باسيل مرشح وحيد لرئاسة «التيار» والتغييرات ستطال نائبيه

معارضوه يتحدثون عن «ديمقراطية مزيفة»

TT

باسيل مرشح وحيد لرئاسة «التيار» والتغييرات ستطال نائبيه

يشارك نحو 32 ألف عضو في «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، منذ عام 2015، في الانتخابات التي ستجري منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل لانتخاب رئيس جديد ونائبين له، في ظل غياب أي منافس لباسيل على الرئاسة، وانحسار أي تغييرات مرتقبة بنائبيه الأول للشؤون الإدارية والثاني للشؤون السياسية.
وهذه هي المرة الثانية التي يترشح فيها باسيل لرئاسة «التيار»، بعدما تسلمها من مؤسسه رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون. وقد اعترض قبل 4 سنوات معارضو باسيل على الطريقة التي حصلت فيها الانتخابات الماضية، وتحدثوا حينها عن ضغوط على الراغبين بالترشح لمنصب رئيس التيار لثنيهم عن ذلك. وهم يعتبرون أنه تم بذلك «تعيين» باسيل خلفاً لعون، لا انتخابه، ويؤكدون أنه منذ تسلمه رئاسة «التيار» سعى إلى إقصاء معارضيه، ومعظمهم ممن يعرفون بـ«القدامى والمؤسسين» الذين يعترضون على السياسة التي يتبعها بإعطاء الدور الأبرز لـ«المتمولين»، خصوصاً في النيابة والتوزير، كما على محاولة حصر كل القرارات السياسية بشخصه.
بالمقابل، لا تستغرب مصادر «التيار» الحملة المتجددة على باسيل، معتبرة أنه «بدل أن يكون هناك من يثني على كوننا الحزب الوحيد الذي تشهد صفوفه عملية ديمقراطية واسعة كل 4 سنوات لتجديد طاقمه القيادي، يخرج علينا من ينتقدنا فقط، لأن القاعدة الشعبية وآلاف المنتسبين يجددون الثقة بالوزير باسيل الذي أثبت نجاحاً باهراً في قيادة التيار، وهو ما جعلنا حالياً الرقم الأصعب على الساحة السياسية». وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعتمد (الميغاسنتر) في الانتخابات الداخلية التي تتيح للناخبين ممارسة حقهم بالاقتراع بالقرب من أماكن سكنهم، وهي المراكز التي كنا ولا نزال ننادي لاعتمادها في الانتخابات النيابية». وتستهجن المصادر الحديث عن ضغوط يتعرض لها أي كان لثنيه عن الترشح، مؤكدة «انفتاح القيادة الحالية للتيار والوزير باسيل وتشجيعهما لأي منافسة، سواء على الرئاسة أو نيابة الرئيس». وكان أبرز المرشحين لخلافة باسيل النائبان آلان عون وزياد أسود أعلنا عدم رغبتهما خوض الانتخابات بوجهه.
وبدأ «التيار» حملته مساء الخميس الماضي بشعار «أنت تيار والك الخيار»، وتم فتح باب الترشح من دون أن يتم تسجيل اسم أي مرشح حتى الساعة. ويُحكى عن توجه لدى باسيل لإعطاء دور للمرأة هذه المرة في نيابة الرئاسة، كما لشخصية غير مسيحية.
ويصف القيادي العوني السابق أنطوان نصر الله، الديمقراطية في «التيار»، بـ«المزيفة»، معتبراً أنها «أسوأ أنواع الديمقراطيات باعتبار أن الديمقراطية لا تعني حصراً إجراء عملية انتخابية، بل تتطلب مساراً من حسن الممارسة غير موجود على الإطلاق لدى قيادة (التيار) ورئيسه الذي سعى لتدجين الحزب بكل نوابه ووزرائه وقيادييه، وبدل أن يحوله من حزب المؤسس إلى مؤسسة، يسعى لتكريس نفسه زعيماً جديداً، علماً بأنه لا يتمتع بمواصفات الزعامة، إنما يتكئ على زعامة الرئيس عون في ظل سكوت غريب ومريب من المحازبين والقياديين». ويعتبر نصر الله، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن باسيل قضى على معارضة الداخل من خلال القمع والترهيب والترغيب، واستخدم عضلات الرئيس عون لتغييب أي منافس له.
وأطلق نحو 70 من الكوادر السابقين في «التيار» في شهر أبريل (نيسان) الماضي، حركة سياسية جديدة، بعد فشل الحركة التصحيحية التي قاموا بها في السنوات الماضية بتحقيق أهدافهم لجهة ما يقولون إنه «إعادة تصويب مسار التيار وإبعاده عن مبدأ التوريث وعن تحكّم شخص واحد بقراراته». وتم فصل عدد كبير منهم لمخالفتهم قرارات حزبية، وانضم إليهم آخرون قرروا الاستقالة احتجاجاً على سياسة قيادة «التيار».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.