القوات الخاصة الصومالية تعتقل 3 من عناصر حركة «الشباب»

TT

القوات الخاصة الصومالية تعتقل 3 من عناصر حركة «الشباب»

اعتقلت القوات الخاصة التابعة للجيش الصومالي أمس، 3 عناصر من حركة الشباب المتطرفة، فيما لقي مسلحان من الحركة مصرعهما وأصيب 4 آخرون خلال قتال عنيف مع الجيش جنوب البلاد.
وأعلن الشيخ يوسف صلاد رئيس منطقة عمارة التابعة لإقليم مدغ، أن القوات الخاصة بالجيش الصومالي والمعروفة باسم «دنب»، نفذت أمس عملية أمنية، وقامت بتمشيط أحياء المنطقة التي تبعد 85 كيلومتراً عن مدينة حررطيري في إقليم مدغ، حيث تم إلقاء القبض على 3 عناصر يعملون إلى جانب ميليشيات «الشباب».
بدوره، أكد عثمان حاجي نائب رئيس إقليم غدو للشؤون السياسية، أن قوات الجيش استعادت السيطرة على عدة قرى كانت تحت سيطرة حركة الشباب في الإقليم، مشيراً إلى أن الجيش نفذ عمليات أمنية واستطاع السيطرة على قريتي عبدي أفي، وبار معلم، التابعتين لمدينة بارطيري.
وتعهد باستمرار هذه العمليات ضد الحركة حتى تتم تصفية الإرهابيين من المناطق التي يوجدون فيها. من جانبه، قال مسؤول عسكري لصحافيين، إن مسلحين من حركة الشباب لقيا مصرعهما وأصيب 4 آخرون خلال قتال عنيف مع الجيش الحكومي جنوب الصومال. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن عدن أحمد القائد بالجيش الصومالي، قوله إن معركة عنيفة اندلعت في قرية إيل سانيني الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من المهبط رقم 50 في منطقة شبيلي السفلى، بعد أن حاول مسلحون مهاجمة قاعدة عسكرية. وأضاف: «تلقينا معلومات عن تحرك مسلحين من حركة الشباب نحو قاعدتنا واعترضناهم، وكانت هناك مواجهة ولكننا تغلبنا عليهم»، وقال: «قتلنا اثنين من المهاجمين وأصبنا 4 آخرين. وتلاحق قواتنا الآن المسلحين الذين هربوا نحو منطقة الدهاناني المجاورة». وقال السكان إن المعركة أدت إلى حالة من الذعر في المنطقة، حيث قال ساكن محلي: «خلال قيامنا بأعمالنا اليومية، مرت قوات مسلحة من قريتنا وبعد دقائق قليلة سمعنا صوت تبادل إطلاق النار بين الجيش والمسلحين». ووقعت المعركة الأخيرة بعد نحو 4 أيام على قيام قوات الحكومة بقتل 7 مسلحين من حركة الشباب وإصابة 10 آخرين في معركة عنيفة مع المسلحين في مدينة أوديجلي بالمنطقة نفسها. وطرد مقاتلو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة من مقديشو عام 2011 وخسروا بعد ذلك الجزء الأكبر من معاقلهم، لكن الحركة لا تزال تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تشن منها عمليات عصابات واعتداءات انتحارية بما في ذلك في العاصمة، ضد مواقع حكومية وأمنية ومدنية.
ويقاتل هؤلاء منذ أكثر من عقد لإطاحة حكومة البلاد المدعومة من الأسرة الدولية ويد قوة الاتحاد الأفريقي التي تتألف من 22 ألف عنصر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».