إحياء المساعي الأميركية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

TT

إحياء المساعي الأميركية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

أحيا رئيس الحكومة سعد الحريري الدور الأميركي «المسهّل»، كما وصفه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى سابقاً ديفيد ساترفيلد لدى بدء مساعيه بين بيروت وتل أبيب من أجل ترسيم الحدود البحرية والبرية وفق آلية للتفاوض كان حددها رئيس الجمهورية ميشال عون بالتفاهم مع كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.
وكان التحرك الدبلوماسي الأميركي قد سجّل تقدماً في عدد من نقاط الآلية، قبل تراجع الطرف الإسرائيلي عنها، وتوقف المساعي الأميركية لاضطرار ساترفيلد إلى التخلي عن مهمته وترك بيروت في 4 يوليو (تموز) الماضي، للالتحاق بمركز عمله الجديد سفيراً لبلاده لدى تركيا.
إلا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ الحريري خلال استقباله له في مكتبه الخميس الماضي، أنه كلف بديلاً عن ساترفيلد هو مدير شؤون الشرق الأدنى الجديد في الخارجية الأميركية ديفيد شانكر. وطلب الحريري من بومبيو أن يستأنف المبعوث الجديد مهمته، وتم الاتفاق على أن تكون في 1 سبتمبر (أيلول) المقبل.
ولفت مصدر دبلوماسي إلى أن الحريري وبومبيو اتفقا على ضرورة إيجاد الطرق التي تؤدي إلى توقيع اتفاق لترسيم الحدود. وسيطلع الحريري مجلس الوزراء على ما تم الاتفاق عليه حول الترسيم مع بومبيو وسيصار إلى طرح التصويت إذا لم يتم الاتفاق خارج هذه الطريق الدستورية ومن ثم سيحال الأمر إلى مجلس النواب.
ورأى عضو في الوفد اللبناني أن مهمة شانكر لن تكون سهلة لأنه سينطلق من حيث توقف ساترفيلد الذي تبلغ من الطرف الإسرائيلي رفضهم وضع نص مكتوب بما يتفق عليه في ختام مساعي الطرف الأميركي ورفضهم حصول الترسيم البحري والبري معاً والاكتفاء بالأول فقط (الحدود البحرية فقط)، ورفضهم أي دور لـ«اليونيفيل» في الترسيم البحري.
ولشانكر الذي يتقن اللغة العربية، مؤلفات حول الوضع في لبنان لجهة دور «حزب الله»، وله صداقات مع عدد من السياسيين اللبنانيين. وكان قد شغل رئيس مكتب لبنان في وزارة الدفاع الأميركية.



رفض مجتمعي لجبايات الحوثيين تحت اسم «مساندة لبنان وغزة»

الحوثيون متهمون باستغلال منابر المساجد لخدمة مشروعهم الانقلابي (الشرق الأوسط)
الحوثيون متهمون باستغلال منابر المساجد لخدمة مشروعهم الانقلابي (الشرق الأوسط)
TT

رفض مجتمعي لجبايات الحوثيين تحت اسم «مساندة لبنان وغزة»

الحوثيون متهمون باستغلال منابر المساجد لخدمة مشروعهم الانقلابي (الشرق الأوسط)
الحوثيون متهمون باستغلال منابر المساجد لخدمة مشروعهم الانقلابي (الشرق الأوسط)

واجهت حملات الجباية الحوثية التي أطلقتها الجماعة تحت مزاعم التبرع للفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان رفضاً مجتمعياً في العاصمة اليمنية المختطَفة، صنعاء، وبقية مناطق سيطرة الانقلاب، على الرغم من حجم الدعاية ومهاجمة المعارضين لهذه الحملات.

وكانت الجماعة أطلقت، منذ أسبوعين، وتحت ذريعة «دعم نازحي لبنان وصمود الشعب الفلسطيني» حملات لجمع التبرعات النقدية، عبر وضع صناديق داخل المحال التجارية، وفي الطرقات والشوارع الرئيسية وعلى أبواب المساجد، رغم اتساع رقعة الفقر في مناطق سيطرتها، وعجز ملايين السكان عن توفير الغذاء الضروري.

صندوق حوثي لجمع التبرعات النقدية في أحد شوارع صنعاء (إكس)

وعلى خلفية فشل حملة التبرُّع التي نفذتها الجماعة في عدة مساجد، هاجم معممو الجماعة من على المنابر جموع المصلين في مساجد بنطاق مديريات معين وآزال وصنعاء القديمة، متهمين إياهم بالتقاعس واللامبالاة والتهرب من أي مسؤوليات والموالاة للأعداء وعدم الاستجابة بتقديم الدعم المالي.

وفي حين يتجاهل الانقلابيون الحوثيون كل التحذيرات المحلية والدولية من حدوث مجاعة وشيكة في أغلب مدن سيطرتهم، يُجدد المعممون الحوثيون مناشداتهم من على منابر المساجد للسكان التبرع بالأموال، وضرورة التقليل من إنفاق السكان اليومي على أُسَرهم وأطفالهم، وتوفير ذلك لمصلحة دعم صناديق التبرع.

وأثارت حملة التبرع الأخيرة سخط السكان، حيث تواصل الجماعة منذ سنوات الانقلاب والحرب تجاهل المعاناة الإنسانية، وشن مزيد من أعمال البطش والابتزاز.

وأبدى مصلون في مساجد عُمر والتوحيد والفتح، في حي السنينة بصنعاء، امتعاضهم الشديد من وضع صناديق جمع التبرعات في المساجد بهدف إرسال الأموال لصالح المجهود الحربي، بينما يعاني الملايين من الفاقة.

الجماعة الحوثية تطلب التبرع بالأموال رغم اتساع رقعة المجاعة (الشرق الأوسط)

ويؤكد خالد، وهو أحد سكان صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن أغلب السكان لم يعد لديهم ما ينفقونه على عائلاتهم، ورغم ذلك تحاول الجماعة إجبارهم طوعاً وكرهاً على جمع التبرعات التي يستفيد منها في المقام الأول قادة الجماعة وعناصرها.

ومع إحجام السكان في صنعاء وغيرها عن التبرُّع، أعلنت الجماعة الحوثية تمديد الحملة أسبوعاً آخر، تحت مزاعم مناصرة «حزب الله» في لبنان.

وسبق للحوثيين أن أطلقوا سلسلة حملات تبرُّع مُشابهةٍ دعماً لما يسمونه «القضية الفلسطينية ولإغاثة متضررين من الكوارث الطبيعية»، لكن الأموال تذهب دائماً للمجهود الحربي ولصالح كبار قادة الجماعة ولأتباعهم وأُسَر قتلاهم وجرحاهم.

وكانت مصادر يمنية مطلعة كشفت، في أوقات سابقة، عن قيام قادة الجماعة بسرقة مبالغ طائلة، هي حصيلة ما تم جمعه من خلال التبرعات لمصلحة فلسطين، وتحويله إلى حسابات خاصة.