تنديد تركي بقصف دمشق قافلة عسكرية في ريف إدلب

أنقرة اعتبرته انتهاكاً لاتفاقيات آستانة وسوتشي

TT

تنديد تركي بقصف دمشق قافلة عسكرية في ريف إدلب

أدانت وزارة الدفاع التركية استهداف رتل عسكري تابع لها قالت إنه وقع من قبل طيران النظام السوري وروسيا أثناء توجهه إلى نقطة المراقبة التاسعة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشيرة إلى أنه أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن القصف يعد انتهاكا للاتفاقيات المبرمة حول المنطقة العازلة في إدلب، مع روسيا (في إشارة إلى تفاهمات آستانة وسوتشي)، لافتة إلى أن القصف وقع رغم التحذيرات التي تم إبلاغها إلى المسؤولين الروس.
وشدد البيان على أن مواصلة النظام السوري استهداف المدنيين والأبرياء، يزيد من المأساة الإنسانية (دون إشارة إلى الدعم الروسي).
وتفصيلياً، قال البيان إن قوات النظام استهدفت الرتل العسكري المتوجه إلى نقطة المراقبة، في الساعة 08:55 (بتوقيت إسطنبول) على الرغم من إبلاغ الجانب الروسي بوجهة الرتل ما أدى لمقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح كانوا على مقربة من الرتل العسكري.
وتابع البيان: «ندين بشدة الهجوم على الرغم من الاتفاقيات المبرمة والتعاون والتنسيق القائم مع روسيا الاتحادية، وندعو لاتخاذ جميع التدابير لضمان عدم تكرار الهجوم، مع احتفاظنا بحق الرد».
وتعرض الرتل التركي للقصف الجوي قرب معرة النعمان من قبل النظام السوري لقطع الطريق عليه، بينما دخلت التعزيزات التركية إثر عملية الاستهداف رفقة طائرات حربية وطائرات استطلاع.
كانت تركيا دفعت بتعزيزات من القوات الخاصة ليل الأحد - الاثنين، إلى الشريط الحدودي مع سوريا منطلقة من ولاية هطاي التركية (في الجنوب)، بهدف تقديم الدعم لنقاط المراقبة في إدلب، وسط تصاعد القصف من جانب النظام وروسيا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن قواتها بمنطقة عملية «درع الفرات»، ردّت على هجوم نفذته الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من مدينة تل رفعت.
وأضاف البيان أن القوات التركية العاملة في منطقة عملية «درع الفرات»، تعرضت لنيران تحرش وهجمات من قبل عناصر الوحدات الكردية في تل رفعت، وأن وسائط الإسناد الناري الموجودة في المنطقة، قصفت أهدافا لها، ردا على الهجمات.
ويقع بين الحين والآخر قصف متبادل بين الوحدات الكردية من جهة ومواقع تابعة للجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري التي تدعمها أنقرة من جهة أخرى، في منطقة عفرين الواقعة غرب تل رفعت والواقعة ضمن ما يسمى بمناطق عملية غصن الزيتون، إضافة إلى مناطق درع الفرات.
وفي 9 أغسطس (آب) الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية، إصابة جنديين تركيين في قاعدة عسكرية بعفرين إثر إطلاق عناصر الوحدات الكردية المتمركزة في تل رفعت قذيفة مضادة للدروع باتجاه معسكر تركي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.