السيسي يسأل جنرالاً عن راتبه... والجواب: 14 ألف جنيه

تعهد بإنهاء التعدي على البحيرات المصرية

TT

السيسي يسأل جنرالاً عن راتبه... والجواب: 14 ألف جنيه

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال تدشينه، أمس، مشروعاً زراعياً كبيراً، سؤالاً إلى اللواء محمد عبد الحي، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، قائلاً: «أنت بتقبض كام؟»، فرد عليه عبد الحي و(هو لواء في الجيش المصري): «بقبض 14 ألف و200 جنيه».
ثم استطرد الرئيس قائلاً: «سألت عبد الحي عن محل إقامته، فقال: أقيم في شقة تبعد 40 كيلومتراً عن محل عملي. فقلت له: معنى ذلك أن سيارة القوات المسلحة التي تستقلها في الذهاب والعودة تستهلك وقوداً كبيراً... عليك أن تغير محل سكنك لتوفير الوقود».
وأشار السيسي إلى أن هذا الحوار الهدف منه، «توضيح أن القائمين على هذه المشروعات لا يحصلون إلا على رواتبهم فقط، على عكس ما يعتقد البعض، وهم يؤدون عملهم بشرف وكرامة... والمقابل فقط هو عزة وشرف مصر». وألمح السيسي إلى أن «هذا الضابط الكبير قادر على جني ملايين الجنيهات من مشروع بهذا الحجم، لو سوّلت له نفسه ذلك»، في إشادة ضمنية بنزاهته.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن المشروع الذي افتتحه الرئيس يضم 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان، في إطار المرحلة الثانية من قطاع «محمد نجيب للزراعات المحمية»، وإنتاج المشروع يعادل نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية، كما يعد المشروع الأكبر في مجال الصوب الزراعية في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري.
وقال السيسي في تصريحاته، أمس، إن «مَن يسعى لـ(التآمر ضد الدولة المصرية) يعمل في الخفاء، وفي الوقت الذي نجلس فيه لافتتاح مثل هذه المشروعات، ونتحاور فيها على الهواء مباشرةً، هناك من يُخطط لضرب اقتصاد البلاد واستنزاف مواردها، وهم لن ينجحوا في ذلك»، موضحاً أن «الفكر التدميري مبنيّ على استنزاف مقدرات الدول وجرها إلى صراع لا ينتهي؛ ولكنّ هذا لن ينجح ومصيره الفشل».
ووعد السيسي بأنه «سيعيد البحيرات المصرية إلى الوضع الذي كانت عليه سابقاً»، مشيراً إلى أن «الأراضي المستولى عليها لن يتم تقنينها قبل أن أدرس ملفاتها شخصياً»، مندداً بانتشار مزارع السمك في هذه البحيرات، ومشدداً على أن «زمن هذه المزارع قد ولّى... ولن نعمل مزارع سمك في البحيرات، ولا بد أن تكون المياه نظيفة، وسوف أرجع بحيرات مصر مرة ثانية مثلما كانت».
ولفت السيسي إلى أن «الإجراءات التي يعتزم تنفيذها في هذا الشأن ليست ضد أي أحد، وإنما ضد الفوضى والإهمال وغياب الدولة»، مضيفاً: «كل الناس في مصر أهلي وإخوتي، إنما الناس التي تعمل ما تريده، وهذا لا يليق بمصر، لن نترك أحداً يأخذ شيئاً ليس ملكه... والله العظيم لن أترك لابني جنيهاً ولا لنفسي، وهذا معناه أني أعرف جيداً مَن يأخذ حاجة، ويستولى عليها، وهذا حرام، ولا بد من إيقاف الهدر، وعدم الانضباط».
واستعرض الرئيس السيسي، أمس، عدداً من المشكلات المتعلقة بمحور المحمودية وكينغ مريوط. وكلف القوات المسلحة والجهات المسؤولة بحل المشكلات القائمة على محور المحمودية خلال يومين، مؤكداً أنه «لن يتم تقنين الأراضي المعتدى عليها في منطقة كينغ مريوط؛ إلا بعد العرض عليّ شخصياً»، مضيفاً: «سيتم سداد مستحقات التقنين نقداً، ولن نسمح بأي تعديات على أراضي الدولة». وسبق أن دعا السيسي في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحكومة، إلى «مواصلة التصدي للتعديات بجميع أشكالها، وعدم التنازل عن حقوق الدولة»... كما سبق أن وجه لوماً إلى مسؤولين في الدولة بسبب ارتفاع معدلات البناء العشوائي.
وفي حديثه حول ما شهدته الأسواق في وقت سابق من تحكم التجار ورجال الأعمال. أكد الرئيس المصري «ضرورة التنسيق مع وزارة الزراعة، وغرف التجارة، ورجال الأعمال لضبط آليات السوق المصرية وتحقيق التوازن»، مشيراً إلى «أننا نعمل جميعاً من أجل المصريين، ونعمل على بناء قدرة الدولة، وما نقوم به هنا أننا نعمل ضبطاً لآليات السوق بزيادة حجم المعروض، وهذا لا يمنعنا من التنسيق مع رجال الأعمال، والعاملين في هذه القطاعات، لأننا يهمنا أن يكون هناك توازن في كلامنا وتصرفاتنا مع السوق، نحن بحاجة إليهم معنا، لأن السوق المصرية سوق كبيرة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.