العزيزية، مشيراً إلى أن المدفعية دكت تمركزات الميليشيات المرصودة في شارع الخلاطات، وأن سلاحه الجوي دك أيضاً تمركزات ميليشيات المرتزقة، و«شورى بنغازي والزاوية» في محيط غريان وغوط الريح، موضحاً أن الضربات الجوية مساء أول من أمس استهدفت أيضاً معسكر الكيمياء بتاجوراء.
وسخر اللواء المبروك الغزوي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني، من ادعاء ميلشيات السراج استسلام 17 من قوات الجيش، واعتبرها «مجرد مزاعم وأمنيات». وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أول من أمس، «الاستسلام لا يعرف طريقاً لقواميسنا... فلو كان لديهم أسير واحد من قواتنا لأظهروه فوراً عبر شاشاتهم القطرية والتركية البائسة، الناطقة باللهجة الليبية، هؤلاء يتنفسون كذباً... إنهم يبثون مثل هذه الأخبار في محاولة لإيهام أسيادهم في قطر وتركيا بأنهم يفعلون شيئاً على الأرض».
في المقابل، أعلنت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، أول من أمس، عن اتجاه تعزيزات من قوات المنطقة العسكرية الوسطى إلى مواقع مكلفة بها، لم تفصح عنها، وفقاً لتعليمات قيادة العملية. وقالت إن 3 مدنيين قتلوا جراء قصف سيارتهم بمنطقة السواني، ونشرت صوراً تُظهر جانباً من الأضرار التي لحقت بمنازل وأملاك المواطنين بمنطقة زناتة في طرابلس، أمس، بعد قصف عشوائي. لكن اللواء محمد المنفور، قائد سلاح الجو بالجيش الوطني، نفى مسؤولية الجيش عن ذلك، وقال إنه لم يتم أمس تنفيذ أي غارة جوية على أي سيارة في منطقة السواني، لافتاً إلى أن الأضرار التي تظهرها الصور لا يمكن أن تسببها قنابل وصواريخ الطيران.
إلى ذلك، أعلن مطار معيتيقة الدولي، المنفذ الجوي الوحيد في غرب ليبيا، عصر أمس، استئناف حركة الملاحة الجوية التي توقفت في الصباح لنحو أربع ساعات، نتيجة تعرض المطار لقذيفة، لم يعرف مصدرها، من دون أن يؤدي سقوطها إلى خسائر بشرية.
كانت إدارة المطار قد أوضحت، في بيان مقتضب، أن سقوط القذيفة تزامن مع وصول رحلتين، فيما قال شاهد عيان لـ«رويترز» إنها أصابت موقع انتظار السيارات بالمطار.
من جهة ثانية، ظهر السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مساء أول من أمس، للمرة الأولى، مخاطباً الليبيين في فيديو بثته السفارة الأميركية، وهو يتحدث باللهجة الليبية، معلناً أنه سيمارس عمله مؤقتاً من تونس، لأن الظروف الراهنة في ليبيا لا تسمح بممارسة مهام منصبه فيها.
وشدد على مشاركة بلاده بفاعلية في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية من خلال التفاوض والحل التوافقي، وقال إنه يسعى لتوسيع اتصالاته مع الليبيين، خصوصاً الشباب الفاعل.
«الجيش الوطني» الليبي يبدأ عملية لاستعادة مدينة مرزق
السفير الأميركي يشدد على مشاركة بلاده بفاعلية في جهود إيجاد حل للأزمة
«الجيش الوطني» الليبي يبدأ عملية لاستعادة مدينة مرزق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة