أحبط الجيش الإسرائيلي هجوماً هو الثاني خلال أيام عبر الحدود مع قطاع غزة، وقتل مجموعة من المسلحين الذين كانوا ينوون التسلل لتنفيذ عملية كما يبدو.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته رصدت «عدداً من المشتبه بهم مسلحين قرب السياج الأمني في شمال قطاع غزة. فأطلقت طائرة هليكوبتر ودبابة النار صوبهم».
وبعد ساعات طويلة، انتشلت الطواقم الطبية جثامين ثلاثة قتلى، كما تم إخلاء مصاب بجروح بالغة من المكان.
وشيّع أهالي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة جثامين الثلاثة وسط صيحات تطالب بالانتقام. ووقع الحادث بعد فترة قصيرة من إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في غلاف القطاع أحدها سقط في تجمع قرب الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على «تويتر»: «تم رصد إطلاق 3 قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل حيث تمكنت القبة الحديدية من اعتراض قذيفتين منها»، ويبدو أن المسلحين فكروا في أنه يمكن إشغال الجيش الإسرائيلي عبر إطلاق صواريخ ثم تنفيذ عملية. وقال موقع i24News الإسرائيلي، إن عملية التسلل التي تم الكشف عنها لم تكن من قبل مجموعة واحدة، وإنما من مجموعتين حاولتا التسلل من مكانين مختلفين وقد سبق هاتين المحاولتين اللتين جرت بالتزامن، عملية إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه إسرائيل من أجل صرف نظر الجهات الأمنية الإسرائيلية عن محاولتي التسلل.
وبحسب المعلومات فإن المجموعتين مؤلفتان من 8 أشخاص هم بالأساس مسلحون ينتمون إلى «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، غير أن في تشكيلتها أعضاء من «القسام» كذلك دون تحديد عددهم.
ولم تتبن «حماس» أو «الجهاد الإسلامي» العملية لكنهما نأتا بأنفسهما عنها، ووصفتا الشباب بـ«الثائرين»، وحملتا إسرائيل المسؤولية عن جريمة قتلهم. ووصف المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع قتل الشباب بـ«الجريمة النكراء، وهو ما يعكس سلوك الاحتلال الوحشي ضد أبناء الشعب، ودليل على بشاعة جرائمه التي يرتكبها».
كما حملت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
ونعت الجهاد في بيان «الشهداء محمد سمير ترامسي، محمود عادل الولايدة، محمد فريد أبو ناموس». وأكدت الحركة «أن جريمة استهداف ثلة من الشبان الغاضب ضد الإرهاب الممنهج والعدوان المتصاعد والحصار المتواصل والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والعدوان على الأسرى والتوسع الاستيطاني، هي عدوان يأتي في سياق الحرب المعلنة على شعبنا التي يأتي استمرار الحصار واحدا من فصولها البشعة».
وأحبطت إسرائيل خلال شهر واحد أكثر من محاولة تسلل فردية وجماعية ما أشعل مخاوف من وجود نهج جديد. وفي الهجوم الأخير قالت مصادر إسرائيلية إن المنفذين قساميون أصبحوا يدينون بالانتماء لـ«داعش».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن نشطاء من «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة مندفعون ومتحمسون، يشعرون بأنه لا يوجد مكان يحتويهم بالقدر الكافي في حركة حماس، فقرروا الرعي في «حقول جذابة»، وراحوا ينتقلون إلى تنظيمات تتوافق وتطلعاتهم. وأضافت الصحيفة أن «هذا حدث منذ بضع سنوات عندما ازدهر تنظيم داعش في شمال سيناء، وانضمت موجة من المنشقين عن حماس إلى صفوفه للقتال معه».
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت الدلائل تشير إلى أن هذه الظاهرة ترفع رأسها مرة أخرى مع انضمام مجموعات مسلحة من حماس إلى صفوف «الجماعات السلفية»، التي لا تعارض القيام بأعمال أقرب إلى «الانتحارية» مثل التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وشن هجمات مختلفة.
وقالت يديعوت إن هذه الإجراءات التي من المفترض أن تحبطها حماس وفقاً لتفاهمات التهدئة، يضعها في ضوء إشكالي مع المواطنين في غزة، الذين يرون في كل يوم جمعة أن قوات الضبط الأمني ستعتقلهم في حال اقترابهم من السياج الحدودي مع إسرائيل، وفقاً للتفاهم الأمني بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، شعور المواطن في غزة، الذي يعتبر أنه ما من فائدة تجلبها التهدئة مع إسرائيل، وهي ذات أثر طفيف على وضعه الاقتصادي والشخصي، ومن هنا فإن الطريق نحو الانتقاد العلني لحركة «حماس» التي نقشت على علمها «سلاح المقاومة»، يصبح قصيراً.
وتابعت الصحيفة: «لهذا السبب أطلقت حماس الأسبوع الماضي عدة اجتماعات بين جميع قادتها، من إسماعيل هنية، ويحيى السنوار إلى فتحي حماد، مع جميع العشائر الكبيرة في قطاع غزة، بهدف إظهار أن القيادة مرتبطة بالشعب». وتابعت الصحيفة أن أكثر ما هو حساس بالنسبة لحماس، هو النقد الداخلي، هل ينتقدونها كدولة مسؤولة عن إطعام مليوني مواطن في غزة، أم أن هذا انتقاد لالتزامها الشديد بجهود التهدئة بين إسرائيل وغزة بينما تدعو إلى الانتفاضة أمام الضفة الغربية.
وفي إسرائيل، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالرد على عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه بلدة سديروت الليلة الماضية. وقال كاتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «ما حدث في سديروت لن يمر من دون رد، نحن نحتفظ بسياسة ثابتة تجاه غزة». وبين أن تلك السياسة لا تهدف إلى الشروع بحملة عسكرية واسعة، ولكنها تحفظ قوة الردع.
كما دعا رئيس بلدية سديروت ألون ديفيدي إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة عقب تجدد إطلاق الصواريخ. وقال في حديث للإذاعة: «يجب إطلاق عملية واسعة النطاق الآن للقضاء على حماس، وعدم انتظار وقت آخر. القوة وحدها تستطيع أن توقف حماس».
الجيش الإسرائيلي يقتل مسلحين حاولوا التسلل من غزة
الفصائل لا تتبنى... وتل أبيب تشتبه في أنهم {قساميون تركوا حماس}
الجيش الإسرائيلي يقتل مسلحين حاولوا التسلل من غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة