مَن يحكم تونس بعد استقالة الشاهد؟

فسيفساء سياسية وانقسامات جديدة عشية الانتخابات الرئاسية

مَن يحكم تونس بعد استقالة الشاهد؟
TT

مَن يحكم تونس بعد استقالة الشاهد؟

مَن يحكم تونس بعد استقالة الشاهد؟

أربك تخلّي رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد عن منصبه، وإعلانه التفرغ لحملته الانتخابية الرئاسية، السباق نحو قصر قرطاج، والمتابعين لتطوّرات المشهد السياسي في تونس. وما زاد الإرباك أن هذا القرار تزامن مع الجدل حول توظيف بعض الأطراف السياسية والحزبية لمؤسسات الدولة «التي يفترض أن تلتزم الحياد الكامل بين المرشحين».
ومن ناحية ثانية، أحدث خبر الانسحاب، و«تفويض» صلاحيات رئيس الحكومة إلى كمال مرجان، وزير الوظيفة العمومية الحالي ووزير الدفاع والخارجية السابق، مفاجأة لأن الشاهد والمقربين منه - في الدولة وفي حزبه «تحيا تونس» - نفَوا مراراً خلال الأيام الماضية حدوثه، ورفضوا مطالب المعارضة بالتنحي «حتى لا يوظف مؤسسات الدولة لصالح مشروعه الانتخابي والسياسي». ومن ثم، أصبح السؤال الكبير اليوم: مَن يحكم تونس بعد مغادرة الشاهد قصر الحكومة الذي كان قد رفض مغادرته طوال العامين الماضيين، رغم ضغوط الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي؟ ومن سيقود الفريق الوزاري بعد هذا التغيير على رأس رئاسة الحكومة التي يعطيها الدستور صلاحيات تفوق بكثير تلك التي منحها لرئاسة الجمهورية؟
وهل سيستفيد الشاهد من قرار الانسحاب «المؤقت» لفائدة مرجان... أم يحصل العكس وتتزايد حظوظ منافسيه الرئيسيين في الانتخابات وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي ورئيس البرلمان بالنيابة عبد الفتاح مورو والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي ورجل الأعمال والإعلام المثير للجدل نبيل القروي؟

برّر يوسف الشاهد قراره التنحي «المؤقت» عن رئاسة الحكومة التونسية، في كلمة توجه بها إلى الشعب، بفقرة في الفصل 92 من الدستور التونسي تسمح له بذلك، من دون اللجوء إلى البرلمان أو إلى إقالة الحكومة كاملة «عند الضرورة» التي تعني شغوراً مؤقتاً في المنصب، أو تفرغاً لإجازة أو ظروف طارئة.

ضغط من المعارضة
ولقد أسال الجدل حول هذا الفصل حبراً كثيراً خلال الأسابيع والأشهر الماضية، بين المطالبين بتطبيقه والمعارضين له، وبالأخص بعدما انخرط فيه نجل الرئيس السابق الأمين العام لحزب «نداء تونس» حافظ قائد السبسي، والمقرّبون منه، كالوزير رضا بالحاج، وحذّروا من توظيف الشاهد ووزرائه لمواقعهم في الدولة في الحملة الانتخابية. وكان الشاهد، والوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، والأمين العام لحزب «تحيا تونس» سليم العزابي، وعدد من الخبراء الدستوريين الكبار، قد عارضوا فكرة الاستقالة، وإن كانت مؤقتة.
ورغم ضغوط المعارضة، أدلى الشاهد وأنصاره بتصريحات كثيرة تواصلت حتى الأيام الماضية، أكدوا فيها أن التنحي غير وارد. وبرّروا موقفهم بكون تغيير رئيس الحكومة الآن قد يؤدي إلى «أزمة سياسية جديدة»، وإلى مطالبات بإقالة كل أعضائها. وحذّر الوزير الدهماني قبل أيام من «إحداث فراغ سياسي لا تسمح به الظروف الانتقالية للبلاد»، في مرحلة يرأس فيها الدولة والبرلمان رئيسان بالنيابة بسبب وفاة الرئيس قائد السبسي.
أيضاً، عارض هيكل محفوظ، الخبير الأكاديمي في الدراسات الدستورية والقانونية رئيس وحدة الأبحاث العلمية في كلية الحقوق السياسية بتونس، المطالبات باستقالة رئيس الحكومة اعتماداً على الفصل 92 من الدستور. واستدل محفوظ بالتجارب السابقة في تونس وفي العالم التي تسمح لرئيسي الجمهورية والحكومة المباشرين بالترشح، وتنظيم حملتهما الانتخابية «دون توظيف مؤسسات الدولة لصالحهما». وكان الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي قد ترشح للانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 في دورتيها من دون أن يستقيل من منصبه. وتنافس مع زعيم المعارضة وقتها الباجي قائد السبسي، ولم يفز إلا بـ45 في المائة من الأصوات، ولم يتهمه أحد بتوظيف مؤسسات الحكم في السباق الانتخابي.

التنافس مع وزير الدفاع
بعض المراقبين، مثل مُنية العرفاوي، المحلّلة السياسية في صحيفة «الصباح» اليومية، فسّروا توقيت مبادرة الشاهد بحرصه على «التشويش» على منافسه الرئيسي في السباق نحو قصر قرطاج، وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، وذلك عندما خاطب الشعب قبل أقل من ساعة من أول حوار تلفزيوني للزبيدي مبرمج معه قبل مدة. كما فسّروا اختيار كمال مرجان، رئيس المجلس الوطني لحزب الشاهد ووزير الدفاع والخارجية السابق، رئيساً للحكومة بالنيابة بأنه محاولة من الشاهد لإضعاف منافسه الزبيدي، من خلال الإيحاء بأنه من بين المقرّبين منه رموز المؤسسة العسكرية والسياسية، ومنهم مرجان الذي كان وزيراً للدفاع قبل الزبيدي، وفي رصيده نحو 30 سنة من المسؤوليات السياسية والدبلوماسية الأخرى، الوطنية والأممية.
ورغم الصبغة المؤقتة لرئيس الحكومة الجديد، فإن وراء اختيار كمرجان - وهو من أصهار عائلة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي - رسالة سياسية إيجابية لرموز الدولة والحزب الحاكم قبل ثورة 2011، تعني استعداداً للمصالحة معهم دون استثناء، أو طي صفحة الماضي. وجاءت هذه الخطوة بعد انتقادات شديدة اللهجة وُجِّهت إلى الشاهد من قبل منظمات المتقاعدين وعدد من كبار الموظفين السابقين بسبب تصريحات أدلى بها أخيراً، أعلن فيها أنه يريد «القطيعة مع المنظومة القديمة» و«العجائز والشيوخ»، وأن يعتمد أكثر على الشباب. وعد الإعلامي محمد البرقاوي أن نحو مليون متقاعد ومتقاعدة سيصوتون ضد الشاهد وحزبه «بسبب تدهور أوضاعهم المادية، واضطراب مواعيد حصولهم على رواتبهم في عهد حكومته».

معركة إعلامية واتصالية
الأكاديمي المحلل السياسي الدولي عماد عبد الجواد يعد أن انسحاب الشاهد من رئاسة الحكومة لصالح مرجان «سلاحاً ذا حدين قد يستفيد منه لأنه يفند من خلاله تهمة توظيف موقعه في الحكومة في حملته الانتخابية، وقد يضعفه لأن غالبية كوادر حزبه وأنصاره في عالم المال والأعمال قد يتخلون عنه بسبب خروجه من الحكم».
لكن الوزير محمد الغرياني، الأمين العام لحزب «المبادرة الدستورية» وللحزب الحاكم في عهد بن علي، رحّب بمبادرة الشاهد، ورأى أنها ستزيد شعبيته، وتضاعف حظوظه الانتخابية، وتؤكد نزاهته «لأنه انسحب من تلقاء نفسه، ولم يُعزَل من قبل البرلمان».
ووصف الغرياني، في تصريح لـ«لشرق الأوسط»، ما يجري في كواليس السباق نحو قصر قرطاج بـ«المعركة الاتصالية والإعلامية»، وعد أن الشاهد سجل نقاطاً مهمة في هذا السياق، خلال مداخلاته التلفزيونية بمناسبة إعلانه «المفاجئ» الانسحاب من رئاسة الحكومة، و«تفويض» الوزير، وتنازله على جنسيته الفرنسية، مع مطالبة بقية المرشحين حاملي جنسيات مزدوجة بأن ينحو نحوه.

المنافسون الكبار
من جهة أخرى، وفي انتظار غلق باب الانسحابات من قائمة المرشحين للرئاسة يوم 31 أغسطس (آب) الحالي، تتضاعف حظوظ 4 أو 5 مرشحين، يتقدّمهم يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي وعبد الفتاح مورو، ثم المنصف المرزوقي أو محمد عبو، حسب تصريحات الوزير السابق المحامي العروبي مبروك كورشيد لـ«الشرق الأوسط».
كورشيد الذي يترأس القائمة الانتخابية لحزب «تحيا تونس» في محافظة مدنين، بالجنوب الشرقي التونسي، يعد أن الغالبية الساحقة من الكوادر السابقة في حزب الرئيس الراحل قائد السبسي «نداء تونس» انحازت للشاهد، ما يضاعف حظوظه الانتخابية، بينما يفتقر عدد من منافسيه، وبينهم وزير الدفاع الزبيدي، إلى حزب قوي لديه فروع في كل المدن والقرى لمساندته.
إلا أن أنصار الزبيدي يرفضون هذا التقييم، ويرجّحون فوز مرشحهم بفارق كبير «لأنه يجمع بين الخبرة في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والنزاهة ونظافة اليدين». ويستدلون بالفريق الذي عيّنه للإشراف على حملته الانتخابية، برئاسة وزير التشغيل السابق القيادي في حزب «آفاق تونس» الحقوقي فوزي عبد الرحمن، والنقابي الوزير السابق للطاقة خالد بن قدور.

مرشح المعارضة؟
وفي هذه الأثناء، يتنافس عدد آخر من المرشحين، بينهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، وزعيم حزب «التيار الديمقراطي» الوزير السابق محمد عبو، ورجل الأعمال والإعلام رئيس حزب «قلب تونس» نبيل القروي، ورئيسة الحزب الدستوري عبير موسي، على الفوز بأصوات المعارضين للمنظومة الحاكمة الحالية، وللساسة الذين سيطروا على المشهد السياسي طوال السنوات الخمس الماضية ورموزها، بمن فيهم الشاهد والزبيدي ومورو. ونوّه الناشط السياسي والحقوقي زهير مخلوف باستطلاعات الرأي التي رجّحت أن يفوز نبيل القروي بأصوات «غالبية المتمردين على الأحزاب التقليدية»، وأن يستفيد من انتقاداته لكل مرشّحيها، ومن الشعبية التي اكتسبها طوال العامين الماضيين بفضل المشاريع الاجتماعية والخيرية التي نظّمها لفائدة آلاف العائلات الفقيرة في كل جهات البلاد. وللعلم، تسببت تلك المشاريع الخيرية في حملات شنتها ضده «الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري»، والغالبية البرلمانية الحالية التي استصدرت في يونيو (حزيران) الماضي قانوناً لمنعه من الترشّح، بتهمة توظيف الأموال المهرّبة من الضرائب في مشاريع «دعائية»، لكن وفاة الرئيس قائد السبسي قبل التوقيع على القانون أجّل تنفيذه إلى الدورة البرلمانية المقبلة.
في المقابل، يشكّك الكاتب المحلّل السياسي علي بن عبد اللطيف في قدرة مرشّحي الأحزاب الوسطية والصغيرة على منافسة مرشحي الأحزاب الكبرى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بمن فيهم المرزوقي وعبو ومرشح حزب «التكتل الديمقراطي للحرّيات والعمل» وزير المالية السابق إلياس الفخفاخ.

فسيفساء حزبية وانقسامات
ولعل أكبر تحدٍّ، حسب علي عبد اللطيف، أن التحضيرات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية كشفت استفحال التناقضات داخل الطبقة السياسية، وغياب زعامات قادرة على استقطاب غالبية المواطنين، خلافاً لما حصل عام 2014، عندما تجمّع أكثر من نصف الناخبين حول الباجي قائد السبسي وحزبه، بينما احتشدت البقية حول المرزوقي وحزب «حركة النهضة» وحلفائهما.
وهكذا، فالسؤال الذي يفرض نفسه على الجميع اليوم، وفق المحامي سمير بن عمر: هل ستكون هذه الحملة فرصة لبناء تحالفات قوية تساهم في إعادة توزيع الأوراق بين المرشحين الذين يرفعون شعار تغيير كامل المنظومة الحالية... ومنافسيهم الذين يدافعون عن خيار الاستقرار والبراغماتية، أم يحصل العكس؟
الوزير السابق سليم بن حميدان القيادي في حزب «الحراك» (بزعامة المرزوقي)، عد أن «المرشحين الأوفياء لمبادئ ثورة 2011 يمكن أن ينتصروا على مرشحي النظام القديم، في حال توحيدهم جهودهم، وانسحابهم لصالح مرشح وحيد، لكن المشكلة أن جلّ هؤلاء يرفضون الانسحاب من السباق ضمن الآجال القانونية، أي قبل آخر يوم في الشهر الحالي، مثل غالبية المرشحين المحسوبين على المنظومة القديمة».

تنافس العاصمة والساحل والجنوب
وفي أي حال، فإن من بين مُستجدّات الانتخابات الحالية، حسب الأكاديمي الحقوقي جوهر بن مبارك، أن الترشحات للانتخابات السابقة لأوانها «تشهد عودة التنافس بين ممثلي تونس العاصمة ومحافظات الساحل»، التي انحدر منها الرئيسان الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وحكما البلاد ما بين 1955 و2011، اعتماداً على غالبية من كوادرها ورجال أعمالها. وفي المقابل، يسعى عدد من المرشحين، بينهم وزير المالية السابق إلياس الفخفاخ، والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، وزعيم حزب «التيار الديمقراطي» محمد عبو، إلى كسب أصوات الجهات المُهمّشة في الشمال والوسط والجنوب.
وينتقد بن مبارك ترشح «ساسة شعبويين متهمين من قبل القضاء بالفساد والتهرّب من الضرائب»، لكنه يسجل أنه بعد نحو 9 سنوات من تحكمّ ساسة بارزين من «أصيلي العاصمة» تونس، بزعامة الرئيس الراحل قائد السبسي، في اللعبة السياسية داخل مؤسسات الحكم والمعارضة، انخرط في السباق بقوة ممثلون عن جهة «الساحل»، بينهم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، ورئيس الحكومة الأسبق رئيس حزب «البديل» المهدي جمعة. وفي المقابل، يبدو يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو من بين أبرز مرشحي «لوبيات» السياسة والمال في العاصمة تونس. ويتنافس الشاهد ومورو على كسب أصوات العائلات المحافظة وأبناء الطبقات الوسطى.

المقاطعة والتصويت العقابي
وفي انتظار اليوم المقرّر للاقتراع العام، 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، حذّر نشطاء من المجتمع المدني، مثل معز بولوحية، رئيس جمعية «عتيد» لمراقبة الانتخابات، من «سيناريو» مقاطعة عالية في صفوف الناخبين للتصويت بسبب تعمّق أزمة الثقة بمعظم السياسيين، على اختلاف ألوانهم، وتدهور الأوضاع المعيشية للطبقات الشعبية والوسطى.
كذلك، يرجّح الناشط السياسي الحقوقي زهير مخلوف، والكاتب الصحافي اليساري توفيق بن بريك، أن تشهد الانتخابات المقبلة «تصويتاً عقابياً» ضد الطبقة السياسية الحالية، ولا سيما ضد مرشحي الأحزاب الحاكمة التي شاركت في الحكومات الائتلافية خلال السنوات الخمس الماضية، برئاسة الحبيب الصيد والشاهد، وبالأخص أحزاب «نداء تونس» و«تحيا تونس» و«حركة النهضة» و«مشروع تونس» و«المسار». وفي هذه الحالة، يتوقع أن تختلط الأمور أكثر، وقد يجد التونسيون أنفسهم يوم الاقتراع العام مُخيَّرين بين حلّين أحلاهما مُرّ: إما الانحياز إلى المرشحين «الشعبويين»، وفي ذلك مغامرة... أو اختيار «مرشح جدّي» من المنظومة القديمة، مع ما قد يعنيه ذلك من دوران في حلقة مُفرّغة.

فئات المرشحين لانتخابات سبتمبر المقبل

> يقُدَّر عدد الناخبين التونسيين بنحو 8 ملايين ناخب، بينهم أكثر من مليون وربع المليون من المُرسَّمين (الناخبين المسجلين) الجدد - غالبيتهم من الشباب - لكن الأطراف السياسية ترجح ألا تتجاوز نسب الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية ثلث الناخبين.
وحسب المؤشرات الحالية، سيكون التنافس الفعلي في هذه الانتخابات بين 5 أو 6 مرشحين يتنافسون جدّياً على منصب رئيس الجمهورية، ويسعون للفوز به. ومع هؤلاء، هناك نحو 20 مرشحاً أعلنوا أن حظوظهم ضعيفة جداً، لكنهم شاركوا في اللعبة الانتخابية كي يدخلوا أو ليكونوا في المشهد السياسي، إيماناً منهم بكون المشاركة في الرئاسيات تؤثر لاحقاً في الانتخابات البرلمانية.
وعموما ثمة 3 فئات من المرشحين للانتخابات التونسية المقررة في الشهر المقبل:
1- مرشحون تدعمهم الأحزاب الكبرى: وهنا حزب «تحيا تونس» يدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وحزب «حركة النهضة» يدعم رئيس البرلمان بالنيابة النائب الأول لرئيس الحركة عبد الفتاح مورو، وحزب «قلب تونس» بزعامة نبيل القروي يدعم رئيسه.
2- مرشحون مستقلون تدعمهم شخصيات مستقلة أو أحزاب أخرى: من بين أبرز هؤلاء المرشحين عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الذي يحظى بدعم حزب «نداء تونس» (وهو حزب نجل الرئيس السابق قائد السبسي)، وحزب «آفاق» بزعامة الوزير السابق رجل الأعمال ياسين إبراهيم، وكان الزبيدي قد اختار قياديين منه في هيئة حملته الانتخابية. كذلك حصل الزبيدي على دعم شخصيات يسارية، وأخرى ليبرالية مستقلة، بينها رئيس الحكومة الأسبق رشيد صفر، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب الحاكم قبل ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، مثل الوزير أحمد عياض الودرني مستشار الرئيس الأسبق بن علي ومدير مكتبه طوال 20 سنة. ويتردّد أن عدداً من كبار الضباط العسكريين والأمنيين المتقاعدين وكوادر الدولة أكدوا دعمهم للزبيدي، وانخرط بعضهم في هيئة حملته الانتخابية، مباشرة وغير مباشرة، لكن عامل الوقت قد لا يسمح له بتشكيل لجان مساندة محلية، ومراقبين ينتشرون في آلاف القرى والأحياء الشعبية في كل المدن.
3- مرشحون مستقلون أو زعماء لأحزاب سياسية صغيرة: ترجح استطلاعات الرأي أن هؤلاء لن يفوزوا بأكثر من 1 في المائة من الأصوات، لكنهم ترشحوا للرئاسة ليستفيدوا من التمويلات التي توفرها الدولة للمترشحين، ومن فرص البروز في وسائل الإعلام للتعريف بأحزابهم ومشاريعهم السياسية، وبمرشحيهم في الانتخابات البرلمانية.



فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.