وزير الدفاع يتّهم «القوات» باستهدافه سياسياً

TT

وزير الدفاع يتّهم «القوات» باستهدافه سياسياً

اعتبر وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب أنه والمؤسسة العسكرية مستهدفان سياسياً، وذلك في رد على الانتقادات التي وجهت إليه، ولا سيما من قبل «حزب القوات اللبنانية»، على خلفية المعلومات التي أشارت إلى سرقة شاحنة تابعة للجيش اللبناني من مرفأ بيروت.
وقال بو صعب في مؤتمر صحافي إن «الهجوم الذي حصل خلال الفترة الماضية هو هجوم سياسي يستهدفني ويستهدف المؤسسة العسكرية». وأوضح: «الشاحنة سرقت في 17 يناير (كانون الثاني) 2019 أي قبل تشكيل حكومتنا وتمت سرقتها من خارج المرفأ»، مؤكداً أنها بقيت داخل الأراضي اللبنانية ولم تتمكن من المرور إلى سوريا «لأن المعابر غير الشرعية كانت مقفلة». وأبدى استعداده لتحمل المسؤولية، قائلاً: «أنا مستعد لأتحمل كل شيء قبل المؤسسة العسكرية ولست مضطراً لأختبئ خلف هذه المؤسسة»، لافتاً إلى أنه هو من أطلق ملف الحدود غير الشرعية قبل «القوات»، وقال: «أنا من أعلن عن مهمات الجيش في مجلس الوزراء وشرحتها للنائب في القوات جورج عدوان».
ووصف ما قام به نواب «القوات» بأنه «ظلم»، قائلاً: «نحن أم وأب هذا الملف، وهي (القوات) تعتبر أنها تحيّد الجيش وتحمّل وزير الدفاع المسؤولية. الجيش مسؤول عن إقفال الحدود وهو يحقق إنجازات يومية».
وكان الجيش اللبناني قد رد في بيان له حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن سرقة وإخراج شاحنة من مرفأ بيروت باتجاه الحدود اللبنانية - السورية، فأشار إلى أنه تم الإبلاغ عن سرقة الشاحنة في 17 يناير 2019 من خارج حرم مرفأ بيروت، كما تم تعميم مواصفاتها على جميع الحواجز لتوقيفها، وقد تمكن «الجيش في حينه بنتيجة التعميم، من توقيفها وسائقها لدى مرورها على أحد الحواجز، وقد تم تسليمهما إلى المرجع المختص لإجراء اللازم».
وأوضح كذلك فيما يتعلق بالصور التي نشرت لعدد من الشاحنات التي تمر ليلاً على ما سمي بالمعبر غير الشرعي، وتحديداً في منطقة القصر، أن الصور مجهولة المكان والزمان.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.