غوارديولا يواجه بورنموث اليوم وهاجس «الفار» لا يفارقه

هل تواصل تقنية حكم الفيديو المساعد إحباط أحلام المدرب الإسباني رغم أداء سيتي القوي؟

جيسوس (وسط) بعد إلغاء هدفه أمام توتنهام (إ.ب.آ)
جيسوس (وسط) بعد إلغاء هدفه أمام توتنهام (إ.ب.آ)
TT

غوارديولا يواجه بورنموث اليوم وهاجس «الفار» لا يفارقه

جيسوس (وسط) بعد إلغاء هدفه أمام توتنهام (إ.ب.آ)
جيسوس (وسط) بعد إلغاء هدفه أمام توتنهام (إ.ب.آ)

يسعى مانشستر سيتي لاستعادة نغمة الانتصارات، حينما يحل ضيفاً على بورنموث اليوم، بعد اكتفائه بالتعادل مع توتنهام على أرضه في المرحلة الثالثة. ويتطلع الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إلى نسيان عقدة تقنية الفيديو أمام توتنهام. وسيطر سيتي (حامل لقب الدوري) وتقدم على ضيفه توتنهام مرتين في موقعتهما المشوقة، لكن تقنية «الفار» حرمت سيتي هدف الفوز في اللحظات الأخيرة.
والحقيقة أن كرة القدم لا تزال لعبة عصية على التكهنات والتوقعات بشكل يعطيها متعة كبيرة. وقد يتأثر التنافس الشديد في هذه اللعبة بالتوزيع غير المتكافئ للموارد والأموال، ويمكنك أن تسجل المباريات وتحللها، ويمكنك أن تستخدم التكنولوجيا قدر الإمكان لتقليل الأخطاء البشرية، ويمكنك أن تستثمر وتفكر وتسعى لوضع الأمور كافة تحت السيطرة، لكن يمكننا أيضاً أن نرى بين الحين والآخر مباراة مثل تلك التي أقيمت يوم السبت الماضي على ملعب الاتحاد، بين مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير، أو بالأحرى بين فريق سدد 30 كرة على المرمى مقابل 3 تسديدات فقط للفريق الآخر، ورغم ذلك تنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق! ليس هذا فحسب، بل شهدت هذه المباراة قرب نهايتها شيئاً يثبت أنه من الصعب للغاية ترويض كرة القدم والتحكم فيها.
لقد قدم مانشستر سيتي أداءً ممتازاً في تلك المباراة، وربما لا يزال هو الأوفر حظاً للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المؤكد أن تفوق مانشستر سيتي الكاسح أمام توتنهام هوتسبير، الذي كان ثالث أفضل فريق في إنجلترا الموسم الماضي، يصيب الفرق الأخرى بالذعر والقلق الشديد، لكن ما حدث يعد بمثابة تذكير بأن كرة القدم ستظل دائماً لعبة بعيدة عن كل التوقعات والتكهنات، مهما كان الفارق في المستوى.
ويسعى المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا للسيطرة على كل شيء، ويدرس كل كبيرة وصغيرة، ولا يترك شيئاً للصدفة، ويسعى لاستغلال أي خطأ ممكن في صفوف منافسيه. ويقوم غوارديولا بتدريب لاعبيه بكل جدية وإصرار وتركيز، ولا يتوقف عن إعطائهم النصائح والتعليمات فيما يتعلق بالانتشار والتمركز الصحيح داخل المستطيل الأخضر. ويسعى المدير الفني الإسباني للاستحواذ دائماً على الكرة، ثم استخدامها بالطرق التي درسها لضرب خطوط وصفوف الفرق المنافسة، وهذا هو السبب الذي جعله يقول إن الفريق بحاجة إلى 15 تمريرة على الأقل من أجل ضبط إيقاع اللعب داخل الملعب.
ويجب الإشارة إلى أن غوارديولا يختلف تمام الاختلاف عن مدير فني مثل يورغن كلوب، حيث إن المدير الفني الإسباني لا يمكنه أن يتعايش مع الفوضى، ويسيطر عليها ويستغلها لصالحه، لكنه يحب الاستحواذ والسيطرة، وهذا هو أكبر شيء يميزه في التطور التكتيكي والخططي للعبة بصفة عامة. وقد سعى مديرون فنيون آخرون، وعلى رأسهم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، للسيطرة على الكرة بشكل دائم، لكن في الحقيقة لم ينجح أي منهم في القيام بهذا الأمر مثل غوارديولا. لقد نجح غوارديولا، بمساعدة التغيرات التي طرأت على اللعبة والأدوات الحديثة والتغييرات التي أدخلت على قوانين كرة القدم، في أن يحول فريقاً مكوناً من 11 لاعباً يلعب وكأنه فريق يضم 5 لاعبين فقط.
في الحقيقة، لم يقترب أي مدير فني آخر من فرض سيطرته على اللعبة بالشكل الذي يفعله غوارديولا، لكن يجب أن نشير أيضاً إلى أن عدداً قليلاً للغاية من المديرين الفنيين هم من أتيحت لهم الإمكانيات والظروف نفسها المتاحة لغوارديولا حالياً. لكننا لم نسمع من قبل عن أي مدير فني نجح في الحصول على 198 نقطة على مدار موسمين في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، لا تزال كرة القدم تذكرنا بين الحين والآخر بأن النظام والسيطرة والاستحواذ قد يفشلوا في تحقيق النتائج المرجوة والمتوقعة.
ويعود السبب في ذلك إلى حد ما إلى حقيقة أن لاعبي غوارديولا هم بشر في نهاية المطاف، فقد أخطأ حارس مرمى الفريق إيدرسون في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، كما ارتكب الخطأ نفسه يوم السبت الماضي، واستقبل هدفاً من تسديدة بعيدة المدى على يمينه. كما رأينا لاعبي مانشستر سيتي وهم يرتكبون أخطاء فيما يتعلق بالرقابة اللصيقة للاعبي الفريق المنافس، وفقد بعض اللاعبين الآخرين تركيزهم في بعض اللحظات، وفشلوا في تلبية مطالب غوارديولا فيما يتعلق بالتمركز داخل الملعب، وهو الأمر الذي جعله يصرخ في وجه المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو قبل هدف لوكاس مورا مباشرة.
ويعود السبب في ذلك أيضاً إلى المقاومة الشرسة من الفرق المنافسة، أو بسبب لحظات من الإلهام والتفوق لهذه الفرق، ويعود أيضاً إلى أن هذه هي كرة القدم، وهذا هو سر جمالها ومتعتها. وعلاوة على ذلك، اتضح أن تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) هي تقنية مثيرة للجدل، ولا يمكن للجميع أن يتفق على قراراتها بمجرد رؤيتهم لإعادة اللعبة بالعين المجردة، خصوصاً فيما يتعلق بلمسات اليد، وبالتسلل الذي بات يحتسب بالملليمتر. وفي ظل هذه التقنية، تحولت الأمور التي كنا نراها واضحة للغاية إلى شيء غير واضح يتطلب إعادة النظر فيه، وهو ما يدفعنا إلى طرح السؤال التالي: ما مستوى الخطأ الذي يمكن أن نقبله؟ وهل من الصواب حقاً أن يحتسب خطأ ضد اللاعب لمجرد أن الكرة التي يشتتها لاعب آخر اصطدمت بيده الثابتة التي لم تتحرك؟
لكن عدم احتساب الهدف الذي أحرزه المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس كان أكثر من مجرد حالة أخرى مثيرة للجدل من حالات اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، لأن الكرة لمست بالفعل يد المدافع الفرنسي إيمريك لابورت، وينص القانون الحالي لكرة القدم بعد تعديله على أنه إذا لمست الكرة يد اللاعب قبل إحراز الهدف، فيجب عدم احتساب الهدف. وبموجب القانون، فإن قرار عدم احتساب هدف جيسوس هو قرار صحيح، والأمر نفسه ينطبق على عدم احتساب الهدف الذي أحرزه ليندر دندونكر في مرمى ليستر سيتي الأسبوع الماضي.
لكن ذلك يجعل المرء يعود بالذاكرة إلى ما حدث في مباراة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بين مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير أيضاً، عندما سجل فرناندو يورينتي الهدف الحاسم لتوتنهام هوتسبير بعدما اصطدمت الكرة بيده. وبموجب القانون بصيغته الحالية، كان يجب عدم احتساب الهدف. وقد أحرز رحيم ستيرلينغ هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع من تلك المباراة، وتم إلغائه بداعي التسلل. ولو كانت تقنية حكم الفيديو المساعد تطبق خلال الموسم قبل الماضي، لاحتسب الهدف الذي ألغي لمانشستر سيتي بداعي التسلل في مباراة الإياب للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام ليفربول، لكن مانشستر سيتي كان سيء الحظ بكل تأكيد.
إنها مصادفة بالطبع، ولا توجد مؤامرة ضد الفريق بالشكل الذي تحدث عنه كثير من مشجعي مانشستر سيتي في أثناء مغادرتهم لملعب الاتحاد. لكن المفارقة تكمن في أن تقنية حكم الفيديو المساعد، التي تعتبر في ظاهرها قوة من أجل فرض النظام والدقة في كرة القدم، هي التي تُقوض مساعي غوارديولا للهيمنة والسيطرة والتفوق على منافسيه، وهو ما يثبت أن كرة القدم ستظل دائماً وأبداً لعبة لا تخضع لأي توقعات، مهما كانت الفروق في المستويات.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.