مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

طبيعة متنوعة... ثقافة غنية وقصص حب تجسدت في معمار خاص

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب
TT

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

يصفها أهلها بـ«لؤلؤة جبال الألب» تلك هي مدينة إنسبورك عاصمة إقليم تيرول شمال غربي النمسا. تقع موقع القلب لجبال الألب، تعانقها وتُظللها، عدا عن أهميتها التاريخية باعتبارها مدينة موغلة في القدم لعبت دورا مؤثرا كتقاطع طرق من الشمال إلى الجنوب ومن ألمانيا إلى إيطاليا وما بعدهما. يرجع تاريخها للعصر الحجري ولها أدوار مشهودة في التاريخ الأوروبي بوجه عام والنمساوي بوجه خاص. من جانب آخر نجحت البلدة أن تكون مدينة جامعة عصرية عرفت كيف تمزج بين العراقة والحداثة خاصة أن 30 في المائة من سكانها، البالغ عددهم نحو 150 ألف نسمة، من الشباب.
لكن تبقى جبال الألب أكثر ما يُضفي على المدينة جمالها وخصوصيتها. فهي سهل طولي تحتضنه تلك السلاسل التي يفتخر بها أهل إنسبورك ويحافظون عليها كمصدر من مصادر ثرائهم الطبيعي والحضاري، فيما تتمدد المدينة شرقا للغرب كوادٍ لنهر إن الذي يعتبر واحدا من أقوى الأنهار الأوروبية.
من نهر إن استمدت المدينة اسمها INNSBRUCK ويعني جسر إن، وهو من أهم روافد نهر الدانوب. تتلون مياهه بلون الحليب ومع زيادة الأمطار التي تتدفق من أعالي الجبال وذوبان الجليد تكتسب مياهه لونا أخضرا بسبب ما تجرفه المياه من معادن وما تذوبه من صخور جيرية وتحطمه من أغصان أشجار كلما زاد التيار عنفا واندفاعا. نظرا لموقعها الجغرافي يسهل الوصول إليها من مختلف الجهات، وبمختلف وسائل المواصلات سواء جوا عبر مطارها في رحلات مباشرة أو برا بالسيارة أو القطار. هذا الأخير يُوفر سفرا مريحا حيث ينطلق بانتظام من فيينا إلى إنسبورك في ذات المسار الذي يصل مدينة سالزبورغ ثم إنسبورك وبريغنز عاصمة إقليم فورالبرغ، ويتوقف عند مدن أخرى. كما تتوفر قطارات تصلها بمدن جوارها الألمانية أو السويسرية أو الإيطالية حيث الحدود مفتوحة وفق اتفاقية شينغن، وجميعها على بعد بضع ساعات أو أقل. وكم هو ممتع مسار القطار إليها، سواء من فيينا أو ميونيخ الألمانية أو زيوريخ السويسرية أو ميلانو أو فيرونا الإيطاليتان. فصيفا يعبر مروج وسهول خضراء وملونة وشتاء بحيرات وجبال ثلجية ناصعة البياض. حقيقة، لا يحتاج السائح غير برمجة زيارته حتى يستفيد من عطلته التي يمكن أن يقضيها متجولا ومستمتعا بتضاريس وثقافة ووسائل ترفيه مختلفة.
أهم نقاط جذبها:
ضريح فارغ..... ولكن
تاريخيا ترتبط إنسبورك بالإمبراطور الروماني ماكسيمليان الأول، الذي وسع نفوذ أسرة الهابسبورغ بالحروب والمصاهرة. فقد تزوج للمرة الأولى زواج حب من أميرة بلجيكية وبعد 5 سنوات من وفاتها اختار زواج مصلحة من ثرية إيطالية. كما زوج الإمبراطور كل أبنائه وبناته من ملوك بلجيكا وإسبانيا «قشتالة» وهولندا وبوهيميا وفرنسا لتقوى شوكته. أحب الإمبراطور ماكسيمليان الأول إنسبورك، وجعلها مقر إقامته، وبالفعل قضي فيها جُل وقته. وتحتفظ المدينة حتى يومنا هذا بـ130 مبنى فخما تم تشييده في عهده، لهذا يُلقبه البعض بمهندس المدينة.
كذلك تظهر في إنسبورك كثير من المعالم التي تعكس حبه للعلم والفن وشغفه الشديد بالصيد والأسلحة لدرجة أن دروعا حملت تصميمات من بنات أفكاره عرفت باسمه. ومن ألقابه أيضا «الفارس الأخير». بيد أن أهل إنسبورك، الذين كانوا أصحاب رأي وكلمة في ذلك، أثاروا غضب الإمبراطور عندما رفضوا تمويله لكثرة إنفاقه وبذخه. فقد كان يعرف أنها غنية بالفضة والنحاس والذهب الأبيض «الملح» وكانت له طموحات كبيرة. رفضهم دفعه إلى مغادرتها ساخطأ ولم يعد إليها مرة أخرى. إلا أن المدينة خلدته بعد وفاته بـ65 عاما بأن نصبت له ضريحا يحمل اسمه دون جثمانه الذي دفن في مدينة «فيينا نوي أشتات» بالقُرب من العاصمة فيينا. وضع الضريح المزخرف داخل الكنيسة الإمبراطورية الضخمة ذات الطوابق الثلاثة والنوافذ المستديرة التي بدورها تعتبر مزارا سياحيا لجمالها وزخارفها وحدائقها. كما لها أكثر من صالة ومتحف يضم قطعا أثرية نادرة، بعضها الأول من نوعه. بها أيضا «اورغن ايبرت» Ebert Organ الذي يعود تاريخه للعام 1558 ويتميز بشهرة عالمية. الدخول لهذه الكنيسة بمقابل مالي، ما لم تفتح أبوابها لمناسبة دينية أو قداس.

السقف الذهبي
من أشهر المعالم التي خلفها الإمبراطور ماكسيمليان الأول في إنسبورك «السقف الذهبي» والذي يُخلد قصة حبه وزواجه، مما يضيف لرومانسية المدينة. وهو عبارة عن سقف لشرفة مبنى يتوسط أشهر ساحات المدينة وأمسى حديثا مقرا لمؤسسة الحفاظ على جبال الألب.
يتكون من 2.657 بلاطة من النحاس المطلي بالذهب شيده ماكسيمليان الأول بداية للاحتفال بزواجه من الثرية الإيطالية بيانكا ماريا سافوازمن ميلانو. وحسب ما تقوله القصة فإن الإمبراطور رصعه من الذهب حتى يستعرض جاهه ولا يقال بأنه تزوجها من أجل مالها وطمعا في ذهبها الذي كان كثيرا. وتقديرا لذكرى زوجته الأولى ميري البلجيكية، التي كانت حبه الحقيقي، وضع الإمبراطور داخل الشرفة تحت السقف مجسمين لامرأتين يقف هو بينهما، وبذلك تجنب أيضا إثارة غضب حلفائه من بلجيكا، أنصار الزواج الأول. يجذب السقف الذهبي السياح سنويا. يلفون حوله من كل الجهات حتى يصلوا لنقطة تسمح لهم بالتقاط صور «سيلفي» يشكل فيها السقف وذهبه خلفية رائعة. يتوسط السقف شارع Herzog Friedrich واحد من أهم شوارع المدينة القديمة.

قصر أمبراس
كان أساسا قلعة أعلى جبل، تضمن حراسة المدينة قبل أن يُحوله الأرشدوق فرديناند الثاني إلى قصر. ما يُحسب له أنه حافظ على الهيكل المعماري الأمر الذي منحه نمطا معماريا مميزا. ولا شك أن حديقته مترامية الأطراف، حيث تعيش الطواويس وبحيرة تسبح فيها الأسماك والبط والإوز، بكل ألوانه تزيده تميزا.
من جانبه كان الأرشدوق فرديناند مثقفا منفتحا أحب سيدة من العامة وتزوجها رغم معارضة الطبقات الأرستقراطية، فما كان منه إلا أن اختار لها قلعة أمبراس المنزوية أعلى الجبل بكل ما فيها من مقومات الرفاهية والتسلية، إضافة إلى مكتبة ضمت كتبا ومجلدات نادرة ومتحفا تشير بعض المصادر أنه كان أول متحف في العالم. كغيره من مزارات إنسبورك يمكن الوصول إليه من قلب المدينة بالمواصلات العامة كما تتوقف أمام مدخله مباشرة الحافلات السياحية أهوب أون هوب أوف، والتي تسمح وفق نوع بطاقتها بالنزول للاستمتاع بالمعالم التي تمر بها ومن ثم مواصلة الرحلة بحافلة أخرى.
يفتح قصر أمبراس أبوابه طوال أيام الأسبوع، من العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء عدا شهر نوفمبر (تشرين الثاني). وتستضيف قاعته الواسعة، حفلات موسيقية ومعارض مختلفة. ومما يحكى عن قصر أمبراس كذلك أنه كان المُلهم الحقيقي لقصة «الجميلة والوحش» ويقال بأن هذا الوحش كان من عمال القصر أمبراس وقعت فتاة جميلة في غرامه. ولا تقتصر علاقة إنسبروك بهوليو فقط بل ترتبط أيضا بالسينما الهندية التي تجذبها طبيعتها المتنوعة لتصوير بعض من أفلام بوليوود.

قصر الهوفبورغ
توجد بالمدينة، نسخة مصغرة من قصر الهوفبورغ التاريخي الموجود في فيينا، والذي كان المقر الشتوي للأباطرة ثم أمسى بعد تأسيس الجمهورية المقر الرسمي للرئيس النمساوي. شيد قصر الهوفبورغ، فرع انسبروك، في القرن الخامس عشر كمقر لحاكم إقليم تيرول، ثم قام الإمبراطور ماكسيمليان الأول بتوسعته، كما وسعته الإمبراطورة ماريا تريزا بعده. يضم حاليا متحفا وعددا من الصالات والغرف الصغيرة، وتزينه صالة رئيسية يؤجرها البعض لإقامة حفلات زواجهم.
صيفا، تستضيف ساحته يوميا في تمام السابعة والنصف مساء حفلات موسيقية مجانية.

بوابة النصر
عكس ما يشير اسمها لم تشيد هذه البوابة العملاقة لتخليد نصر حربي، وإنما للترحيب بالعروس الإسبانية الأميرة ماريا لويزا بنت شارلز الثالث من ساكسونيا، التي قدمت إلى انسبروك في أغسطس (آب) من عام 1765 للزواج من بيتر ليوبولد ابن الإمبراطورة ماريا تريزا، وهو ما يُفسر أن واجهة البوابة لدخول المدينة، رسمت بوجوه مستبشرة ضاحكة ترحيبا بالعروس. في الجهة الأخرى رُسمت وجوها باكية حزنا على الإمبراطور فرانسيس الأول، الذي توفي في نفس الشهر.

إبداعات زها حديد
قدر للمعمارية الراحلة زها حديد أن تترك بصمتها في المدينة بتصميمها منصة القفز على الجليد بجبل إيزل، إضافة إلى محطات ترام جبل هافيليكا بحي الهونغربورغ حيث الجبال على مرمى البصر. وحسب وصفها له، قالت زها حديد بأنه صُمم كبُرج وجسر وبنية خضراء دمجت المنحدر بمقهى أعلى الجبل ومصعدين زجاجيين ينقلان الزوار والرياضيين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية وممارسة رياضاتهم المفضلة.
تم تصميم المسار الانسيابي بطول 90 مترا وارتفاع 50 مترا فيما يصل ارتفاع المنصة أعلى جبل ايزل إلى 40 مترا مما يمكن المشاهدين الجالسين أرضا من متابعة الرياضيين بسهولة.

تلفريك جبال نوردكيتين
بواقع 25 دقيقة فقط من قلب انسبروك يمكن الصعود إلى قمم سلاسل جبال Nord Kette الشاهقة بارتفاع 2، 637 متر. هنا سيستمتع السائح بطبيعة غناء وهواء نقي. في الطريق، يتوقف التلفريك في ثلاث محطات صممتها كذلك زها حديد واختارت لها مظلات بلون مياه نهر شكلتها على هيئة صخرة من صخور الجبل الجيرية. إحدى هذه المحطات تقود إلى حديقة حيوانات جبال الألب التي تقدم برامج متنوعة خاصة للأطفال بالإضافة لمشاهدة حيوانات بعضها مهدد بالانقراض.
*يساعد صغر مساحة المدينة على التجول فيها مشيا على الأقدام. وأينما توجهت ستجد مطاعم متنوعة بكل نكهات دول الجوار.
- إذا كانت الرحلة إليها بالقطار، فلا بد من الالتزام بالموعد المحدد لأن كلا من القطارات النمساوية والألمانية والسويسرية دقيقة جدا.
- لراحة السياح صدرت حديثا بطاقة بسعر 43 يورو لليوم و50 يورو ليومين و59 يورو لثلاثة أيام يمكن استخدامها في وسائل المواصلات العامة كافة وتشمل أيضا دخول بعض المواقع السياحية والصعود لقمم الجبال ومعالم أخرى يصعب حصرها في مقال واحد.
- للاستمتاع بالتجوال فوق سلاسل الجبال، ومعظمها ناتئ، لا بد من حذاء متين واختيار موقع في التلفريك، بالقرب من الجدران الزجاجية للاستمتاع بالمناظر الرائعة. تتوقف حركة التلفريك يوميا عند الخامسة مساء لهذا يستحسن الصعود مبكرا لاستغلال الوقت.


مقالات ذات صلة

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

أوروبا رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

منع طلاب يهود، الجمعة، أول رئيس للبرلمان النمسوي من اليمين المتطرف، من وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، واتهموه بـ«البصق في وجوه أسلافنا».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

قالت المغنية الأميركية تايلور سويفت إنها شعرت بـ«الخوف» و«الذنب»، أمس (الأربعاء)، بعد إلغاء حفلاتها الثلاث في فيينا بسبب اكتشاف خطة لتفجير انتحاري خلال إحداها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أعلنت السلطات النمسوية توقيف رجل ثالث بعد الكشف عن خطة لتنفيذ هجوم انتحاري خلال إحدى حفلات سويفت في فيينا (ا.ب)

واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة زودت النمسا معلومات استخبارية للمساعدة في إحباط هجوم جهادي» كان سيستهدف حفلات لنجمة البوب الأميركية تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المغنية تايلور سويفت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في 28 أغسطس 2022 (رويترز)

الشرطة النمساوية: المشتبه به الرئيسي في «المؤامرة الإرهابية» لعروض تايلور سويفت أدلى باعترافات كاملة

أفادت الشرطة النمساوية بأن المشتبه به الرئيسي في المؤامرة الإرهابية المزعومة التي كانت تستهدف عروضاً للمغنية تايلور سويفت في فيينا، أدلى باعترافات كاملة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا تايلور سويفت خلال حفل بفرنسا في 2 يونيو 2024 (أ.ب)

إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد كشف مخطط هجوم إرهابي

ألغيت ثلاث حفلات للنجمة الأميركية تايلور سويفت كانت مقرّرة في فيينا هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المنظمون الأربعاء، بعد إعلان الشرطة كشف مخطط لهجوم إرهابي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.