«خراسان» أخطر على أميركا من «داعش»

يقوده الفضلي رجل الظواهري في سوريا المطلوب أميركيا

أعضاء من «داعش» على مركبة في سوريا.. ويبدو في الاطار محسن الفضلي
أعضاء من «داعش» على مركبة في سوريا.. ويبدو في الاطار محسن الفضلي
TT

«خراسان» أخطر على أميركا من «داعش»

أعضاء من «داعش» على مركبة في سوريا.. ويبدو في الاطار محسن الفضلي
أعضاء من «داعش» على مركبة في سوريا.. ويبدو في الاطار محسن الفضلي

في حين تشرع الولايات المتحدة فيما يمكن وصفه بحملة عسكرية ضد تنظيم «داعش»، كشف مسؤولون استخباراتيون وأمنيون عن أن جماعة سورية أخرى، يقودها شخص غامض كان من دائرة المقربين من أسامة بن لادن، تشكل تهديدا مباشرا لأميركا وأوروبا.
صرح مسؤولون أميركيون بأن جماعة تسمى «خراسان» ظهرت في الأعوام الماضية كخلية في سوريا، ربما تكون أكثر عزما على تنظيم هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة أو منشآت خارجية. وأضاف المسؤولون في ترير لـ«نيويورك تايمز»، أمس، أن «الجماعة يقودها الكويتي محسن الفضلي، أحد قيادي عمليات (القاعدة)، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية، وقد كان مقربا من بن لادن لدرجة أنه كان من بين مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعلمون بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 قبل وقوعها».
ولا توجد معلومات عامة متوافرة بشأن تنظيم «خراسان»، الذي وصفه مسؤولون استخباراتيون وأمنيون وعسكريون بأنه يضم أفرادا من «القاعدة» من جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. ويقال إن بعض أعضاء الخلية يهتمون على وجه التحديد بوضع مخططات إرهابية باستخدام مفجّرات مخبأة. وليس من الواضح من يشارك إلى جانب الفضلي في قيادة التنظيم.
وصرح مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، يوم الخميس، بأنه «فيما يتعلق بالتهديد الذي يمس أرض الوطن، ربما يشكل تنظيم (خراسان) خطرا يشبه ما يمثله تنظيم (داعش)». وذكر بعض المسؤولين وخبراء الأمن القومي الأميركيين أن التركيز المكثف على «داعش» عمل على تحريف صورة التهديد الإرهابي الذي ظهر من الفوضى الناتجة عن الحرب الأهلية السورية، وأن التهديدات الأكثر مباشرة ما زالت تتمثل في تنظيمات إرهابية تقليدية مثل «خراسان» و«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» في سوريا.
وتتعقب أجهزة الاستخبارات الأميركية الفضلي (33 سنة) منذ 10 سنوات على الأقل. ووفقا لوزارة الخارجية، قبل أن يصل الفضلي إلى سوريا، كان يقيم بإيران كجزء من مجموعة صغيرة من عملاء «القاعدة» الذين هربوا إليها من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر. وصرحت الحكومة الإيرانية بأن المجموعة كانت تحت الإقامة الجبرية، ولكن ظلت أوضاع عملاء «القاعدة» تحديدا محل تنازع لمدة سنوات، وفي النهاية غادر الكثير من أفراد التنظيم إيران متجهين إلى باكستان وسوريا وبلدان أخرى.
وفي عام 2012، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الفضلي هو قائد تنظيم القاعدة في إيران، حيث يوجه «حركة الأموال والعملاء» في جميع أنحاء البلاد. وجرى عرض مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه. وذكر البيان ذاته، الصادر عن وزارة الخارجية، أنه كان يعمل مع «متبرعين جهاديين» أثرياء في الكويت، موطنه الأصلي، لجمع الأموال لصالح الثوار الموالين لـ«القاعدة» في سوريا.
وفي خطاب ألقاه الرئيس جورج بوش الابن ببروكسل عام 2005، أثناء تقديمه الشكر إلى دول أوروبية بسبب تقديمها المساعدة في مكافحة الإرهاب، ذكر أن الفضلي ساعد الإرهابيين الذي فجروا ناقلة نفط «ليمبورج» في عام 2002 قبالة سواحل اليمن. وأسفر هذا الهجوم عن مقتل شخص وتسريب 50.000 برميل نفط انتشرت بطول الساحل الممتد على 45 ميلا.
وفي حين يُنظر إلى تنظيم «داعش» على أنه يركز على توحيد الأراضي التي استولى عليها في كل من سوريا والعراق بصورة أكبر من تركيزه على مهاجمة الغرب، يحذر البعض من أن الغارات الجوية ضد «داعش» قد تؤدي بالتنظيم إلى التخطيط لشن هجمات ضد أهداف غربية، بل يمكن أن تفيد العمليات الأميركية أيضا تنظيمات مسلحة أخرى إذا لم تكن الفصائل الثورية الأكثر اعتدالا مستعدة لفرض سيطرتها على الأرض.
ووفقا للخارجية الأميركية، كان الفضلي، قبل وصوله إلى سوريا، يعيش في إيران ضمن جماعة صغيرة من عناصر تنظيم القاعدة، فروا من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر. وقالت الحكومة الإيرانية، إن الجماعة كانت تعيش قيد الإقامة الجبرية، وفي نهاية المطاف غادر الكثير من أعضائها إلى باكستان وسوريا ودول أخرى.
وكشف أصوليون في لندن عن أن الكويتي محسن الفضلي، المتورط في الكثير من العمليات الإرهابية والمطلوب للسلطات الكويتية والسعودية والأميركية، هو الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة في سوريا والممثل الشخصي لزعيم التنظيم في العالم أيمن الظواهري، والاسم الكامل لمحسن الفضلي، هو «محسن فاضل إياد الفضلي»، ويرد على قوائم الإرهاب الأميركية باسم محسن الفاضلي، وأنه كان زعيم «القاعدة» في إيران بين عامي 2011 و2012.
وأوضحت المصادر أن الفضلي، الذي يعد من أخطر الإرهابيين على مستوى العالم، انتقل من إيران إلى سوريا في منتصف 2013 وكان له الدور البارز والحاسم في انحياز الظواهري إلى جانب «جبهة النصرة» بقيادة «أبو محمد الجولاني»، في خلافها مع تنظيم «داعش» بقيادة أبو بكر البغدادي، واعتبارها الذراع الرسمية لـ«القاعدة» في سوريا، مما يؤكد أن الفضلي رجل الظواهري الأول في سوريا وموضع ثقته. والفضلي المطلوب رقم 4 من قبل وزارة الداخلية السعودية على قائمة الـ36 مطلوبا التي أعلنتها في 28 يونيو عام 2005، كما يعد الفضلي من المطلوبين الأساسيين للولايات المتحدة، وقد ورد اسمه على لسان الرئيس جورج بوش في إحدى خطبه «عن الإرهابيين الذين يلاحقهم العالم» كأحد المتورطين في تفجير البارجة كول، حيث ورد اسمه في مقدمة المطلوبين في القائمة التي قدمتها كريستين تاوسند مساعدة كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي، للمسؤولين الكويتيين في يناير (كانون الثاني) 2004. ثم في فبراير عام 2005، أدرجه مجلس الأمن الدولي في قائمته الخاصة بالإرهابيين، وذلك بعد اتهام أميركي له بمساعدة المسلحين في العراق.
من جهته، أعرب د. هاني السباعي، خبير التيارات الأصولية مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، عن اعتقاده أن «(خراسان) قد يكون تضخيما لعدو جديد لا نعرف ملامحه على الأرض، مما يمهد لضرب (جبهة النصرة) المرتبطة بـ(القاعدة) داخل الأراضي السورية أثناء الغارات الجوية على (داعش)». وقال إن «الهدف الواضح من التسريبات الأميركية هو شيطنة (جبهة النصرة)، المنتمية إلى أيمن الظواهري زعيم (القاعدة)، قبل تدميرها». وأوضح أن «الظواهري، كما هو معروف، هو زعيم «قاعدة خراسان» وهي المظلة الأم لأغلب التنظيمات الإرهابية».



موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».