ترمب يهدد بتسليم «دواعش» إلى فرنسا وألمانيا

كوبنهاغن اختارت التهدئة بعد إلغائه زيارته

ترمب يهدد بتسليم «دواعش» إلى فرنسا وألمانيا
TT

ترمب يهدد بتسليم «دواعش» إلى فرنسا وألمانيا

ترمب يهدد بتسليم «دواعش» إلى فرنسا وألمانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، إنه سيتعيّن على دول أخرى تحمّل عبء قتال تنظيم «داعش»، مشيراً إلى روسيا وباكستان وإيران كأمثلة لتلك الدول. كما أبلغ ترمب الصحافيين في البيت الأبيض أنه إذا لم تستعدْ أوروبا مقاتلي «داعش» الأسرى، فسيضطر إلى تسليمهم للدول التي قَدموا منها مثل ألمانيا وفرنسا.
وجاءت تصريحات ترمب بينما كان يستعد لمغادرة البيت الأبيض باتجاه كنتاكي، وتطرق إلى عدة قضايا بينها الحرب التجارية مع الصين وتصريحاته عن يهود أميركا الذين يدعمون الديمقراطيين، وإرجاء رحلته إلى الدنمارك.
وأثار موقف البيت الأبيض من الدنمارك استغراباً على ضفتي الأطلسي، بعد قرار ترمب إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى هذا البلد بعد أسبوعين نتيجة رفض كوبنهاغن بيع غرينلاند للولايات المتحدة. وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد كشفت في نهاية الأسبوع الماضي أن ترمب طلب معلومات عن إمكانية شراء الولايات المتحدة غرينلاند، الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 56 ألف نسمة وتتمتع بحكم ذاتي وتابعة للدنمارك.
كما نشر ترمب بعدها سلسلة من التغريدات تؤكد اهتمامه بهذه الجزيرة في القطب الشمالي، مثيراً سلسلة من التعليقات تراوحت بين الإدانة والسخرية في غرينلاند والدنمارك.
وخلال زيارة غرينلاند وصفت رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريديريكسن، عرض ترمب بـ«السخيف». كما أوضحت سلطات كوبنهاغن أنها أصلاً لا تملك سلطة بيع هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع. رغم ذلك، فإن كوبنهاغن اعتمدت سياسة التهدئة، مؤكدة عدم وجود أزمة مع الولايات المتحدة.
أما في واشنطن فجاء الرد مفاجئاً بالفعل، وأعلن البيت الأبيض مساء الثلاثاء، أن زيارة ترمب المقررة للدنمارك في الثاني والثالث من سبتمبر (أيلول) قد أُلغيت بكل بساطة. وكتب ترمب على «تويتر»: «الدنمارك بلد يتسم بخصوصية وأهله رائعون، لكن بسبب تعليقات رئيسة الوزراء ميتي فريديريكسن التي قالت إنها غير مهتمة إطلاقاً بمناقشة شراء غرينلاند، سأرجئ لقاءنا المقرر بعد أسبوعين إلى وقت آخر».
وفي كوبنهاغن، قالت الملكة ماغريت صاحبة دعوة ترمب إنها «فوجئت» بالقرار، وذلك في تعليق بثه التلفزيون. وبدت الساحة السياسية بأكملها مذهولة. وقال زعيم اليسار الراديكالي مارتن أوسترغارد، من الأغلبية البرلمانية إن «الواقع يفوق الخيال (...) هذا الرجل لا يمكن التكهن بتصرفاته».
أما المحافظ راسموس يارلوف، فقد كتب على «تويتر»: «بلا سبب، يعد ترمب أن جزءاً (يتمتع بحكم ذاتي) من بلدنا معروض للبيع. بعد ذلك يلغي بشكل مهين زيارة كان الجميع يقومون بالإعداد لها. هل هناك أجزاء من الولايات المتحدة معروضة للبيع؟ ألاسكا مثلاً؟». وأضاف: «نرجو إبداء مزيد من الاحترام».
وتأتي هذه التطورات قبيل زيارة مرتقبة لترمب إلى فرنسا لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بياريتس في 24 و26 أغسطس (آب)، والتي قد تشهد مناكفات بين قادة هذه الدول والرئيس الأميركي كما حصل في السابق.
كان ترمب قد أعلن، الأحد، أنه مهتم فعلاً بشراء غرينلاند التي اعتبر أنها «قد تكون صفقة عقارية ضخمة (...) ومهمة استراتيجياً». وغرينلاند جزيرة تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع في القطب الشمالي، غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز وذهب وماس ويورانيوم وزنك ورصاص. وقد استعمرتها الدنمارك منذ القرن الثامن عشر.
وهي ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الولايات المتحدة وضع اليد على غرينلاند. فقد أعربت وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 1867 عن اهتمامها بهذه المنطقة، وفي عام 1946 عرض الرئيس هاري ترومان دفع 100 مليون دولار وأراضٍ في ألاسكا مقابل غرينلاند، من دون جدوى. مع العلم أن الأميركيين يقومون بتطوير قاعدة جوية لهم في تولي أقصى شمال غربي الجزيرة.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يختار ريتشارد جرينيل مبعوثاً رئاسياً للمهام الخاصة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم، إنه اختار ريتشارد ألين جرينيل، رئيس مخابراته السابق، مبعوثاً رئاسيا للمهام الخاصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، السبت، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

خاص سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.