ميداليات لضحايا كمين «داعش» الأميركيين في النيجر

أكثر الخسائر منذ «سقوط طائرة هوك السوداء»

الجنود الأربعة الذين قتلوا: دستون رايت وجيرمايا جونسون وبرايان بلاك وديفيد جونسون (أ.ب)
الجنود الأربعة الذين قتلوا: دستون رايت وجيرمايا جونسون وبرايان بلاك وديفيد جونسون (أ.ب)
TT

ميداليات لضحايا كمين «داعش» الأميركيين في النيجر

الجنود الأربعة الذين قتلوا: دستون رايت وجيرمايا جونسون وبرايان بلاك وديفيد جونسون (أ.ب)
الجنود الأربعة الذين قتلوا: دستون رايت وجيرمايا جونسون وبرايان بلاك وديفيد جونسون (أ.ب)

بعد مرور عامين على كمين نصبه مقاتلون مؤيدون لتنظيم «داعش» في النيجر، تسبب في قتل أربعة جنود أميركيين، منح البنتاغون الجنود ميداليات تذكارية. ويوم الأربعاء، أقيم حفل عسكري في سانتا كلوز (ولاية جورجيا) لمنع الميدالية لقائد الفرق دستون رايت، الذي قتل مع جنوده.
وحسب صحيفة «أتلانتا كونستيتيوشن» التي تصدر في أتلانتا (ولاية جورجيا)، تحدث في الحفل جنرال أرسله البنتاغون، وأثنى على بطولة رايت، والجنود الأميركيين الثلاثة الذين قتلوا معه في الكمين.
حضر الحفل والد رايت، وبكى، وعدد محاسن ابنه، وأشار إلى أنه هو، أيضاً، عمل في القوات الأميركية المسلحة.
في أمكنة أخرى، حسب مكان ميلاد كل من الجنود الأربعة، أقيمت حفلات عسكرية لتوزيع الميداليات.
في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017. وقع الكمين عندما نصب مقاتلو «داعش» الكمين لفريق عسكري مكون من 11 من الجنود الأميركيين، وأكثر من 30 جندياً من قوات النيجر، وذلك قرب قرية تونغو تونجو في شمال غربي النيجر.
استغرقت التحقيقات في الكمين أكثر من عام. وفي العام الماضي، نشر البنتاغون فيديو فيه اللحظات الأخيرة لحياة واحد من الجنود، ديفيد جونسون، وهو الأسود الوحيد وسط الجنود القتلى. ويظهر الفيديو هروب 7 جنود أميركيين، و4 جنود من قوات النيجر إلى مستنقع، اختفوا فيه.
في ذلك الوقت، قال تلفزيون «سي إن إن»، الذي نشر مقاطع من الفيديو، أن مقاتلي «داعش» نشروا، أيضاً، فيديو كانوا حصلوا عليه قرب جثة واحد من الأميركيين.
وكان البنتاغون نشر تقريراً عن الكمين. وفيه أن القوات الأميركية «لم تكن متعودة على المواجهة وجهاً لوجه» مع نحو 100 من المسلحين «الداعشيين».
في ذلك الوقت، قال الجنرال توماس وولدهاوسر، قائد القيادة الأفريقية (أفريكوم)، في مؤتمر صحافي تحدث فيه عن التقرير: «لم ترَ تلك القوة (الأميركية) شيئاً بهذا الحجم، من ناحية العدد، والتنقل، والتدريب. كانت مفاجأة تكتيكية كاملة». وركزت وسائل إعلام أميركية على قتل ديفيد جونسون، الأسود الوحيد وسط القتلى. وقالت إنه، بعد الاشتباك، «سقط من رادار القوات الأميركية هناك لمدة تقرب من يومين، خلال عملية بحث محمومة». في البداية، قالت القوات الأميركية إنه «فقد»، ثم قالت إنه «قتل أثناء العمل».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الكمين «كان واحداً من أكثر العمليات العسكرية دموية للقوات الأميركية في أفريقيا منذ معركة مقديشو عام 1993». هذه إشارة إلى «سقوط طائرة هوك السوداء»، الذي تحول إلى فيلم سينمائي.
في ذلك الوقت، اشتبكت القوات الأميركية مع مقاتلين تابعين للرئيس الصومالي محمد سياد بري. وبعد معركة سقطت خلالها طائرة «سكاي هوك» أميركية، قتل 20 جندياً أميركياً، بعضهم سحلهم المقاتلون الصوماليون. وقتل 200 صومالي تقريباً، حسب تقرير أصدرته لجنة الصليب الأحمر الدولية في ذلك الوقت.
عن كمين النيجر، قال تقرير البنتاغون إن «أحداثاً مروعة وقعت». خاصة، عندما كان جونسون، وجنود آخرون، يحاولون العودة في سيارتهم، للهروب من نيران العدو. لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مقاتلين تابعين لـ«داعش». منعوهم من الفرار، ولاحقوهم حتى قتلوهم.


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.