فقدان مئات الجنود العراقيين وعرض أسرى في شوارع الفلوجة

واشنطن ترفض عرضا إيرانيا مشروطا لقتال الإرهابيين

عنصر ميليشيا يودع أحد أقاربه في الحيرة جنوب النجف قبل توجهه إلى جبهات القتال ضد «داعش» أمس (أ.ف.ب)
عنصر ميليشيا يودع أحد أقاربه في الحيرة جنوب النجف قبل توجهه إلى جبهات القتال ضد «داعش» أمس (أ.ف.ب)
TT

فقدان مئات الجنود العراقيين وعرض أسرى في شوارع الفلوجة

عنصر ميليشيا يودع أحد أقاربه في الحيرة جنوب النجف قبل توجهه إلى جبهات القتال ضد «داعش» أمس (أ.ف.ب)
عنصر ميليشيا يودع أحد أقاربه في الحيرة جنوب النجف قبل توجهه إلى جبهات القتال ضد «داعش» أمس (أ.ف.ب)

أقرت وزارة الدفاع العراقية بفقدان الاتصال ببعض الجنود في قاطع عمليات الصقلاوية والسجر شمال مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار الغربية، محذرة تنظيم «داعش» من المساس بحياتهم، بينما كشف شهود عيان من داخل الفلوجة أن مسلحي التنظيم استعرضوا أول من أمس بنحو 50 جنديا، جرى أسرهم على ما يبدو من معارك السجر بالصقلاوية.
وقال الطبيب (أ.ح) الذي يعمل في أحد المراكز الصحية في الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين أقاموا أكثر من احتفال بالمدينة بعد ظهر الأحد، كان الأهم فيه هو جلبهم لعشرات الجنود الأسرى الذين جالوا بهم في سيارات مكشوفة في شوارع المدينة وسط الأهازيج وإطلاق النار»، مبينا أن «عددهم نحو 50 جنديا».
وبشأن ما إذا كان هؤلاء الجنود قد قُتلوا أم ما زالوا على قيد الحياة، قال الطبيب المذكور: «كانت هناك أنباء متضاربة بشأن ذلك، إذ إن هناك من قال إنهم قتلوا بعد نهاية الاستعراض، لكن طبقا لمعلومات شبه مؤكدة، فإنهم لا يزالون أحياء حتى اليوم (أمس)».
بدورها، تحدثت وزارة الدفاع عن تأمين مظلة جوية واطئة الطيران للقوة المحاصرة في الصقلاوية. وقالت الوزارة في بيان إن «طاقما من أبطال سلاح طيران الجيش البطل، بقيادة أحد الطيارين الأبطال، قام بتنفيذ طلعة جوية ليلية جريئة في قاطع عمليات الأنبار، وأمن مظلة جوية واطئة الطيران لإحدى وحدات القوات البرية المندفعة للأمام، التي أشيع أنها محاصرة».
وأضافت الوزارة أن «هذا الطاقم البطل قام بهذا العمل الجريء، الذي أمن وصول جميع المقاتلين إلى مواقعهم بسلام»، مؤكدا أن «هذا العملية تُعد من العمليات الصعبة والنادرة التي ينفذها طيران الجيش».
وفي بغداد، بدأت تلوح في الأفق ملامح مجزرة جديدة في منطقة الصقلاوية تشبه مجزرة قاعدة سبايكر في تكريت، التي قضى فيها نحو ألفي جندي بأيدي «داعش».
وفي وقت بدأ فيه عدد من أعضاء البرلمان العراقي جمع تواقيع من أجل استضافة عدد من القادة الأمنيين بشأن ما يجري في الصقلاوية، فإن عددا من نواب محافظة الديوانية التي ينتمي إليها العدد الأكبر من الجنود المحاصرين والمفقودين في الفلوجة أكدوا أن نحو 300 جندي قُتلوا هناك باستخدام غاز الكلور لأول مرة من قبل مسلحي «داعش» في الصقلاوية، شمال الفلوجة.
وقال النائب علي البديري، في مؤتمر صحافي عُقد بمبنى البرلمان، بحضور عدد من نواب محافظة الديوانية، أمس، إن «تنظيم (داعش) الإرهابي استخدم غاز الكلور لأول مرة في منطقة الصقلاوية بعد محاصرة أكثر من 400 جندي، مما أدى إلى مقتل كثير منهم بسبب الاختناق، في حين فجرت العصابات الإرهابية سيارات مفخخة داخل مقر اللواء».
وأضاف البديري: «نحمِّل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي والقادة الأمنيين، لا سيما قائد عمليات الأنبار رشيد فليح، المسؤولية الكاملة عن مصير الجنود المحاصرين بسبب بطء الإجراءات الفورية من قبل طيران الجيش، رغم كثرة المناشدات بالإجراءات السريعة لإنقاذهم منذ عدة أيام». وبين البديري أن «جريمة الصقلاوية تُعد سبايكر الثانية»، مؤكدا أنه «جرى قتل 300 جندي في المنطقة».
وبينما لم يصدر عن وزارة الدفاع ما يؤكد أو ينفي معلومة استخدام غاز الكلور، فإن مصدرا طبيا في الفلوجة استبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» امتلاك أو استخدام «مسلحي (داعش) غاز الكلور»، مؤكدا أن «هذه المعلومة تكررت كثيرا، وهي لا تُطلق للمرة الأولى، لأن غاز الكلور لو كان استخدم في هذه المنطقة لما تسمم أو قتل الجنود فقط، بل لشمل عددا كبيرا من أهالي المنطقة من أبناء القرى والعشائر». ورجح المصدر الطبي المسؤول أن «يكون خلف إطلاق مثل هذه المعلومة تبرير قصف هذه المناطق بأسلحة محرّمة، مثل البراميل المتفجرة وغيرها».
على الصعيد نفسه، أكد الشيخ وسام الجميلي أحد شيوخ الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المئات من الأهالي عادوا إلى المدينة مستفيدين من قرار إيقاف قصف المدن إلى الحد الذي عادت فيه الحياة إلى الفلوجة بشكل طبيعي، إذ تشهد الأسواق زحاما كبيرا هذه الأيام، رغم انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بالكامل، منذ فترة، بسبب قصف المنظومة الرئيسة، التي لم يجرِ إصلاحها حتى الآن».
وبشأن الكيفية التي يتعامل بها مسلحو «داعش» مع الأهالي، قال الشيخ الجميلي إن المسلحين «بدأوا يفرضون نمط الحياة الذي يريدونه، وهو أمر يحصل للمرة الأولى، رغم أنهم احتلوا الفلوجة منذ أوائل العام الحالي»، موضحا أنهم «بدأوا يفرضون على النساء الزي الشرعي، بمن فيهن الطبيبات والصيدلانيات والموظفات في الدوائر الخدمية، ونفذوا، أول من أمس (السبت)، أول عملية جلد بحق مهندس كهرباء، إذ ربطوه بشجرة نخيل، وجلدوه 100 جلدة أمام أنظار الناس، بحجة التحرش».



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.